احتجاجات تطالب بالإصلاح السياسي تحاصر آخر ملوك أفريقيا.. وأنباء عن هروب «مسواتي»

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

عقب احتجاجات تطالب بالإصلاح السياسي في إسواتيني «مملكة سوازيلاند بجنوب القارة الأفريقية سابقا»، وأعمال عنف ومواجهات مع الشرطة خرجت عن السيطرة، تضاربت الأنباء حول هروب الملك مسواتي الثالث، وسط دعوات إلى ضبط النفس، فما القصة؟

بدأت الاحتجاجات في مطلع الأسبوع الجاري ضد الملك الذي اعتلى العرش قبل 35 عاما، حيث يطالب المتظاهرون الملك مسواتي بالتنحي كجزء من إصلاحات ديمقراطية، تشمل إجراء انتخابات حرة.

ودعا رئيس الوزراء بالإنابة، اليوم الثلاثاء، إلى التزام الهدوء وضبط النفس وسط استمرار الاحتجاجات.

وفيما أشارت وسائل إعلام محلية إلى أن الاحتجاجات خرجت عن السيطرة، وأن الرئيس مسواتي الثالث غادر البلاد إلى موزمبيق ومنها إلى جهة أخرى غير معلومة، نفت الحكومة ذلك وأكدت أنها أنباء «زائفة» وأن الملك موجود في البلاد ويواصل الإشراف على العمل مع الحكومة لتحقيق أهداف المملكة​​​.

احتجاجات

تفاصيل الأحداث

خرج السوازيليون إلى الشوارع للاحتجاج على ما وصفوه «وحشية الشرطة»، بعد وفاة الشاب ثاباني نكوموني في وقت سابق في يونيو.

وكان الشاب البالغ من العمر 25 عاما طالبا في السنة الأخيرة في القانون بجامعة إيسواتيني، وزُعم أنه قُتل على أيدي الشرطة التي زُعم أنها حاولت إخفاء وفاته والتلاعب بالأدلة.

وأفادت تقارير أيضا بأن الملك مسواتي أمر باعتقال أعضاء البرلمان المؤيدين للديمقراطية مدودوزي بايدزي مابوزا ومودوزي «ماغاوغاو» سيميلان.

وقد أكد ذلك محامي حقوق الإنسان ثولاني ماسيكو عند حديثه إلى صحيفة سوازيلاند الإخبارية صباح اليوم الثلاثاء، وقال المحامي إن الشرطة رفضت، حسبما مزاعم، اعتقال النواب وتوسل إلى الجيش لتنفيذ الأمر.

وقال محامي حقوق الإنسان: «صحيح أن الملك أمر الجيش بالقبض على النائبين اللذين يدافعان عن الديمقراطية، ومن المهم ضمان سلامتهما لأنه لم يحدث قط أن يعتقل الجيش سياسيا».

وانتشرت الاحتجاجات وتفاقمت إلى أعمال عنف في 25 يونيو في بلدة مسوندوزا بالقرب من مبابان، حيث «اشتبك» المتظاهرون مع الشرطة ونهبت المتاجر وأحرقت.

وذكرت صحيفة «تايمز أوف سوازيلاند» أن عددا من الشخصيات الحكومية شجعت على العنف وعلى اتخاذ إجراءات صارمة عبر تصريحاتهم.

مسواتي2

أنباء عن فرار الملك

ذكرت أنباء عاجلة أن الملك مسواتي الثالث فر من المملكة وسط الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية التي خرجت عن نطاق السيطرة، فيما نفت تقارير إخبارية ذلك.

وقالت وكالة أنباء جنوب إفريقيا مساء الإثنين، إن الملك مسواتي قد فر من البلاد وسط أعمال عنف في البلاد، بينما تم الكشف عن انتشار الجيش للسيطرة على الوضع.

بدورها، نفت حكومة إسواتيني، مغادرة الملك، مسواتي الثالث، وقال بيان صادر عن القائم بأعمال رئيس الوزراء، ثيمبا ماسوكو: «تؤكد الحكومة للأمة أن جلالة الملك مسواتي الثالث موجود في البلاد ويواصل الإشراف على العمل مع الحكومة لتحقيق أهداف المملكة»​​​.

ووصف البيان الأنباء عن هروب الملك بـ«الزائفة»، مؤكدا أن الحكومة «ستحيط الشعب علما بتحركاتها إزاء الوضع الحالي مع مرور الوقت»، داعيا إلى «ضبط النفس».

ووفقا للإعلام المحلي خرجت الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية عن السيطرة، حيث يشكو المتظاهرون من التدهور الاقتصادي، ويطالبون بالإصلاح السياسي عبر وجود رئيس وزراء منتخب في ظل ملكية دستورية، كما أنهم ينددون بقسوة قوات الشرطة، وفقا لموقع سبوتنك.

يتنامى الغضب ضد مسواتي منذ سنوات، ويقول نشطاء إن الملك تهرب باستمرار من الدعوات لإجراء إصلاحات ديمقراطية.

كما يتهمونه باستخدام الخزائن العامة كـ«حصالة» خاصة به، وتمويل أسلوب حياة فخم على حساب 1.5 مليون من رعاياه، معظمهم من المزارعين الذين يعيشون على الكفاف.

وأقامت قوات الأمن حواجز طرق لمنع وصول بعض المركبات إلى العاصمة مباباني، وأغلقت بعض البنوك أبوابها، اليوم الثلاثاء، وفقا لموقع صدى البلد.

وقال فوسي مادالاني الذي يعمل في متجر في العاصمة مباباني، «أستطيع سماع طلقات نارية ورائحة الغاز المسيل للدموع. لا أعرف كيف سأعود إلى المنزل، لا يوجد أي شيء في محطة الحافلات، هناك وجود قوي لشرطة مكافحة الشغب والجيش».

وقال ماسوكو: إن حظر التجول تم فرضه من السادسة مساء، حتى الساعة 5 صباحًا، وتم إصدار أوامر بإغلاق المدارس.

 وقال: إن هذا يهدف إلى كبح جماح «العنف في عدة أجزاء من البلاد الذي يمارسه حشد جامح».

وينفي الملك البالغ من العمر 53 عامًا كونه مستبدًا، ولا يعتذر عن أسلوب الحياة الذي يتمتع به هو وزوجاته الـ 15، اللائي يشغلن العديد من القصور الممولة من الدولة.

ربما يعجبك أيضا