اجتياح بري إسرائيلي للبنان.. إلى أين ستصل المعارك؟

معارك الجنوب والبقاع.. أين ستقف إسرائيل في لبنان؟

أحمد عبد الحفيظ

في ظل التصاعد المستمر للتوترات بين إسرائيل وحزب الله، تزداد التساؤلات حول احتمالية شن إسرائيل اجتياحًا بريًا للبنان، وما إذا كانت هذه العملية قد تؤدي إلى مواجهة عسكرية واسعة النطاق.

حزب الله يعتبر قوة عسكرية منظمة وذات خبرة، ولهذا ستكون أي عملية برية إسرائيلية محفوفة بالمخاطر، لكن ما هي أبرز المسارات التي قد تتخذها إسرائيل في هذا السيناريو، وكيف ستكون طبيعة المعارك، وفق تقرير لـ”يديعوت أحرونوت” اليوم الثلاثاء 1 أكتوبر 2024.

الجنوب اللبناني

إذا قررت إسرائيل القيام بعملية برية في لبنان، فإن تركيزها الرئيسي سيكون على المناطق الجنوبية المتاخمة للحدود، مثل بنت جبيل، مرجعيون، والنبطية.

هذه المناطق تمثل معاقل لحزب الله، وتتمتع بتضاريس جبلية تجعل العمليات البرية فيها معقدة وصعبة. إسرائيل ستسعى إلى تقليص قدرات حزب الله الصاروخية التي تُطلق من الجنوب اللبناني على المدن الإسرائيلية.

التوغل إلى البقاع

منطقة البقاع، على الرغم من أنها تقع شرق لبنان وبعيدة نسبيًا عن الحدود المباشرة مع إسرائيل، فإنها تحتضن قواعد أساسية لحزب الله، بما في ذلك مراكز التدريب ومستودعات الأسلحة.

لكن التوغل في هذه المنطقة يعني دخول إسرائيل إلى مواجهة مباشرة مع قوات حزب الله المدربة على حروب العصابات، وهو ما يعقد مسألة السيطرة السريعة على المنطقة.

بيروت وضواحيها

العاصمة بيروت، وخاصة الضاحية الجنوبية، تُعتبر المركز السياسي والعسكري لحزب الله، أي محاولة إسرائيلية للتوغل نحو هذه المناطق ستصطدم بتحديات كبيرة، حيث تتركز البنية التحتية للحزب وقيادته.

ولكن بيروت بعيدة نسبيًا عن الحدود الجنوبية، ما يجعل التوغل الإسرائيلي بهذا العمق محفوفا بالمخاطر اللوجستية، فضلًا عن تعرض القوات الإسرائيلية لهجمات محتملة من كافة الجبهات.

حرب العصابات

حزب الله يتمتع بخبرة طويلة في حروب العصابات، كما أنه يمتلك شبكة أنفاق معقدة في الجنوب اللبناني، ما يُعزز من قدرته على تنفيذ هجمات مفاجئة ومباغتة على القوات الإسرائيلية.

في أي مواجهة برية، من المتوقع أن يعتمد حزب الله على تكتيكات العصابات، بما في ذلك الكمائن وزرع العبوات الناسفة.

القصف الصاروخي المكثف

لدى حزب الله ترسانة ضخمة من الصواريخ التي يستطيع استخدامها لضرب العمق الإسرائيلي، في حال قيام إسرائيل باجتياح بري، من المحتمل أن يقوم الحزب بإطلاق صواريخ بكثافة على المدن الإسرائيلية كوسيلة للردع، وستحاول إسرائيل في المقابل استخدام قواتها الجوية لاعتراض هذه الصواريخ واستهداف منصات الإطلاق.

تكتيكات الدفاع المحصن

حزب الله يعتمد على استراتيجيات الدفاع المحصن، حيث قام على مدار السنوات ببناء مواقع دفاعية قوية داخل القرى والمناطق الجبلية.

القوات الإسرائيلية قد تجد صعوبة في التقدم السريع بسبب هذه التحصينات، ما يزيد من احتمالية تطور المواجهة إلى حرب استنزاف طويلة الأمد.

الدور الجوي والاستخباراتي

سيكون للقوات الجوية الإسرائيلية دور أساسي في أي اجتياح بري، إسرائيل ستعتمد على الطائرات بدون طيار لجمع المعلومات، إلى جانب توجيه ضربات جوية مكثفة لتدمير التحصينات ومراكز القيادة.

كما سيعتمد الجيش الإسرائيلي على وحدات الاستخبارات لتحديد مواقع القادة الميدانيين لحزب الله والقضاء عليهم.

حزب الله يتمتع بدعم شعبي كبير في مناطق نفوذه، ما يعني أن القوات الإسرائيلية قد تواجه مقاومة ليست فقط من عناصر الحزب، بل من بعض السكان المحليين الذين يعتبرون اجتياح الأراضي اللبنانية تعديًا على سيادة بلدهم. وهذا قد يؤدي إلى تصعيد العنف وزيادة تعقيد المعارك.

التداعيات الإقليمية والدولية

أي اجتياح بري للبنان سيؤدي بلا شك إلى تصاعد التوترات في المنطقة بأكملها. قد تجد إسرائيل نفسها في مواجهة ضغط دولي لوقف العمليات العسكرية، خاصة إذا ما تزايدت أعداد الضحايا المدنيين. الدول العربية، خاصة تلك التي لها علاقات متوترة مع حزب الله، قد تجد نفسها في موقف صعب بين دعم لبنان أو محاولة التوسط لوقف التصعيد.

كما أن إيران، التي تدعم حزب الله بشكل مباشر، قد تُصعد من موقفها وتدفع نحو زيادة الدعم العسكري للحزب، مما قد يؤدي إلى اتساع رقعة الصراع ليشمل أطرافًا أخرى في المنطقة.

ربما يعجبك أيضا