احتجاجات واعتصامات.. طلاب العالم يتحدون ضد الإبادة الجماعية في غزة

هل يؤثر الحراك الطلابي ضد الحرب الإسرائيلية في غزة على الإمبريالية الأمريكية؟

بسام عباس

في مواجهة الهجمات العنيفة والاعتقالات من الشرطة، واصل الآلاف من الطلاب الاحتجاج على الإبادة الجماعية في غزة وبناء مخيمات اعتصام في حرم جامعاتهم في الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا.

ويتناول تقرير نشره موقع الاشتراكية العالمية (wsws) الحراك الطلابي في أمريكا وحول العالم نصرة لغزة، وللمطالبة بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل إيقاف حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها في غزة.

مخيمات اعتصام حول العالم

أوضح موقع “الاشتراكية العالمية”، في تقرير نشره اليوم الأربعاء 1 مايو 2024، أن الشرطة الأمريكية اعتقلت ما لا يقل عن 900 طالب وأستاذ جامعي لمشاركتهم في احتجاجات مناهضة لحرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وفقاً لقاعدة بيانات صحيفة واشنطن بوست.

وذكر أن الطلاب نظموا أكثر من 75 احتجاجًا واعتصامًا في ساحات الجامعات الكبرى، وفي مقدمتها جامعة كولومبيا في نيويورك التي تتصاعد فيها الاحتجاجات منذ يوم 17 الشهر الجاري، لافتًا إلى أن آلاف الطلاب وأعضاء هيئة التدريس ومؤيديهم واصلوا الاحتجاج على الإبادة الجماعية في غزة وبناء مخيمات اعتصام في حرم جامعاتهم في الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا.

وفي مواجهة الهجمات العنيفة والاعتقالات من بلطجية الشرطة، وسيل من الأكاذيب من السياسيين، وبعد أن أقاموا “مخيم التضامن مع غزة” في 17 الشهر الجاري في جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك، ظهر أكثر من 40 مخيمًا اعتصاميًّا آخرًا مؤيدًا للفلسطينيين في الولايات المتحدة، كما أقيمت مخيمات اعتصام مماثلة في إيطاليا وفرنسا وألمانيا.

قمع واعتقالات

قال الموقع أن إدارة الجامعات، في ردها على مطالب المحتجين في سحب استثماراتها من الشركات الصهيونية، وبتشجيع من السياسيين في كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري، دعت شرطة مكافحة الشغب للوقوف ضد الطلاب الذين يحتجون سلميًّا، ما أدى إلى هذا التعسف في عدد المعتقلين.

وأشار إلى اعتقال نحو 100 طالب في جامعة “واشنطن” في سانت لويس، وعلى 57 طالبًا في جامعة “أوستن” بتهمة “التعدي على ممتلكات الغير”، وفي جامعة “جنوب كاليفورنيا”، فرضت رقابة على خطاب الطالبة المتفوقة الأسبوع الماضي بسبب آرائها المؤيدة للفلسطينيين، وشنت إدارة الشرطة حملة عنيفة على مخيم تضامني مع الفلسطينيين.

طبيعة إمبريالية

أوضح الموقع أن الحزبين الأمريكيين، في خضم الاحتجاجات المتصاعدة أمريكيًّا ودوليًّا، تعاونا لتمرير مشروع قانون ضخم وقعه بايدن في نهاية الأسبوع الماضي لتمويل أوكرانيا في حربها ضد روسيا، والإبادة الجماعية في غزة، والصراع المتنامي مع الصين.

وأضاف أن المنظومة الغربية لا تكترث بطبيعتها الإمبريالية إلى أن شراسة هجومها على الحقوق الديمقراطية، وأبسطها الاحتجاج والتظاهر وحرية الرأي، مع عدوانية الشرطة في الرد على المتظاهرين المناهضين للإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة، ما هي إلا صورة من صور التناقض الصارخ مع نهج “عدم التدخل” المتبع، حين يتعلق الأمر بالنازيين الجدد والعنصريين البيض.

كندا وقمع الاحتجاجات

قال الموقع إن الخوف من تأثير الاحتجاجات على داعمي جرائم “إسرائيل” ضد الفلسطينيين وصل إلى كندا، حيث دعا أعضاء الحزب الليبرالي رئيس الوزراء، جاستن ترودو، إلى قمع الاحتجاجات بالقوة وعدم السماح لما يحدث في الولايات المتحدة أن يحدث في كندا.

وأضاف أن حكومة ترودو قادت حملة مطاردة شرسة ضد المتظاهرين المؤيدين لفلسطين منذ بدء هجوم الإبادة الجماعية الإسرائيلي، متهمةً إياهم بمعاداة السامية، لأنها أرسلت ملايين الدولارات من الأسلحة والمعدات العسكرية الأخرى إلى الجيش الإسرائيلي الذي يقتل الأطفال في غزة.

معارضة عميقة

أوضح الموقع أن احتجاجات الطلاب ضد القتل الجماعي في غزة تعكس المعارضة العميقة الموجودة بين الشباب والعمال لسياسة الحرب العالمية للإمبريالية الأمريكية، موضحًا أن قصر الحركة على الاحتجاجات في الحرم الجامعي والدعوة لسحب الاستثمارات الجامعية غير مُجدٍ خاصة بعد أكثر من 7 أشهر من الاحتجاجات السلمية التي تطالب واشنطن بوقف القتل الإسرائيلي في فلسطين ولم تلق آذاناً صاغية.

ووصف الطلاب الذين يقودون هذه الاحتجاجات بأنهم شجعان، خاصة مع معرفة تاريخ الاحتجاجات الطلابية في أمريكا”، لافتًا إلى أن الإبادة الجماعية تحدث في فلسطين، وتهمة معاداة السامية الحقيقية تقع في الخلط بين الدولة الإسرائيلية واليهود.

وأضاف أن الكثير من الطلاب اليهود يشاركون في الاحتجاجات والمخيمات لأنهم يشعرون بأن القضية لا علاقة لها بمعاداة للسامية، بل في الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، موضحًا أن على الطبقة الحاكمة تشعر بالقلق، ولهذا ترى رد فعلها عنيفًا في مواجهة الطلاب.

ربما يعجبك أيضا