إيران والغرب.. هل تؤثر الانتخابات الأمريكية على المحادثات النووية؟

إيران وأوروبا وأمريكا.. الجميع متفق على مبدأ الحوار لحل الأزمة النووية

يوسف بنده

مساعي بزشكيان للعودة للاتفاق النووي من أجل رفع العقوبات عن إيران هي رغبة مشتركة لدى النظام الحاكم أيضًا بشرط الالتزام بسياسة استئناف المحادثات بجانب الالتزام بتحييد العقوبات أيضًا.


مع تسلم الرئيس الإيراني الإصلاحي، مسعود بزشكيان، مقاليد السلطة، تسود حالة من التفاؤل لدى القوى الغربية باحتفاظ طهران مبدأ استئناف المحادثات النووية والعودة إلى الاتفاق النووي.

ولدى الإيرانيين والغربيين مخاوف مشتركة ما ستؤول إليه انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر المقبل، وعودة الرئيس الجمهوري، دونالد ترامب، الذي غادر الاتفاق النووي عام 2018م.

بزشكيان وماكرون

بزشكيان وماكرون

حوار مع ماكرون

اتصال التهنئة بين الرئيس الإيراني ونظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمس الاثنين 29 يوليو، إشارة قوية على رغبة أوروبية في الاحتفاظ بالتواصل مع إيران. وحسب تقرير وكالة بانا الإيرانية، رحب الرئيس الفرنسي بنهج بزشكيان في خلق التفاعل والتوازن في السياسة الخارجية، وأعرب عن أمله في أن تتحسن علاقات إيران مع فرنسا والدول الأوروبية الأخرى خلال ولايته أكثر مما كانت عليه في الماضي.

وخلال المحادثة التي استمرت لمدة ساعة، يبدو أن بزشكيان أراد أن يؤكد على دور إيجابي لحكومته في مشاركة الحل للعديد من القضايا الدولية والإقليمية، بما في ذلك المفاوضات النووية لرفع العقوبات، والحرب في أوكرانيا، وآخر الأوضاع والتطورات في غزة ولبنان.

فقد أكد للرئيس الفرنسي استعداد إيران لمواصلة المفاوضات بشأن رفع العقوبات ضمن الإطار المتفق عليه، وتنفيذ جميع التزامات الأطراف، بما يحقق العودة للاتفاق النووي البرم بين إيران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا، الصين+ ألمانيا) عام 2015.

پزشکیان 18

مسعود بزشكيان

السبيل لرفع العقوبات

يبدو أن مساعي بزشكيان للعودة للاتفاق النووي من أجل رفع العقوبات عن إيران هي رغبة مشتركة لدى النظام الحاكم أيضًا بشرط الالتزام بسياسة حكومة الرئيس الراحل، إبراهيم رئيسي، التي عملت على استئناف المحادثات النووية بجانب الالتزام بسياسة تحييد العقوبات الغربية.

وحسب تقرير وكالة دانشجو الإيرانية، قال على باقري كني، القائم بأعمال وزير الخارجية، والمحسوب على حكومة رئيسي المحافظة: “أمامنا طريقتان لمواجهة العقوبات. الأول هو تحييد العقوبات، والذي يهدف إلى تقليل الاعتماد على الأطراف الأجنبية. والثاني هو رفع العقوبات من خلال التفاوض والتفاهم مع الأطراف الأجنبية”.

وفي إشارة لمشاركة النظام مساعي بزشكيان لرفع العقوبات، قال باقري: “كانت مبادرة خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) آلية متعددة الأطراف تهدف إلى رفع العقوبات. لقد كان مبدأ هذه المبادرة صحيحاً ولا أعتقد أن أحداً سيعارضها”.

فيدانت باتيل

المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيل

التزام أمريكي بالحوار

خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي، أمس الاثنين، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيل: بأن “نهج واشنطن تجاه البرنامج النووي الإيراني لم يتغير.. ما زلنا نعتبر الدبلوماسية هي الطريقة الأكثر فعالية للتعامل مع القضية النووية الإيرانية”.

وفي إشارة إلى انتظار وضوح سياسة الرئيس الإيراني الجديد، قال باتيل: “لا نتوقع أن يؤدي انتخاب الرئيس الجديد إلى تغيير جوهري في مسار إيران. وكما هي الحال دائماً، من المفترض أن نحكم على المسؤولين الإيرانيين من خلال أفعالهم، وليس من خلال أقوالهم أو حتى ادعاءاتهم بالاعتدال أو تعبيرهم عن الرغبة في علاقات أفضل”.

وأضاف: “الدليل على هذا التغيير يتجلى في الإجراءات التي يقومون بها”.

انریکه مورا

انریکه مورا في مطار الإمام الخميني بطهران الثلاثاء 30 يوليو

إشارة أوروبية

في إشارة إلى حرص الاتحاد الأوروبي على مواصلة الاتصالات مع إيران، يشارك اليوم الثلاثاء 30 يوليو، مساعد منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا، في حفل مراسم تحليف رئيس إيران الجديد، مسعود بزشكيان”.

ولعب جهاز السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي بقيادة جوزيب بوريل، دور وساطة في السابق للمحادثات الدائرة بين إيران والمجموعة الغربية للعودة إلى الاتفاق النووي.

كما شغل مورا مهمة مفاوض الاتحاد الأوروبي المسؤول عن تنسيق المحادثات النووية بين إيران ومجموعة 5+1 في فيينا.

ربما يعجبك أيضا