احتجاجات إيران.. ثورة جيل كامل على النظام الإيراني

آية سيد
زيارة نادرة.. ماذا فعل قائد شرطة إيران في موسكو؟

يبحث خصوم طهران إمكانية أن تساعد موجة الاحتجاجات الحالية في إضعاف قبضة إيران على بلادهم.


تستمر الاحتجاجات في إيران للأسبوع الثالث، على خلفية مقتل الشابة مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق، وامتدت إلى بلاد أخرى تضامنًا مع الإيرانيات.

وعلى الرغم من أن خصوم طهران يبحثون إمكانية أن تساعد الاحتجاجات الحالية في إضعاف قبضة إيران على لبنان والعراق وسوريا، وإلى حد ما اليمن، فإن الزميلة بمؤسسة كارنيجي للسلام، كيم غطاس، ترى أن هذا لن يحدث إلا بحدوث تغييرات في طهران.

تضامن مع الاحتجاجات

في مقالها المنشور بمجلة “ذي أتلانتك” الأمريكية، في 2 أكتوبر 2022، تقول كيم إن النساء من بيروت إلى شمال شرق سوريا، وصولًا إلى كابول، خرجن لدعم الإيرانيات الرافضات لقانون فرض الحجاب المعمول به في الجمهورية الإسلامية منذ 1983.

لكن ترى الكاتبة أن هذه الاحتجاجات تتعلق بما هو أكثر من الحجاب، لأنها موجهة إلى أحد ركائز الثورة الإسلامية وتعكس الصراع على هوية إيران ومستقبلها. وأما الاحتجاجات خارج إيران، فتعكس المظالم التي أعربت عنها احتجاجات بيروت وبغداد في 2019، عندما هتفوا بشعارات منددة بالجمهورية الإسلامية التي تقمع شعبها وتمارس السلطة خارج حدودها.

احتجاجات ضد الفساد

في 2019، بدأت الاحتجاجات في العراق، ثم انتشرت إلى لبنان وإيران. وبحسب الكاتبة، كانت احتجاجات لبنان ضد الطبقة الاقتصادية الفاسدة، واحتجاجات إيران ضد حكم الشيوخ القمعي وارتفاع أسعار الوقود. وفي العراق، احتجت الأغلبية الشيعية ضد الدولة الفاسدة، التي تحاصرها ميليشيات شيعية موالية لإيران.

وفي لبنان والعراق، كان يوجد رفض خاص للطائفية، وهي الأداة المفضلة لإيران لحشد الجماهير. وتذكر غطاس أن الاحتجاجات في العراق وإيران قوبلت بالقمع والعنف، في حين كان العنف في لبنان محدودًا أكثر، لكن الحركة الاحتجاجية تأجلت بسبب الجائحة ثم انتهت في ظل انهيار البلاد.

مواجهة التدخلات الإيرانية

على الرغم من عدم وجود إمكانية فورية لاستئناف الاحتجاجات في لبنان، فإن خصوم حزب الله في النظام السياسي الأحداث في إيران سيراقبون عن كثب لتقييم فرص الضغط للحصول على تنازلات. وفي العراق، يواصل الزعيم الشيعي، مقتدى الصدر، التمرد على التدخل الإيراني في الشؤون السياسية للبلاد.

ووفق غطاس، شمل التدخل الإيراني عرقلة الصدر عن تشكيل الحكومة بعد فوزه على الأحزاب الموالية لإيران في الانتخابات في أكتوبر 2021. وفي أغسطس الماضي، نزل مؤيدو الصدر إلى الشوارع، ما جعل الدولة على حافة الحرب الأهلية.

ضربات متتالية للنظام الإيراني

تقول كيم إنه منذ 2019 تلقى النظام الإيراني عدة ضربات، وتراجعت قبضته على اللعبة الإقليمية. ويعلم خصوم إيران أن عديدًا من التطورات الرئيسة التي حدثت على مدار العامين الماضيين ستعيق قدرة إيران على تجاوز الفترة المقبلة.

ويأتي على رأس هذه التطورات مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، في غارة أمريكية أمر بها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في يناير 2020. ووفق الكاتبة، كان سليماني العقل المدبر لنفوذ إيران الإقليمي، لكن بديله، الجنرال إسماعيل قاآني، لا يتمتع بالكاريزما نفسها، ولا العلاقات الشخصية، ولا الدهاء.

أزمة كفاءة

تذكر كيم أن أزمة الكفاءة في إيران، التي تمتد أيضًا إلى رئيسها المتعثر إبراهيم رئيسي، قد تصبح إشكالية لسوريا. هذا لأن الرئيس السوري، بشار الأسد، قد يشعر بأنه عرضة للخطر إذا لم تستطع روسيا مواصلة دعمه عسكريًّا وأُنهكت إيران في قمع الاحتجاجات بالداخل.

وفي الوقت ذاته، تقول الكاتبة إن المشكلة الأكثر إلحاحًا بالنسبة للمرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، هي ضمان الخلافة السلسة وبقاء الجمهورية الإسلامية ونزعتها المتشددة، خاصةً بعد انتشار الإشاعات عن وضعه الصحي وعدم ظهوره منذ اندلاع الاحتجاجات.

عزلة إيران

بحسب الكاتبة، فإن التحولات الإقليمية، المتمثلة في توقيع دول الخليج لمعاهدات سلام مع إسرائيل أو تعزيز التعاون الأمني معها بصورة غير رسمية، تمثل مصدر ازعاج استراتيجي آخر لإيران.

ومع رحيل ترامب، فإن جهود إدارة بايدن للتعاون مع إيران بشأن المفاوضات النووية تركت طهران تواجه معسكرًا غربيًا موحدًا، والذي يُحمِّل إيران مسؤولية عدم تحقيق تقدم في المحادثات. واختتمت الكاتبة بأن أيًا كان ما سيحدث في إيران في الأسابيع والأشهر المقبلة، ستتجاوز تداعياته الحدود الإيرانية.

ربما يعجبك أيضا