إيطاليا تتجه إلى الانسحاب من الحزام والطريق.. هل تنتقم الصين من روما؟

آية سيد
رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني

وقعت إيطاليا على الانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق في 2019، لتصبح الدولة الوحيدة من مجموعة الـ7 التي تنضم إلى المبادرة.


أعربت إيطاليا للولايات المتحدة الأمريكية عن نيتها الانسحاب من مبادرة الحزام والطريق مع الصين قبل نهاية العام الحالي 2023.

ووفق ما أوردت بلومبرج الأمريكية، أول من أمس الثلاثاء 9 مايو 2023، نقلًا عن مصادر مطلعة، أكدت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، لرئيس مجلس النواب الأمريكي، كيفن مكارثي، أن حكومتها تفضل الانسحاب من المبادرة الصينية.

رغبة في الانسحاب

أفاد الأشخاص المطلعون على اجتماع ميلوني ومكارثي في روما الأسبوع الماضي، أن رئيسة الوزراء الإيطالية أشارت إلى تفضيل حكومتها الانسحاب من مبادرة الحزام والطريق، على الرغم من عدم اتخاذ قرار نهائي حتى الآن.

ولفتت بلومبرج إلى أن إيطاليا وقعت على الانضمام إلى المبادرة الصينية في 2019، عندما كان جوزيبي كونتي رئيسًا للوزراء، لتصبح الدولة الوحيدة من مجموعة الـ7 التي تنضم للمبادرة. ومن المفترض أن تتجدد المشاركة تلقائيًّا في 2024، ما لم تغادر روما الاتفاقية.

بين المطرقة والسندان

مثل معظم أوروبا، فإن روما عالقة في التوترات المتصاعدة بين واشنطن وبكين، التي تفاقمت على خلفية الدعم الصيني المتواصل لروسيا. وحسب بلومبرج، تكافح الدول الأوروبية للموازنة بين الرغبة في التعاون مع الصين في التجارة والاستثمار، والتصدي لمزاعم القسر الاقتصادي الصيني.

وفي حوار مع شبكة بلومبرج في إبريل الماضي، قالت المحللة السياسية بمعهد ميركاتور لدراسات الصين، فرانشيسكا جريتي: “إيطاليا عالقة بين المطرقة والسندان، وطريقة تعاملها مع معاهدة التعاون معضلة دبلوماسية حقيقية لميلوني”.

وأوضحت جيريتي أن تجديد الاتفاقية “سيبعث برسالة صعبة إلى واشنطن، وعدم تجديدها سيُسبب توترًا في العلاقات مع بكين”، مضيفة أن إيطاليا في الوقت الحالي تميل إلى عدم تجديد الاتفاقية، ولكن في هذه الحالة “سيكون من المهم التنسيق مع الولايات المتحدة والحلفاء الآخرين للتعامل مع الرد الصيني المحتمل”.

اقرأ أيضًا| الصين تعلن عزمها تعزيز التعاون العسكري مع روسيا.. ما الدلالات؟

ضغط أمريكي

قال الأشخاص المطلعون، الذي طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، إن الولايات المتحدة الأمريكية ضغطت بنشاط على إيطاليا لاتخاذ موقف علني من المسألة، والتخلي عن اتفاقها مع الصين، وفق بلومبرج.

وأضافوا أن مستشاري ميلوني الدبلوماسيين لا يزالوا يناقشون التفاصيل المتعلقة بالقرار وتوقيته، ويخشون الانتقام الاقتصادي الصيني، مستبعدين أن يجري الإعلان عن أي شيء قبل بدء قمة مجموعة الـ7 في مدينة هيروشيما اليابانية، في 19 مايو الحالي.

اقرأ أيضًا| كيف تخطط مجموعة السبع لمواجهة مبادرة الحزام والطريق الصينية؟

الحُجة الإيطالية

عند توقيع الاتفاقية في 2019، كان جوزيبي كونتي يأمل في أنها ستعطي دفعة للاقتصاد الإيطالي ضعيف الأداء. ولكن على مدار الـ4 أعوام الماضية، حققت منافع قليلة، إذ ارتفعت الصادرات الإيطالية للصين إلى 18.1 مليار دولار العام الماضي، من 14.2 مليار دولار في 2019، حسب وكالة أنباء رويترز.

وأفاد مسؤول حكومي إيطالي لوكالة أنباء رويترز أن روما ستستخدم نقص التنمية الاقتصادية حجة لعدم تجديد الاتفاق. وكانت ميلوني قد أعربت عن معارضتها قرار كونتي، في حوار مع رويترز قبل وصولها إلى السلطة في سبتمبر 2022. وقالت: “ليست لدي رغبة سياسية في تأييد التوسع الصيني في إيطاليا أو أوروبا”.

اقرأ أيضًا| اليمين في المقدمة.. من هي جورجيا ميلوني أول رئيسة وزراء لإيطاليا؟

رد صيني

من جهتها، شددت وزارة الخارجية الصينية على أن البلدين شهدا “تعاونًا مثمرًا” في التجارة، والتصنيع، والطاقة النظيفة منذ توقيع الاتفاقية، حسب ما نقلت شبكة بلومبرج.

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية، وانج ون بين، في مؤتمر صحفي، اليوم الأربعاء، إن الجانبين يجب أن “يستفيدا بنحو أكبر من الإمكانات التي يقدمها التعاون في مبادرة الحزام والطريق، ويكثفا التعاون متبادل المنفعة في المجالات كافة”.

اقرأ أيضًا| ماذا يعني ضم أفغانستان إلى مبادرة الحزام والطريق الصينية؟

محاولات تشويه

في مقال، نشر الثلاثاء 9 مايو، ردت صحيفة جلوبال تايمز الصينية على التقارير الصحفية التي تتحدث عن رغبة إيطاليا في الانسحاب من الحزام والطريق. وقالت إن توطيد التعاون يصب في مصلحة الصين وإيطاليا، محذرة من أن أي خطوة لتقويض العلاقات الثنائية ستؤثر مباشرة في مصالح البلدين.

وزعمت الصحيفة أن الرأي العام الغربي يحرص دائمًا على تشويه مبادرة الحزام والطريق بنظريات المؤامرة، التي تشمل مزاعم مثل “فخ الديون” و”الاستعمار الجديد”. وبسبب تأثير التشهير الأمريكي بالمبادرة ونشر نظرية “التهديد الصيني”، ربط السياسيون الغربيون مشروعات الحزام والطريق بالقضايا السياسية عن طريق تشويه الغرض من المشروعات.

ودافعت الصحيفة عن المبادرة الصينية، وأِشارت إلى أن قوة الصين وقدراتها في مشروعات البنية التحتية واضحة للجميع، ولا حاجة إلى تخلي الدول الأوروبية عن فرص التعاون والمنفعة المتبادلة بسبب بعض الدعاية المتشككة.

ربما يعجبك أيضا