اتفاقية الحبوب الأوكرانية.. مخاوف الانهيار ومحاولات الحل

أحمد السيد
سفينة محملة بالحبوب الأوكرانية

ضمنت الاتفاقية خروج بعض شحنات الحبوب الأوكرانية التي تعطلت لأشهر بسبب الحرب لكنها واجهت عدة اعتراضات رجحت نقضها رغم عمرها القصير.


تعد اتفاقية تصدير الحبوب بين روسيا وأوكرانيا أحد أهم الاتفاقات التي حافظت على استقرار سوق الغذاء عالميًّا بعد الحرب المشتعلة بين البلدين منذ فبراير 2022.

وضمنت الاتفاقية، التي وقعت برعاية الأمم المتحدة نهاية يوليو الماضي، خروج بعض شحنات الحبوب الأوكرانية التي تعطلت لأشهر بسبب الحرب، وخوف شركات الشحن من التعرض للقصف أو السرقة، ولكن الاتفاقية تواجه بعض العراقيل التي ترجح نقضها رغم عمرها القصير.

اتفاقية الحبوب التاريخية بين أوكرانيا وروسيا

في 22 يوليو 2022، وقعت أوكرانيا وروسيا اتفاقين منفصلين برعاية تركيا والأمم المتحدة بشأن تصدير الحبوب والمنتجات الزراعية عبر البحر الأسود، وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إن هذه المبادرة تخدم مصلحة الجميع ورفاهية الإنسانية، وفق سكاي نيوز.

صادرات

وأضاف جوتيريش أن نقل الحبوب لأسواق العالم يقلل الضغط على الأسعار التي ارتفعت، وتمثل كابوسًا لعدد من الدول، ويفتح طريقًا للتصدير عبر 3 موانئ مهمة في البحر الأسود، وهي أوديسا وتشورنومورسك ويوزني، مشددًا على ضرورة تطبيق الاتفاق لأن العالم بحاجة إليه لمواجهة أزمة الغذاء.

تركيا تضمن سلامة الحبوب

وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، قال إن شحنات الحبوب الأوكرانية سيتوالى تصديرها بنفس آلية الشحنة الأولى التي غادرت ميناء أوديسا الأوكراني، كما أن سلامة السفن التي تحمل الحبوب ستكون مضمونة، بحسب روسيا اليوم، في 1 أغسطس 2022.

وأوضح أن كمية الحبوب والمنتجات الغذائية الأخرى المتراكمة في موانئ أوكرانيا كبيرة جدًا، وفي الوضع الحالي يعدّ النقل البحري الطريقة الوحيدة للتصدير، محذرًا من أن أزمة الغذاء العالمية الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية  قد تؤثر في حركة الهجرة من إفريقيا إلى أوروبا وتركيا.

قمح

بوتين يهدد بقطع اتفاق تصدير الحبوب

الاتفاق الذي لم يطل أمده شهد العديد من التهديدات بقطعه، وهدد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في 8 سبتمبر 2022، بتقييد صادرات الحبوب الأوكرانية إلى الدول الأوروبية، واتهمها بالتصرف مثل القوى الاستعمارية، مدعيًا أن الدول النامية تتلقى جزءًا بسيطًا من الصادرات التي كانت تتوقعها في ظل مبادرة الأمم المتحدة، وفق “سي إن إن.”

وقال بوتين إنه سيناقش تعديل الصفقة للحدّ من تصدير الحبوب والمواد الغذائية الأخرى إلى الدول الأوروبية، مضيفًا أن 3%  فقط من الحبوب التي تصدّرها أوكرانيا تذهب إلى البلدان النامية، والغالبية تذهب إلى أوروبا. وقال إنه على مدار العقود الماضية تصرفت الدول الأوروبية مثل القوى الاستعمارية، وهي مستمرة في التصرف على هذا النحو اليوم.

الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين

أمريكا تستنكر تصريحات بوتين

لم يطل الوقت حتى ردت الخارجية الأمريكية على النقد بشأن وجهة الحبوب الأوكرانية، وقال المنسق الأمريكي لسياسة العقوبات، جيمس أوبراين، في إفادة عبر الانترنت يوم السبت 10 سبتمبر 2022، إن الحبوب من أوكرانيا تصل في نهاية المطاف إلى السوق العالمية، حيث يمكن لجميع الدول شراؤها، بحسب “روسيا اليوم“.

وأضاف المنسق الأمريكي أن المشكلة تظهر في الأسواق العالمية بغض النظر عن المكان الذي يذهب إليه الغذاء، وإلى أين تذهب سلة القمح هذه، فإنها تزيد العرض العالمي، وتجعل من الممكن للآخرين شراء قمح آخر.

محاولة فرنسية لحل الأزمة

تحاول فرنسا حل الخلاف، عبر اتفاق مع رومانيا لتسهيل تصدير الحبوب من أوكرانيا عن طريق البر، بحسب ما أعلن وزير النقل الفرنسي، يوم الأحد 11 سبتمبر 2022، موضحًا أن الاتفاق يسمح لأوكرانيا بنقل مزيد من الحبوب.

أضاف أن هذه الحبوب ستكون وجهتها أوروبا والدول النامية، خصوصًا في منطقة البحر الأبيض المتوسط التي تحتاج إليها من أجل الغذاء ومن أجل البقاء.

ربما يعجبك أيضا