اجتماع فني محتمل في روسيا.. هل اقتربت مصالحة سوريا وتركيا؟

إسراء عبدالمطلب

تجري سوريا وتركيا محادثات على نطاق ضيق، في روسيا، الأسبوع المقبل، حسب ما أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو.

ويهدف الاجتماع الفني المحتمل إلى تحقيق تقدم في عملية الحوار السياسي الرفيع المستوى المتوقفة بين سوريا وتركيا، منذ الاجتماع الأول بين وزراء الدفاع التركي والسوري والروسي ورؤساء المخابرات، في موسكو في ديسمبر الماضي.

اجتماع وزاري رباعي

قال أوغلو في حديثه خلال مؤتمر صحفي مشترك، مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الذي أجرى زيارة تضامنية لتركيا بعد زلزال 6 فبراير، إن إيران ستنضم أيضًا إلى المحادثات التي ستكون على المستوى الوزاري فقط.

وحسب موقع المونيتور الأمريكي، يستعد الجانبان لعقد اجتماع وزاري رباعي محتمل بين جاويش أوغلو ونظيره السوري فيصل المقداد، ولكن الاجتماع متوقف على إحراز تقدم في الاجتماعات المقبلة في روسيا.

واجه عقبة جديدة

عرضت روسيا اجراء محادثات فنية الأسبوع المقبل استعدادًا لاجتماع محتمل بين وزيري الخارجية، وقال جاويش أوغلو: “سنرسل نائب وزير خارجيتنا إلى موسكو، وسينضم الجانب الإيراني إلى هذه المحادثات”.

وكان من المتوقع أن يجتمع وزيرا الخارجية السوري والتركي بعد وقت قصير من الاجتماع الأول رفيع المستوى بين وزراء الدفاع التركي والسوري والروسي ورؤساء المخابرات، في موسكو في ديسمبر الماضي.

لكن يبدو أن التقدم بعد أكثر من عقد من الأعمال العدائية بين أنقرة ودمشق قد واجه عقبة، وهو ما تبين من حديث أوغلو حين قال: “يمكن عقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية في مرحلة لاحقة، في وقت نراه جميعا مناسبًا”.

شروط سورية

تصر دمشق على انسحاب الجيش التركي من المناطق السورية في الشمال، وشدد الرئيس السوري، بشار الأسد، في يناير الماضي، على أن العملية بحاجة إلى تحقيق نتائج ملموسة تسعى لها سوريا، على أساس المبادئ الوطنية لإنهاء الاحتلال ووقف دعم الإرهاب.

وتسعى أنقرة لكسب تعاون دمشق ضد الجماعات الكردية السورية المتحالفة مع الولايات المتحدة والتي تعتبرها إرهابية، وتسهيل عودة نحو 4 ملايين لاجئ سوري يقيمون في تركيا. ويلعب القلق المتزايد بشأن اللاجئين وارتفاع تكاليف المعيشة واستجابة الحكومة التركية المحبطة للزلزالين المزدوجين دورًا رئيسًا في حملة المعارضة التركية قبل انتخابات 14 مايو المصيرية.

وساطة إيرانية

قال عبد اللهيان إن بلاده مستعدة للقيام بدورها لحل الخلافات بين أنقرة ودمشق في إطار الصيغة الرباعية. وتنتقد طهران باكو بسبب العلاقات مع إسرائيل وسط توترات متصاعدة. وناقش الدبلوماسيان الكبيران التوترات المتصاعدة في منطقة القوقاز الجنوبية، وقال عبداللهيان إن بلاده مستعدة لعقد اجتماعات ثلاثية بين طهران وباكو وأنقرة.

وشهدت العلاقات بين إيران وأذربيجان تصعيدًا كبيرًا بعد هجوم على السفارة الأذرية في طهران في يناير، أسفر عن مقتل أحد أعضاء البعثة الدبلوماسية الأذرية. وألقى رئيس أذربيجان إلهام علييف، باللوم على “المؤسسة الإيرانية” في الهجوم.

دائمًا تكون إسرائيل

كانت العلاقات بين إيران وأذربيجان بالفعل محفوفة بالعديد من المشكلات، منها السكان الأذريون الإيرانيون في الأراضي الإيرانية الشمالية، ودعم إيران لأرمينيا في منطقة ناجورنو كاراباخ المتنازع عليها بين يريفان وباكو، وتحسين العلاقات بين أذربيجان وإسرائيل.

وألقى عبد اللهيان باللوم في أزمات القوقاز على إسرائيل، وحذر دول المنطقة من السماح للنفوذ الإسرائيلي بالتوسع.

سفارة شيعية في إسرائيل

ساعد الدعم العسكري التركي والإسرائيلي باكو على استعادة السيطرة على سلسلة من المناطق في منطقة ناجورنو كاراباخ، خلال الحرب الأذربيجانية الأرمينية عام 2020. وأعلنت باكو العام الماضي أنها تخطط لتكون أول دولة شيعية تفتح سفارة في إسرائيل.

وقال عبداللهيان إنه ونظيره التركي ناقشا أيضًا القضايا الثنائية خلال اجتماعهما، بما فيها التعاون في الاقتصاد والطاقة والنقل، فضلًا عن مشكلة تقاسم المياه طويلة الأمد من نهر أراس العابر للحدود.

وسافر الوزير الإيراني إلى أديامان، إحدى أكثر مقاطعات شرق تركيا تضررًا من الزلازل التي أودت بحياة أكثر من 46100 شخص.

ربما يعجبك أيضا