اتهام “جزار طهران” بقتل “زهرا كاظمي” .. يكشف فساد أركان النظام الإيراني

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

كشف وزير جهاز الاستخبارات الإيراني الأسبق “علي يونسي” عن تورط مدعي عام طهران الأسبق “سعيد مرتضوي” في قتل المصورة الصحفية الإيرانية- الكندية، “زهرا كاظمي”، عام 2003 بعد إلقاء القبض عليها أثناء تصوير احتجاجات أمام سجن إيفين شمال العاصمة طهران.
 
وقال المسؤول الإيراني الذي يشغل منصب المساعد الخاص للرئيس لشؤون الأقليات، أن المدعي العام أصر على اتهامها بالتجسس رغم عدم ثبوت التهمة عليها وفقًا لتحقيقات المخابرات الإيرانية التي كان يترأسها آنذاك.
 
وحمل يونسي، مرتضوي، مسؤولية مقتل الصحفية الإيرانية، وكشف عن تعرضها للضرب على رأسها خلال تسليم متعلقاتها داخل السجن، ما أدى إلى  نزيف قائلًا: “كان من الممكن إنقاذها لو كانت وصلت إلى المستشفى في الوقت المناسب”. 
 
زهرا كاظمي

هي مصورة إيرانية كندية ذات أعمال حرة أثار موضوع قَتلها جدلاً كبيراً، فَقد ذَهبت الحكومة الإيرانية إلى أن وفاتها كانت عرضية ونتيجة لنزيف دماغي نَتج عن ضرب على الرأس، بينما ذهب عائلتها والمحامون وكندا إلى أنها قُتلت من قبل مسؤولي مخابرات إيرانيين بشكل مُتعمد.

وعلى الرغم من أن السلطات الإيرانية تصر على أن حادثة وفاتها كانت عرضية وأنها تُوفيت نَتيجة سكتة دماغية حصلت لها أثناء استجوابها، ولكن ذَكر شهرام عزام وَهو طبيب من الموظفين العسكريين السابقين الذين كانوا على معرفة بقضية كاظمي (طلب اللجوء إلى كندا في عام 2004) أنهُ فحص جسم كاظمي ولاحظ أن فيه علامات واضحة على التعذيب بما في ذلك وجود كسر في الجمجمة وكسر في الأنف وكدمات شديدة في البطن بالإضافة إلى علامات تَدُل على اغتصابها، وقد نَفت إيران أن هنالك طبيب يُدعى شهرام عزام يَعمل في مُستشفى بقية الله وأن هذا الكلام مَحض افتراء.

وقد أثار خبر وَفاة كاظِمي في الحجز اهتماماً دولياً كبيراً. وذلك بسبب جنسيتها المُشتركة وَظروف وفاتها وَمنذ ذلك الحين اَصبحت قضيتها مَشهورة عالمياً، وَفي نوفمبر 2003 قام مجموعة من الصحفيون الكنديون بتكريم كاظمي مِن أُجل حرية التعبير بجائزة “تارا سينغ هاير” تقديراً لشجاعتها في الدفاع عن الحق في حرية التعبير.

جزار طهران

وتصرّ حكومة كندا على أن “سعيد مرتضوي”، الذي يُسمّى “جزّار طهران، هو الذي أمر باعتقال الصحفية “زهرا كاظمي”، وأنه حضر عمليات تعذيبها، وأنه كان موجوداً عند وفاتها. وقد طلبت حكومة كندا من ألمانيا اعتقاله إذا حطّت طائرته فيها بتهمة ارتكاب “جرائم ضد الإنسانية”. وكان محمد علي أبطحي المساعد البرلماني للرئيس الإيراني قد أكّد ان زهراء كاظمي توفيت إثر ضربة سددت إلى جمجمتها ونزيف دموي في دماغها.

مديرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة هيومان رايتس ووتش، سارة لي ويستون، أعلنت أن مرتضوي مسؤول عن إغلاق أكثر من 100 صحيفة وموقع إلكتروني معارض عام 2003 وهو المسؤول عن اعتقال أكثر من 20 شخصًا من أصحاب المدونات الإلكترونية والصحفيين في زنازين انفرادية سرية لمدد طويلة.

ومرتضوي مدعي عام طهران في عهد حكومة أحمدي نجاد، وهو موضع تحقيق قضائي لدوره في مقتل ثلاثة متظاهرين من المعارضة قضوا بعد تعرضهم للتعذيب في سجن كهريزك (جنوب طهران) خلال الحركة الاحتجاجية التي تلت إعادة انتخابات أحمدي نجاد عام 2009. وإثر مقتلهم تدخل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي لكي يأمر بإغلاق هذا السجن.

وكان اعتقال مرتضوي حلقة في الصراع بين الرئيس محمود أحمدي نجاد من جهة والبرلمان والجهاز القضائي من جهة ثانية.

وسبق للرئيس أحمدي نجاد أن دافع عن مدعي عام طهران السابق، واتهم رئيس البرلمان ورئيس جهاز القضاء بالفساد، وهو ما يراه المحللون أحد أسباب اعتقال مرتضوي.

وكان مرتضوي في صلب جدل محتدم بين أحمدي نجاد ورئيس البرلمان علي لاريجاني، تبادلا فيه الاتهامات بالفساد والمحاباة والخروج على الاخلاق.

فكان قد بث احمدي نجاد تسجيلا صوتيا يتضمن صوتا قدم على انه صوت فاضل لاريجاني شقيق رئيس مجلس الشورى ورئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني، يطلب فيه من سعيد مرتضوي رشاوى مقابل حصول مرتضوي على دعم سياسي من شقيقيه ولا سيما بشان ملفه القضائي والهجمات التي تستهدفه في البرلمان آنذاك.

والآن، كشف وزير الاستخبارات الاسبق عن تورط مرتضوي في عملية قتل الصحفية زهرا كاظمي، يأتي في إطار الضغط على الرئيس السابق أحمدي نجاد، الذي بدأ يخرج بتصريحات تثير غضب الإصلاحيين والمحافظين على حد سواء.

ربما يعجبك أيضا