اجتماع عسكري إقليمي في اليابان يزيد من توترات منطقة الهندوباسيفيك

علاء بريك

الصراع على منطقة الهندوباسيفيك واحتواء الصين يشتد.


تستضيف اليابان اجتماعًا لقادة عسكريين من 18 دولة، بينها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية والفلبين، وتأمل فيه واشنطن تعزيز التعاون بين الدول المشاركة بغية احتواء الصين.

دُعيت تايوان إلى المشاركة في هذا الاجتماع بصفة مراقب، وفق موقع تايبيه تايمز. وقال خبراء عسكريون لموقع جلوبال تايمز الصيني، إن دعوة واشنطن وطوكيو لتايوان تبين أنهما تصعبان الموقف بتعزيزهما الروابط العسكرية مع الجزيرة التايوانية وحثها على الانفصال.

اجتماع قادة القوات البرمائية في الباسيفيك 2022

بحسب وكالة رويترز، زار حوالي 70 مشاركًا من المشاركين في الاجتماع قاعدة بحرية ومعسكرًا للجيش بالقرب من طوكيو، أمس الخميس 17 يونيو 2022، للاطلاع على التدريبات العسكرية والمعدات العسكرية، بما فيها الحوامات وطائرات أوسبري الحاملة للجنود.

ووفق رويترز، فأن بريطانيا وفرنسا اللتان أرسلتا دوريات بحرية إلى آسيا في السنوات الأخيرة، أوفدتا ممثلين لها إلى الاجتماع، وبالمثل أوفدت الدول الجُزرية في المحيط الهادي، منها فيجي وجزر المالديف، ممثلين لها.

موقف اليابان

وصف وزير الدفاع الياباني، نوبو كيشي، موقف بلاده في حديثه خلال منتدى شانجري لا في سنغافورة يوم السبت 11 يونيو، بأنها تقف على خط المواجهة الأول محاطةً بأطراف تنتهك القواعد الدولية ومسلحة بالأسلحة النووية، في إشارة إلى كوريا الشمالية.

وأوضحت رويترز أنّ الاجتماع الذي تستضيفه اليابان للمرة الأولى يأتي في وقتٍ تتطلع فيه طوكيو إلى ممارسة دور أمني أكبر على المستوى الإقليمي لمواجهة الصين وكوريا الشمالية وروسيا، ووجهت عدة انتقادات لجيرانها لتجاهلهم الأعراف الدولية، وباتت بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا قلقةً من احتمال تكرار الصين للسيناريو ذاته في تايوان.

في الاتحاد قوة

في 2015، انطلق أول اجتماع لقادة القوات البرمائية في منطقة الباسيفيك في هاواي، مع تحول سياسة الولايات المتحدة تجاه الصين من التعامل معها إلى إضعاف نفوذها، ورافق التحول تركيز واشنطن على آسيا عسكريًا وتعميقًا للعلاقات مع الدول المتبينة لمنظور سياسي مشترك، بحسب “رويترز”.

وذكر قائد قوات مشاة البحرية الأمريكية في منطقة الباسيفيك، الجنرال ستيفن رودر، أنَّ ما من دولة يمكنها فعل كل شيء لوحدها، بل إنَّ كل دولة لديها دور تضطلع به. وقال قائد القوات البرية اليابانية، يوشيدي يوشيدا، إنَّ الاجتماع يبعث برسالةٍ قوية مفادها أننا لا نسمح بالتغييرات الأحادية الجانب في الوضع الراهن عبر استخدام العنف.

التطورات الصينية

في 17 يونيو 2022، أطلقت بكين حاملةَ طائراتٍ من الجيل الجديد، تدعى فوجيان، تمثل أول سفينة تصممها وتبنيها أيادٍ صينية، على عكس حاملتي الطائرات السابقتين، وفق شبكة سي جي تي أن الصينية، وتعد الخطوة نقلة نوعية لأنَّ بكين تسعى إلى توسيع نطاق أسطولها البحري وزيادة قوته.

يعتقد بعض الخبراء أنَّ الحاملة المجهزة بأحدث الأسلحة والتقنيات قادرة على منافسة الحاملات الغربية، فتسعى بكين إلى تحويل أسطولها البحري، وهو الأكبر في العالم فعليًا، إلى قوة متعددة الحاملات، بما يمنحها السيطرة على المياه الإقليمية.

1000 2

ماذا يعني ذلك؟

يقول المحلل العسكري، رضوان رحمت: “تبين السفينة أن المهندسين الصينيين باتوا قادرين على صناعة مجموعة كاملة من السفن المقترنة بالحرب البحرية الحديثة، بما فيها الطرادات والفرقاطات والمدمرات والسفن الهجومية البرمائية، واليوم حاملات الطائرات”.

وذكر تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية أن “حاملات الطائرات الصينية الحالية والمستقبلية ستزيد عند دخولها حيز العمل، من نطاق الغطاء الجوي إلى ما وراء نطاق أنظمة الصواريخ الساحلية والصواريخ المحمولة على السفن وستمكن بكين من تنفيذ عمليات المجموعات على نطاقات أبعد”.

ممر استراتيجي

بحسب أسوشيتيد فرانس برس، فالولايات المتحدة تزيد من تركيزها على منطقة الهندوباسيفيك، بما فيها بحر الصين الجنوبي، فالمنطقة البحرية الشاسعة كانت مسرحًا لتوترات شديدة لأنَّ 6 حكومات تطالب بالممر المائي كله أو بجزءٍ منه، وهو ممر استراتيجي بالغ الأهمية تمر عبره نحو 5 تريليونات دولار من التجارة العالمية سنويًا، إلى جانب ما يختزنه من ثروات طبيعية.

في وقتٍ سابق، أبحرت سفن حربية تابعة للبحرية الأمريكية من أمام جزرٍ صناعية شيدتها الصين وجهزتها بمهابط طائرات ومنشآت عسكرية أخرى، وتصر الصين على أنَّ أراضيها تمتد إلى تلك الجزر، في حين ترد البحرية الأمريكية بأنها تبحر في المنطقة تنفيذًا لمهام تتعلق بضمان التدفق الحر للتجارة الدولية.

ربما يعجبك أيضا