امتدت حركة الاحتجاجات الإيرانية إلى شاشة كأس العالم في قطر، ما وضع النظام الإيراني في حرج دولي.
عبر لاعبو المنتخب الإيراني وجماهيره الحاضرة في كأس العالم 2022 بقطر عن دعمهم للاحتجاجات الواسعة في طهران، والمستمرة منذ سبتمبر الماضي.
ويتحدى هذا الدعم العلني، تهديدات النظام المستمرة للاعبين من مغبة إظهار مواقف مناهضة له في أبرز محفل رياضي على مستوى العالم، والذي كانت الحكومة تأمل الاستفادة منه اقتصاديًّا.
صمت عن النشيد الوطني
حسب تقرير لشبكة “CNN“، لم يردد لاعبو المنتخب الإيراني النشيد الوطني للبلاد قبل مباراتهم مع المنتخب الإنجليزي، الاثنين 21 نوفمبر، ضمن منافسات الجولة الأولى في دور المجموعات لبطولة كأس العالم في قطر. وظهر اللاعبون وهم مُغلقو الفم دون تفاعل مع لحظة عزف النشيد الوطني قبل مباراتهم الافتتاحية بكأس العالم.
وحسب “DW“، أعلن مدافع المنتخب الإيراني، إحسان حاج صفي، دعمه للاحتجاجات المناهضة للحكومة في بلاده. وتضامن، خلال مؤتمر صحفي، يوم الأحد الماضي، مع عائلات ضحايا المواجهات بين الأمن والمحتجين، قائلًا: “ينبغي أن يعرفوا أننا معهم، نحن نساندهم ونتعاطف معهم”.
شعار الاحتجاجات
رفع مشجعو المنتخب الإيراني لافتات تدعم الاحتجاجات، خلال المباراة أمام المنتخب الإنجليزي، التي تقام على استاد خليفة الدولي. وأظهرت لقطات مصورة لافتات كتبت عليها الجماهير الإيرانية شعار الاحتجاجات الشهير “المرأة، الحياة، الحرية”.
ورفض طلاب إيرانيون حضور فصولهم الدراسية، وذكر تقرير قناة “ايران انترنشنال” وشهدت تظاهرات الطلاب في عدد من الجامعات هتافات تنتقد مشاركة المنتخب في كأس العالم، منها “عدة مئات قتلوا، ومنتخبنا الوطني في قطر”، في حين ظهر لاعبو الفريق الوطني خلال مباراتهم مع إنجلترا وهم يرتدون سورًا أسود تضامنًا مع الاحتجاجات.
دعم رياضي
حسب “dailyfootball“، أعلن مقدم البرامج الرياضية الإيراني المعروف، داود عابدي، استقالته من التلفزيون الحكومي عبر منشور في “إنستجرام”، وكتب: “كيف يمكنني أن ألعب دور مذيع سعيد وحيوي في الرياضة مع وجود كثير من الحسرة والحزن في كل أرجاء الوطن؟ على الأقل أقول لا استطيع”.
وطالب اللاعب السابق في الفريق الوطني الإيراني، وريا غفوري، قوات الأمن بالتوقف عن قتل الأكراد، معلنًا أن الكرد جزء من الأقوام الإيرانية. وذلك بعد قمع قوات الأمن للتظاهرات في المدن الكردية، حسب “إيران واير“.
أساطير الكرة
قاد أسطورة كرة القدم في إيران، علي كريمي، الدعوة لاتخاذ موقف رياضي داعم للاحتجاجات. وحسب تقرير “الآن“، طلب كريمي من أعضاء منتخب إيران لكرة القدم اختيار الجانب الصحيح من التاريخ. وذلك بعد أن اقترح مسؤول حكومي استبعاد الرياضيين الذين يرفضون غناء النشيد الوطني من فرقهم.
وأيضًا، قاد الهداف التاريخي للمنتخب الإيراني لكرة القدم، علي دائي، الدعوة لتلبية مطالب الاحتجاجات، وطالب السلطات الإيرانية بحل مشكلات الشعب، بدلًا من استخدام القمع والعنف والاعتقالات، وبعد تعليقاته على الاحتجاجات صادر النظام الإيراني جواز سفر اللاعب الأسطوري، حسب تقرير “العربية“.
فشل التسويق
حسب الخبير السياسي بالشأن الإيراني، محمد السلمي، في مقاله بموقع “Arab News“، فإن النظام الإيراني كان يسعى للاستفادة من المونديال على مستويات مختلفة، منها ما هو اقتصادي عبر دعم السياحة واستضافة المشجعين الأجانب على الجزر الإيرانية في مياه الخليج، وأخرى تتعلق بتسويق صورة إيجابية للنظام.
ولكن وحسب “السلمي”، فشلت الحكومات الإيرانية في تحقيق ذلك، وتوجد شرائح غير قليلة داخل وخارج إيران طالبت باستبعاد المنتخب الوطني من المشاركة في كأس العالم، لأن ذلك لا يخدم إلا النظام الحاكم الذي يواصل قتل المتظاهرين وقمع المحتجين واعتقالهم.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1361135