إيران على أعتاب الانتخابات.. شكوك وخيبة أمل تسيطر على الشعب

عمر رأفت
الانتخابات الرئاسية الإيرانية

تقترب الانتخابات الرئاسية الإيرانية من الانعقاد، حيث سيقرر الشعب الإيراني من هو الرئيس القادم، يوم الجمعة المقبل 28 يونيو 2024.

وحسبما ذكرت شبكة “إيران انترناشيونال”، أمس الاثنين 24 يونيو 2024، فإن مع اقتراب هذا الحدث تسيطر حالة من الشكوك وخيبة الأمل على شريحة كبيرة من الشعب الإيراني.

عزوف عن المُشاركة

كشف استطلاع للرأي، أن 22% فقط من المشاركين يعتزمون التصويت، في حين يعتزم 65% الامتناع عن المُشاركة، و12% لم يقرروا بعد.

هذا يؤكد الانخفاض المحتمل في مشاركة الناخبين على الاعتراف المتزايد بين الإيرانيين بأن الانتخابات في ظل النظام الإيراني الحالي لن تتسم بالحرية والنزاهة، فمنذ ثورة 1979، سيطر مجلس صيانة الدستور على الجزء المتعلق بالمرشحين للانتخابات الرئاسية الإيرانية، حيث تخنار هذه الهيئة المرشحين الذين سيخوضون غمار الحدث.

ويمنع مجلس صيانة الدستور شخصيات بعينها من الترشح مثل أحمدي نجاد وحسن روحاني وغيرهم، كما يتم استبعاد النساء والرجال غير الشيعة، حيث أنه يدعم فقط من يؤيدوون أيدولوجية واستراتيجية النظام الحالي السياسية، وهم وحدهم القادرون فقط على المنافسة، مما يجعل الانتخابات شكلية تهدف إلى الحفاظ على الوضع الراهن فقط.

تكتيكات النظام

شهدت الانتخابات الرئاسية في 2021 أدنى نسبة إقبال في تاريخ البلاد، حيث شارك رسميًا 48.8% فقط من الناخبين المؤهلين، وكان هذا الاتجاه مؤشرًا واضحًا على وجود خيبة أمل من الشعب الإيراني تجاه العملية الانتخابية، حيث ينظر العديد من الإيرانيين بشكل متزايد إلى الانتخابات باعتبارها ممارسات عقيمة لإضفاء الشرعية على الحكم الحالي.

وقال الكاتب ويليام دوبسون، في كتابه “منحنى التعلم للديكتاتور: داخل المعركة العالمية من أجل الديمقراطية”، إن الدكتاتوريين المعاصرين تعلموا التكيف وصقل أساليبهم في السيطرة والقمع، باستخدام أساليب أقل عنفًا، وبدلاً من ذلك، فإنها تستخدم تكتيكات مثل الرقابة، واستقطاب المعارضة، والسيطرة على الاقتصاد.

كما ذكر المقال أن كل القرارات المصيرية يتخذها المرشد الأعلى بالأساس، ولا يتمتع الرئيس بأي سلطة حقيقية، فيما ترى جماعات المعارضة، بما في ذلك دعاة الديمقراطية العلمانية، ونشطاء حقوق الإنسان، والنقاد السياسيين، أن التغيير الحقيقي لا يمكن أن يأتي إلا من خلال إصلاح كامل داخل النظام الحالي.

شعور بالإحباط

يدرك المواطنون الإيرانيون بشكل مُتزايد أن مشاركتهم في الانتخابات تُستخدم لإضفاء الشرعية على نظام يمارس عليهم القمع والاضطهاد، ويعكس انخفاض نسبة إقبال الناخبين على التصويت خيبة أمل أوسع نطاقًا إزاء وعود النظام بالإصلاح.

وحسبما قال أحد المتظاهرين، فإن التصويت يمثل تجاهلًا لمعاناة الآخرين وآلامهم، ويجسد هذا الشعور الإحباط والغضب بين الشعب الذي يشعر بالخيانة من قبل حكومة تستخدم الانتخابات لإدامة حكمها بدلًا من أن تعكس إرادة الناس.

ربما يعجبك أيضا