احتضان شي لبوتين في قمة الصين.. هل يشير لدعمه حرب أوكرانيا؟

لماذا يشكل احتضان شي الحار لبوتين في الصين تحدياً للغرب؟

شروق صبري
الزعيم الصيني شي جين بينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بكين

شعر الزعماء الغربيون الذين يبحثون عن علامات تشير إلى أن الزعيم الصيني استخدم نفوذه على الرئيس فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا بخيبة أمل، فما السبب؟


استغل الزعيم الصيني شي جين بينج، القمة التي عقدها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في الصين، يوم 15 مايو 2024، لنقل واقع غير مريح إلى الغرب، وهو “دعمه الصامد لبوتين”.

محادثات شي مع بوتين بمثابة إظهار للتضامن بين اثنين يحاربون الضغوط الغربية، وأصدر الزعيمان بيانًا مطولًا أدانوا فيه ما اعتبروه تدخلًا وتنمرًا أمريكيًا وأوضحوا توافقهم مع مطالبة الصين بتايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي و”المصالح الأمنية المشروعة” لروسيا في أوكرانيا.

توسيع العلاقات

تعهد الزعيمان بتوسيع العلاقات الاقتصادية والعسكرية، وهو ما أبرزته زيارة بوتين لمعهد صيني متطور لأبحاث الدفاع، حتى أن شي بدأ في عناق قوي بينما كان يودع بوتين الخميس 16 مايو 2024 بعد نزهة مسائية في مجمع قيادة الحزب الشيوعي الصيني في بكين.

وحسب صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية اليوم السبت 18 مايو 2024، فإن الزعماء الغربيين الذين يبحثون عن علامات تشير إلى أي اختلاف ملموس بين شي جين بينج وبوتين، وخاصة فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا.

ولم يبدو أن خطر استعداء أوروبا، الشريك التجاري الرئيسي اللازم للمساعدة في إنعاش اقتصاد الصين المتعثر، ولا التهديد بفرض عقوبات أمريكية تستهدف البنوك الصينية التي تساعد روسيا في جهود الحرب، قد ردع شي عن احتضان بوتين.

محاربة الولايات المتحدة

قالت خبيرة السياسة الخارجية الصينية في المجلس الأوروبي، أليسيا باتشولسكا، إن “الهدف الشامل لكل من بوتين وشي هو القتال ضد ما يعتبرونه عدوهم الوجودي، وهو الولايات المتحدة والنظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة”. بشأن العلاقات الخارجية.

وبالنسبة للصين، لديها توترات مع الغرب، ولكن هذه التوترات لن تؤدي إلى أي نوع من التغيير النوعي في الطريقة التي تتعامل بها الصين مع روسيا والحرب في أوكرانيا. بعبارة أخرى، يقول المحللون، إن شي قام بالفعل بتسعير العقوبات والرسوم الجمركية المحتملة كتكلفة مقبولة لشراكته الاستراتيجية مع روسيا.

أما بالنسبة لشي، يعد بوتين صديقًا لا غنى عنه يساعد في إعادة تشكيل النظام العالمي لصالح الصين. وكلما قاومت واشنطن، بما في ذلك القضايا التجارية مثل التعريفات الأخيرة على السيارات الكهربائية الصينية، كلما شعر شي بالتحقق من صحة خياراته.

العلاقات الدولية

قال خبير الشؤون الصينية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية جود بلانشيت “إن القيمة الاستراتيجية لموسكو بالنسبة للرئيس شي تتعزز مع اشتداد المنافسة الجيوسياسية مع الولايات المتحدة”.

إن الأمر الأهم بالنسبة لشي وبوتين هو ما يسمونه “إضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية”، وهو في الأساس تآكل هيمنة الولايات المتحدة وتمكين دول عدم الانحياز و الدولة المارقة أو الدولة الخارجة (الدول المارقة) من التجمع حول مظالمها المشتركة تجاه الغرب.

بوتين

بوتين

الحرب في أوكرانيا

وربما كانت لدى شي “أسئلة ومخاوف” بشأن الحرب في أوكرانيا في وقت مبكر، بمجرد أن أصبح من الواضح أن روسيا لن تتمكن من تأمين نصر سريع وحاسم. لقد شعر بالغضب عندما ألمح بوتين إلى استخدام الأسلحة النووية التكتيكية، وهو خط أحمر بالنسبة للصين.

وكان أمامه المهمة الصعبة، والتي يقول البعض إنها متناقضة، المتمثلة في محاولة جعل الصين محايدة في الحرب للحفاظ على علاقات ثابتة مع الغرب، مع الاستمرار أيضًا في التحالف مع موسكو. لكن المد قد يتحول بالنسبة لشي. إذ تحرز القوات الروسية تقدماً حول خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا.

علاقة الصين مع الغرب

قبل أن تتمكن القوات الأوكرانية من إعادة إمدادها بأسلحة بمليارات الدولارات من الولايات المتحدة. حذر كل من المسؤولين الأوكرانيين والأمريكيين من عواقب وخيمة إذا استمرت القوات الأوكرانية في النقص في العدد والسلاح. ويرى بلانشيت أنه كلما انحرفت الحرب في أوكرانيا في اتجاه موسكو، كلما رأى شي أن دعم الصين لروسيا أمر مبرر.

ويقول المحللون إن دعم شي الصارم على ما يبدو لبوتين، بغض النظر عما قد يكلف الصين في علاقاتها مع الغرب، يشير إلى كيف أن تركيزه على بناء شراكة استبدادية لمواجهة القوة الاقتصادية والأيديولوجية الأمريكية قد طغى على أجندة النمو الصينية، وقد يكون هذا خطأً فادحًا وقصير النظر في الحسابات.

ربما يعجبك أيضا