اتفاقية شراكة بين أنقرة والدوحة .. لتخفيف فاتورة الطاقة التركية

يوسف بنده

رؤية
 
أفادت صحيفة “يني شفق” التركية بأن وزير التجارة التركي روهصار بكجان سيلتقي، اليوم الثلاثاء، نظيره القطري الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني لتوقيع اتفاقية الشراكة بين البلدين.
 
وذكرت الصحيفة أن اتفاقية الشراكة التجارية والاقتصادية بين البلدين تهدف إلى تقليص عجز الميزانية التركية وضمان استمرار تدفق الاستثمارات القطرية إلى تركيا.
 
كما تهدف الاتفاقية إلى تحرير التجارة بين البلدين وتخفيض سعر المشتقات النفطية والغاز. وتشمل الاتفاقية كذلك قطاع الاتصالات والخدمات المالية.
 
وقد أعلنت إدارة الرئيس رجب طيب أردوغان أنها ستوقع اتفاقا اقتصاديا للشراكة التجارية مع قطر، لتأمين إمدادات أرخص ثمنا من المنتجات النفطية المكررة والغاز الطبيعي، في خطوة وصفها خبراء بأنها محاولة من الدوحة لتخفيف فاتورة الطاقة المتفاقمة على أنقرة.
 
وقالت وزارة التجارة التركية في بيان، أمس الإثنين، إن الاتفاق يهدف إلى تحرير شامل للتجارة في السلع والخدمات بين البلدين، ويشمل قطاع الاتصالات والخدمات المالية، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
 
وتعتبر هذه الاتفاقية أحدث محاولة قطرية لمساعدة تركيا، إذ أعلنت الدوحة في أغسطس الماضي، اتفاقا لتبادل العملة المحلية مع أنقرة عند سقف 3 مليارات دولار، ضمن حزمة مساعدات من الدوحة لأنقرة بقيمة 15 مليار دولار، بعد أن أعرب الأتراك عن غضبهم إزاء صمت الدوحة على أزمتهم الاقتصادية.
 
ولم يعلن النظام القطري عن حزمة المساعدات إلا بعد تعرضه لضغوط من أنقرة، حيث شنت الصحافة الموالية لأردوغان هجوما حادا على الدوحة وصف بـ”حملة ابتزاز”، بسبب صمتها حيال الأزمة المالية التي تعاني منها البلاد جراء التوتر المتصاعد مع الولايات المتحدة.
 
إلا أن الولايات المتحدة اعتبرت أن الأموال القطرية “لن تستطيع انتشال الاقتصاد التركي من أزمته”.
 
ويقول خبراء إن الأموال القطرية لن تحل المعضلة الاقتصادية لتركيا، ذلك أن 15 مليار دولار تمثل 10 بالمئة من احتياطيات أنقرة الأجنبية، وبالنظر إلى معدل التضخم في البلد، فمن الأرجح أن يكون ذلك حلا قصير الأجل سرعان ما يزول أثره.
 
وفي المقابل، وصل الدين الخارجي إلى أكثر من 411 مليار دولار بحسب إحصائية رسمية، وهو ما يضع عبئا ضخما على الاقتصاد.
 
حجم التبادل
 
وقد بلغت الصادرات التركية إلى قطر 611 مليون دولار خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري بحسب إعلان وزارة التجارة التركية. فيما يشهد اليوم توقيع اتفاقية شراكة تجارية واقتصادية بين البلدين.
 
ويشير البيان أيضا إلى بلوغ الصادرات التركية إلى قطر 611 مليون دولار خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، بينما بلغت الواردات القطرية إلى تركيا خلال الفترة نفسها 195 مليون دولار. وحتى اليوم تولى المقاولون الأتراك 137 مشروعًا في قطر بقيمة 14.8 مليار دولار.
 
وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد أعلن خلال لقائه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال الأيام القليلة الماضية أن قطر ستنفذ حزمة استثمارات مباشرة في تركيا بقيمة 15 مليار دولار.
 
