اتفاق وقف إطلاق النار على المحك.. ونتنياهو يتلاعب للحفاظ على السلطة

رغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، تحت ضغط من جميع الجهات، إلا أنه يحاول أن يطمئن العديد من النقاد المحليين والعسكريين والدبلوماسيين.


يُعرف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأنه شخص يحب المماطلة وتأجيل اتخاذ القرارات الكبيرة. ولكن ربما لن يكون قادرًا على القيام بذلك لفترة أطول.

وعلى المستوى الداخلي، يهدد نتنياهو الشركاء في الائتلاف اليميني المتطرف بتفكيك الحكومة إذا وافق على وقف إطلاق النار ولم يحاول إخراج حماس من رفح، في جنوب غزة.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرتدي بدلة وربطة عنق. بجانبه شخصان يرتديان القبعات يؤدون التحية.

نتنياهو يناور على عدة جبهات

بحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن المنطق العسكري الإسرائيلي هو استكمال تفكيك حماس من خلال الاستيلاء على رفح والسيطرة على الحدود مع مصر. ولكن على الصعيد الدبلوماسي، فإن حلفائه، وخاصة الولايات المتحدة، يدفعونه إلى الموافقة على وقف إطلاق النار، وتجاوز معبر رفح والخسائر المحتملة في صفوف المدنيين التي قد تتسبب فيها عملية واسعة النطاق.

لذا يتفاوض نتنياهو الآن ويناور على عدة جبهات في وقت واحد، ولكل منها تأثير كبير على سير الحرب ومستقبله كرئيس للوزراء. وتعد التحذيرات الإسرائيلية الأخيرة للفلسطينيين في أجزاء من رفح بالانتقال إلى المناطق التي صنفتها إسرائيل على أنها آمنة، والتي أعقبها سيطرة جيش الاحتلال على الجانب الغزاوي من معبر رفح، كانت بمثابة إشارة إلى ائتلافه الحكومي اليميني المتطرف، وإلى حماس وبايدن بأنه سيستمر في إعطاء الأولوية لمصالح إسرائيل الأمنية.

والأهم من ذلك هو أن مجلس الوزراء الحربي الأضيق في إسرائيل، والذي يضم شخصيات معارضة بارزة، أيد هذه القرارات.

أهداف شخصية

كان الاستيلاء على معبر رفح، في محاولة لاستكمال السيطرة الأمنية الإسرائيلية على حدود غزة، سبباً في تجنب عملية عسكرية واسعة النطاق ومثيرة للجدال في رفح ذاتها، التي تعج بالمدنيين النازحين. وربما يشير ذلك إلى أن إسرائيل تستعد أخيراً للموافقة على وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة، على الرغم من أن نتائج تلك المفاوضات ما زالت غير مؤكدة.

وقال سفير الولايات المتحدة السابق لدى إسرائيل والذي يعمل الآن في جامعة برينستون، دانييل سي. كيرتزر: “يتم سحب نتنياهو في اتجاهات مختلفة”، مع تزايد الضغوط عليه للرد. وفي المقام الأول هو رغبة نتنياهو في تجنب إجراء انتخابات جديدة، وهو ما قد يعني فقدان السلطة وتجديد القضايا القضائية المختلفة ضده. وقال كيرتزر: “إن البقاء السياسي يحتل دائماً المرتبة الأولى في حسابات نتنياهو”.

ضغوط خارجية

أضاف كيرتزر أنه يوجد ضغوط متنافسة على نتنياهو من “المتطرفين في ائتلافه الذين يريدون مواصلة الحرب”، ومن عائلات الرهائن، الذين يريدون من الحكومة إعطاء الأولوية لوقف إطلاق النار والإفراج عن المزيد من الأشخاص الأسرى لدى حماس في غزة.

وأشار إلى أن الضغوط الخارجية تأتي من مسؤولي إدارة بايدن والبعض في الكونجرس “الذين بدأ صبرهم ينفد بشأن الوضع الإنساني إذ يريدون وقف إطلاق النار ويعارضون الهجوم الكبير على رفح. ويوجد “تهديد حقيقي ومستمر بالتصعيد، خاصة من حزب الله”.

ربما يعجبك أيضا