اتفاق النووي الإيراني.. ملامح واضحة وعقبات في طريق التنفيذ

يوسف بنده

رغم الحديث عن اقتراب طهران وواشنطن من إعلان الاتفاق النووي الجديد، مع تسريبات عن ملامح هذا الاتفاق، فإن تاريخ ميلاده لم يتحدد بعد بسبب بعض العقبات.


صرح المتحدث باسم الأمن القومي للبيت الأبيض، جون كيربي، لشبكة “سي إن إن” بأن الرئيس جو بايدن، لا يزال متمسكًا بالدبلوماسية والعودة للاتفاق النووي مع إيران.

وتدرس إيران الرد الأمريكي على تعديلاتها على المقترح الأوروبي للعودة للاتفاق النووي. وبينما أعلن موقع “نور نيوز” المقرب من الأمن القومي الإيراني أن طهران تحتاج إلى أسبوع على الأقل للرد، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إنه لا يستطيع تحديد موعد.

نقاط أساسية

رهن الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، أمس الاثنين 29 أغسطس 2022، إحياء الاتفاق النووي مع القوى الكبرى بحل الخلاف بشأن نقاط أساسية، تضمنت حصول طهران على “ضمانات موثقة” و”التحقق من إلغاء العقوبات” الأمريكية، و”إغلاق ملف المواقع غير المعلنة” الذي تحقق فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال رئيسي إن “مسألة الضمانات جوهرية. وكل قضايا الضمانات يجب حلّها”، حسب صحيفة “ابتكار“.

وشدد رئيسي على أن “التقنية النووية حقّ إيران المسلمة، ولا يمكن لأحد منعها من هذا الحق، وشددنا على أنه لا مكان للأسلحة النووية في عقيدتنا”. وعشية توجهه إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، كرر رئيسي تشديده على أنه لا ينوي لقاء نظيره الأمريكي، قائلًا إن “اللقاء لا جدوى منه”.

ملف المواقع المشبوهة

نقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية شبه الرسمية، عن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، قوله إن طهران لن تقبل المطالب “المبالغ فيها” للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة. ولم يتضح ما إذا كان كمالوندي يشير إلى تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حسب وكالة “يورونيوز“.

ويثير تمسك إيران بغلق هذا الملف دون أن تقدم تفسيرًا مقنعًا عن آثار اليورانيوم التي عثر عليها في إحدى المنشآت النووية، شكوكًا حول إخفائها شيئًا ما. وحسب تقرير لـ”ميدل إيست أونلاين“، يشير سلوك إيران إلى أن ما تخفيه خطير لدرجة تجعلها مستعدة للتضحية بكل الخطوات التي قطعتها من أجل رفع العقوبات عنها.

وبدأت إيران تخصيب اليورانيوم باستخدام واحدة من 3 مجموعات من أجهزة الطرد المركزي المتطورة “آي.آر-6” التي ركبتها طهران في الآونة الأخيرة في محطة التخصيب تحت الأرض في نطنز، وفقًا لتقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

4BIHZEOIJROEVHLMWB4PY34HZI

مسودة الاتفاق

حسب تقرير لقناة “العربية“، ينص المقترح على أنه “من يوم توقيع طهران وواشنطن للاتفاق الجديد (يوم الصفر) وحتى اليوم الذي يبدأ فيه التطبيق الكامل لهذا الاتفاق، توجد 4 مراحل و165 يومًا، ستبني خلالها الأطراف الثقة. ويجب أن تتوصل طهران وواشنطن إلى اتفاق جانبي بشأن إطلاق سراح السجناء الغربيين من إيران مقابل الإفراج عن الأموال المجمدة الإيرانية قبل وصول يوم الصفر”.

وستكون هذه هي المرحلة الأولى، وعلى إيران وقف انتهاكات الاتفاق النووي خلالها، لكن يمكنها الاحتفاظ باحتياطيات اليورانيوم عالي التخصيب، حسب المقترح. وفي الخطوة التالية، يوم توقيع الاتفاق النووي، سيلغي جو بايدن الأوامر التنفيذية الثلاثة السابقة بشأن إيران، مع الإفراج عن 7 مليارات دولار من ممتلكات إيران في كوريا الجنوبية.

وستوقف إيران 60% من عمليات التخصيب في هذه المرحلة، وتخفضه إلى 20%. وستكون الخطوة التالية هي إرسال الاتفاقية إلى الكونجرس الأمريكي خلال 5 أيام بعد “يوم الصفر”.

Iran 9

مدة 165 يومًا

يضيف التقرير أن “يوم التأكيد”، أي بعد 60 يومًا من “يوم الصفر”، ستخطر الولايات المتحدة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية بعودتها للاتفاق النووي، وستمنح إيران إعفاءً لمرة واحدة لبيع 50 مليون برميل من النفط. وفي هذه المرحلة، ستخفض إيران أيضًا مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 5% وتستعد لتزويد الوكالة بالمعلومات.

ويسمى اليوم 120 “يوم إعادة التنفيذ”، وستعلن إيران والولايات المتحدة قرارهما بالعودة للاتفاق النووي قبل 7 أيام على الأقل من ذلك. وسيسمى اليوم 165 “يوم الإكمال” وسيشهد إلغاء جميع القيود والعقوبات النووية ضد ايران، ورفع حظر الأسلحة التقليدية المفروض على عليها. ثم في عام 2030، سينتهي الاتفاق النووي مع إيران بالكامل.

غضب إسرائيلي

حسب تقرير لقناة “إيران إنترناشونال“، جزم مسؤول سابق في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بتوصل طهران وواشنطن إلى اتفاق ستعلنانه رسميًا خلال أسبوعين أو 3 أسابيع، وقال إن إدارة بايدن تصر على الانتهاء من الاتفاقية قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، وإن واشنطن أبلغت الجانب الاسرائيلي بأن “الاتفاق مع طهران حتمي” وإنها لا تنوي الدخول في توتر معها في الوضع الحالي.

وعارضت إسرائيل بنحو متكرر إحياء الاتفاق النووي بشكله الحالي. ومؤخرًا، ذهب عدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين إلى أمريكا للتعبير عن مخاوفهم. وسيغادر رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”، ديفيد بارنياع، إلى واشنطن خلال أيام للغرض نفسه، وقد تواصلت المشادات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، وزعيم المعارضة البرلمانية، بنيامين نتنياهو، بسبب اتفاق إيران النووي.

ربما يعجبك أيضا