احذروا مزاح “الواتس”.. طلاق “الرسائل” يقع

عاطف عبداللطيف

رؤية – عاطف عبد اللطيف

يجب على المتزوجين ألا تأخذهم سهولة كتابة كلمة الطلاق عبر وسائل التواصل، لأن عواقبها وخيمة، ونتائجها تهدم أسرًا وتحدث شقاقًا وفرقة اجتماعية، وخلال الفترة الأخيرة شهدت مختلف الدول العربية جدلاَ واسعًا بشأن بعض الفتاوى المتعلقة بوقوع الطلاق عبر الإنترنت ورسائل المحمول، خاصة تطبيق “الواتس آب”.

البعض رأى أنه من الجائز أن تكون مجرد مقالب أو مزحة من الزوج مع زوجته وأن الأمر مرجعه النية أولاً وأخيرًا وأن الطلاق لا يقع، ولكن آراء رجال الدين، ومحكمة سعودية استندت مؤخرًا إلى أن الطلاق يقع وحكمت بوقوع الطلاق بينه وزوجته رغم اعترافه أما القاضي بأنه كان يمزح..  

طلاق “الواتس آب”

في مصر، أفتى الدكتور علوي أمين، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بصحة وقوع الطلاق عن طريق الرسائل بالهاتف المحمول، أو الاتصال هاتفيًا في حال إذا ما تأكدت الزوجة أن هذا الشخص الذي طلقها هو زوجها، بنسبة 100%، وليس مكيدة.

وفيما يتعلق بالإشهاد على الطلاق، قال علوي، إنه ليس شرطًا ضروريًا لإيقاع الطلاق، لأن بعض العلماء احتاطوا بوجود الشهود عند الطلاق، لكن جمهور الفقهاء قالوا إن الطلاق يقع سواء كتابة أو إشارة ما توافر فيه عنصر التأكد، مضيفًا أن الزواج ميثاق غليظ بين اثنين قائم على نظام دقيق، ويجب ألا ننسى المسئولية التي يتحملها الزوج أو الزوجة أمام الله تعالى.

وقال الشيخ أحمد عبد العظيم، عضو مركز الأزهر العالمي للرصد والفتاوى الإلكترونية، إن الطلاق عن طريق الهاتف أو “الواتس آب” يقع.
وأضاف: “إذا تأكدت الزوجة أن من يقوم بالاتصال هو الزوج فهذا الطلاق واقع ويترتب عليه جميع الآثار المترتبة”، لافتًا إلى أن الطلاق عن طريق جميع وسائل التواصل الاجتماعي كـ”الواتس آب” و”الفيس بوك” يقع، إذا اعترف الزوج بأنه صادر منه.

التحقق من الرسالة

وفي المغرب أيضًا، أجاز عبد الباري الزمزمي، رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل، بجواز الطلاق عن طريق الرسائل النصية القصيرة “المسجات”، أو عن طريق الاتصال الهاتفي للزوج بالزوجة أو عن طريق البريد الإلكتروني و”الفيس بوك”، وغيرها من وسائط الاتصال الحديثة.

واشترط الزمزمي، في فتواه، في جواز الفتوى أن تتأكد الزوجة من أن من طلقها حقيقة هو زوجها وتتثبت من ذلك بنسبة مئة بالمئة وتتحقق من أن الأمر ليس مكيدة.

الرسائل الخطأ

وفي واقعة أخرى، أخذت إحدى المحاكم السعودية برسالة عبر “واتس آب”، لإنهاء علاقة زوجية دامت نحو 10 أشهر، على الرغم من إقرار الزوج بأن الرسالة أرسلت خطأ.

وذلك حينما تقدمت زوجة في العقد الثاني من العمر، إلى المحكمة العامة بالمدينة المنورة بدعوى ضد زوجها تطلب الطلاق، استنادًا إلى رسالة وردت إلى جوالها من هاتف زوجها المحمول عن طريق تطبيق المحادثات الشهير “واتس آب” جاء فيها: “أنت طالق.. طالق.. طالق”.

وطلبت المحكمة حضور الزوج، الذي أقر بصحة دعوى الزوجة وأن الرسالة صادرة من هاتفه الجوال، مضيفًا أنه لم يكن يقصد فيها إنهاء العلاقة الزوجية، إلا أن القاضي اعتبرها طلقة بائنة، وتسلمت الزوجة بموجب ذلك “صك الطلاق”.

ربما يعجبك أيضا