وتهدف الخطوة من الجانب القطري لدعم تركيا عقب تدهور الأوضاع الاقتصادية في الفترة الأخيرة على خلفية تراجع قيمة الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي؛ وسبقها دعم تركيا لقطر مع بداية الحظر الاقتصادي الذي فرضته بعض الدول العربية على الدوحة خلال العام الماضي.
 
“خمس شركات”

 
وقد أعلنت 5 من كبار الشركات القطرية تمتلك قوة استثمارية ضخمة بقيمة 50 مليار دولار، عن ضخ استثمارات في تركيا بقيمة 300 مليون دولار أمريكي.
 
وحسب صحيفة زمان التركية، فقد أوضح المدير العام لشركة “Royal Link” أحمد حسين أحمد حسن أنه من الممكن أن تحصل تركيا على استثمارات بقيمة 50 مليار دولار أمريكي، من القطاع الخاص، في حالة إقامة مكتب لرعاية مصالح المستمرين القطريين في تركيا، قائلًا: “سيتم ضخ استثمارات بقيمة 300 مليون دولار كخطوة أولى”.
 
وأشار المدير العام لشركة “Royal Link” التي تدير استثمارات قطر القابضة في حواره مع جريدة صباح التركية أن المستثمرين القطريين “لديهم رغبة قوية” للاستثمار في تركيا، قائلًا: “إن الشيوخ وأصحاب الشركات الكبرى التي أقوم بتقديم الخدمات الاستشارية لها، يريدون ضخ استثمارات في العديد من المجالات بينها الطاقة والزراعة والعقارات، ونقوم حاليًا بإجراء دراسات في جميع أنحاء تركيا، وبدأت أول عملية شراء من خلال الاستحواذ على مصنع لورق الحائط في مدينة أضنه التركية، بعد ذلك حصلنا على أرض بمساحة شاسعة لإنتاج فواكه مجففة، أما الآن فنقوم بإجراء محادثات لشراء موقع فيه عدد من الفيلات”.
 
وقال فاتح تاتار أوغلو رئيس مجلس إدارة TTR للاستثمار أن الدعم والمساعدة التي قدمتها تركيا لقطر خلال المقاطعة العربية لها جمعت لها التعاطف في المنطقة، وأن الشركات والمستثمرين القطريين يبحثون عن شركاء أتراك بناءً على توجيهات أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، قائلًا: “أطلقت قطر حملة للتصنيع، والمستثمرون بدأ عقد لقاءات للبحث عن شراكات في تركيا، وستكون هناك شراكات ضخمة قريبًا، وسيتم توفير آلاف فرص العمل”.
 
ومن الشركات التي ترغب في ضخ استثمارات في تركيا أيضا، شركة قطر القابضة، وهي تبحث عن أراضي صناعية لضخ استثمارات وإقامة مصانع، ولديها استثمارات في مجالات الطاقة والزراعة والصناعة.
 
ساحة العسكريين
 
وقد أثارت الادعاءات المتعلقة ببيع ساحة معسكر تابعة للجيش التركي بمدينة إزمير في غرب تركيا إلى قطريين حالة من الجدل.
 
ونقل نائب حزب الشعب الجمهوري عن مدينة إزمير مراد باكان الادعاءات المتعلقة ببيع ساحة معسكر تابعة للجيش التركي في حي أوزديري ببلدة سفري حصار إلى البرلمان، حيث تقدم باستجواب مطالبا نائب الرئيس فؤاد أوكتاي بالرد عليها.
 
ولم تصدر الرئاسة أية بيانات حول الأمر.
 
ويعد المستثمرين القطرين بمجال العقارات في تركيا، من أبرز المستثمرين العرب. وخلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري بلغت الصادرات التركية إلى قطر 611 مليون دولار بينما بلغت الواردات القطرية لتركيا 195 مليون دولار.

ربما يعجبك أيضا