إيران وروسيا والصين .. يصطفون في مناورة استعراضية

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

أعلن الجيش الإيراني، أمس الجمعة 27 ديسمبر/ كانون الأول، عن إطلاق مناورة بحرية مشتركة بين إيران وروسيا والصين، شمالي المحيط الهندي في بحر عمان.

وقد رست السفن الروسية والصينية في ميناء شهيد بهشتي في تشابهار. وأوضح الجيش الإيراني أن منطقة المناورات تبلغ مساحتها 17.000 كيلومتر مربع. وستبدأ التدريبات بالوحدات الطافية في الدول الثلاث من ميناء تشابهار، وسوف تمتد إلى شمالي المحيط الهندي.

وتشمل التدريبات المتوقعة في هذه المناورة: “إنقاذ السفن المشتعلة، وتحریر السفن المعرضة للهجوم، وقصف أهداف محددة”.

وقال الجيش الإيراني: إن من أهداف هذه المناورات المشتركة؛ “تعزيز الأمن وقواعده في المنطقة، وتعزيز الأمن التجاري البحري الدولي، ومكافحة القرصنة والإرهاب البحري، وتبادل المعلومات في مجال الإغاثة والإنقاذ البحري، وتبادل الخبرات التشغيلية والتكتيكية”.

وهذه هي المرة الأولى، منذ الثورة الإيرانية، التي تُجري فيها إيران مناورات عسكرية مشتركة، مع “أكبر قوتين بحريتين في العالم، وعلى هذا المستوى.

وتستمر هذه المناورة العسكرية المشتركة ستستمر حتى يوم الاثنين القادم، وسط تزاید التوترات بين إيران والولايات المتحدة، في الأشهر الأخيرة، في بحر عمان والخليج.

دلالات

ولخليج عمان حساسية خاصة لأنه يرتبط بمضيق هرمز، الذي يمر عبره خُمس النفط العالمي ويرتبط بدوره بالخليج.

بينما يقول مراقبون: إن هذه المناورات تأتي ردا من الدول الثلاث على خطط الولايات المتحدة الأمريكية في القيام بمهمة بحرية لحماية السفن في مياه الخليج.

واقترحت واشنطن مهمة بحرية بقيادتها في أعقاب عدة هجمات في مايو/ أيار ويونيو/ حزيران على سفن تجارية دولية، بما في ذلك ناقلات سعودية، في مياه الخليج. وأنحت الولايات المتحدة باللائمة على إيران التي تنفي الاتهامات.

كما أعلنت الحكومة اليابانية أنها ستنشر قريبًا سفينة حربية مع طائرتي دوريات “لجمع المعلومات الاستخبارية، وضمان سلامة السفن اليابانية”.

لم يكن برنامج إيران النووي المثير للخلاف السبب الوحيد لتصاعد التوتر بالمنطقة، إذ تفاقم التوتر أيضا إثر هجوم استهدف منشأتي نفط سعوديتين في سبتمبر/ أيلول واتهمت واشنطن والرياض طهران بالمسؤولية عنه، وهو ما تنفيه إيران أيضا.

وترتبط الصين بعلاقات دبلوماسية وتجارية وفي مجال الطاقة مع إيران، لكن تربطها كذلك علاقات جيدة بالسعودية المنافس الإقليمي لإيران، مما يعني اضطرارها منذ مدة طويلة لتوخي الحذر الشديد في جزء من العالم اعتادت أن تمارس فيه نفوذا أقل بكثير مقارنة بالولايات المتحدة أو روسيا أو فرنسا أو بريطانيا.

ومن المرجح أن يزور الرئيس الصيني شي جين بينغ السعودية العام المقبل عندما تستضيف قمة مجموعة العشرين.

وخلال الأشهر الماضية، أصبحت المياه المحيطة بإيران محورا للتوترات الدولية، حيث تمارس الولايات المتحدة ضغوطا لوقف مبيعات النفط الإيراني.

وتشكل هذه المناورات بداية للتعاون العسكري الشامل للدول المشاركة بعد انتهاء الحظر الأممي للأسلحة المفروض على إيران.

ويفترض أن تنتهي صلاحية الحظر الأممي على توريد طهران الأسلحة في أكتوبر/تشرين الأول 2020 بموجب بنود الاتفاق النووي الموقع بين طهران والقوى الست الكبرى عام 2015.

وتوقع مراقبون أن يتحول التعاون العسكري بين طهران وموسكو وبكين إلى تحالف إستراتيجي قريبا. وستواصل الدول الثلاث -وفقا لأهدافها ومصالحها المشتركة- تمرينات عسكرية بشكل دوري خلال الفترات المقبلة.

أعمال استفزازية

حجم القطع العسكرية المشاركة من جانب روسيا والصين، تبدو صغيرة مقارنة بأي مناورة ضخمة تهدف إلى أعمال عدائية. ولذلك تعتبر هذه المناورة استعراضية تهدف إلى إرسال رسائل إلى واشنطن بأن طهران لا يمكن عزلها، وأن علاقاتها مع هذه الدول الثلاث وصلت إلى مستوى عال ومهم.

وقد اعتبر القائم بأعمال وزير البحرية الأميركي توماس مودلي أن إيران قد تقوم “بأعمال استفزازية” في مضيق هرمز وأماكن أخرى في المنطقة في المستقبل على الرغم من فترة هدوء نسبي، دون أن يفصح عن تفاصيل أو إطار زمني.

وكان مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) حذر مطلع ديسمبر من وجود مؤشرات على احتمال وقوع عدوان إيراني قريباً.

يذكر أن وزارة الدفاع كانت أرسلت نحو 14 ألف جندي إضافي إلى المنطقة لردع إيران منذ مايو/ أيار بما يشمل حاملة طائرات.

ربما يعجبك أيضا