احذر الجلوس واضعًا ساقًا على أخرى.. خبير تشريح يكشف السبب

بسام عباس

النصيحة الأساسية هي عدم الجلوس في نفس الوضع لفترة طويلة والحفاظ على نشاط الجسم بانتظام.


كشفت دراسة أن نحو 62% من الناس يفضلون وضع الساق اليمنى على اليسرى، و26% يفضلون عكس ذلك، و12% ليس لديهم أي تفضيل.

وتوجد عادةً طريقتان للجلوس على كرسي ووضع ساق على أخرى، إحداهما عند الركبة والأخرى عند الكاحل، لكن بقدر ما هو مريح أن تجلس وساقيك متشابكتان، فما مدى الضرر الذي قد يلحق بك؟ دعنا نلقي نظرة على ذلك.

يؤثر في سرعة الدم

قال مدير مركز تعلم التشريح السريري وأستاذ التشريح بجامعة لانكستر، آدم تايلور، إن الأبحاث أثبتت أن جلوس متقاطع الساقين قد يزيد من عدم محاذاة الوركين، فأحدهما يكون أعلى من الآخر، ويغير سرعة الدم عبر الأوعية الدموية في الأطراف السفلية، ما يزيد من خطر الإصابة بجلطات الدم.

وأضاف، في مقال نشره موقع ساينس أليرت، أن معظم الأبحاث تشير إلى أن تقاطع الركبتين أسوأ من تقاطع الكاحلين، فالجلوس بهذه الطريقة يمكن أن يتسبب في زيادة ضغط الدم، بسبب تجمعه في الأوردة، واضطرار قلبك إلى العمل عكس ذلك، ما قد يزيد من خطر تلف الأوعية الدموية.

تشوهات العظام والعضلات

أوضح أستاذ التشريح، في مقاله الذي نشر اليوم الجمعة 24 مارس 2023، أنه كلما جلست واضعًا ساقًا على أخرى لفترة أطول، زادت احتمالية حدوث تغييرات طويلة المدى في أطوال العضلات، وترتيبات العظام في حوضك، ونظرًا للطريقة التي يرتبط بها الهيكل العظمي معًا، قد يتسبب ذلك في اختلال العمود الفقري والكتفين.

وأضاف أنه من المحتمل أن يصبح وضع رأسك غير سوي، بسبب التغيرات في عظام الرقبة، التي يعوض بها العمود الفقري حفاظًا على مركز الجاذبية فوق الحوض، وتتأثر رقبتك أيضًا بسبب ضعف جانب من الجسم عن الآخر، ويمكن ملاحظة نفس الخلل في عضلات الحوض وأسفل الظهر، نتيجة لسوء الضغط والإجهاد.

ولفت إلى أن الحوض ينحرف أيضًا بسبب التمدد المطول لعضلات الألوية (الأرداف) على جانب واحد، لتصبح أضعف، وأن الجلوس متقاطع الساقين لفترة طويلة، يزيد من احتمالية الإصابة بالجنف (محاذاة غير طبيعية للعمود الفقري) وتشوهات أخرى، ويسبب أيضًا متلازمة ألم المدور، التي تؤثر في الجانب الخارجي من الورك والفخذ.

وضع ساق على أخرى يضغط على الأعصاب الممتدة من خلف الركبة

وضع ساق على أخرى يضغط على الأعصاب الممتدة من خلف الركبة

التأثير في الخصوبة

قال تايلور إن تقاطع الساقين قد يؤثر في إنتاج الحيوانات المنوية، لأن درجة حرارة الخصيتين يجب أن تكون بين 2 و6 درجات مئوية، أقل من درجة حرارة الجسم القياسية.

وأوضح أن الجلوس الطبيعي يؤدي إلى زيادة درجة حرارة الخصيتين بمقدار 2 درجة مئوية. لكن وضع ساق على أخرى يؤدي إلى زيادة درجة حرارة الخصيتين بنحو 3.5 درجة مئوية. وتشير الدراسات إلى أن زيادة درجة حرارة الخصية تقلل من عدد الحيوانات المنوية وجودتها.

الساقين والمفاصل

تشير الأبحاث إلى أن الجلوس مع وضع الساق على الأخرى قد يكون مفيدًا للبعض، وكشفت إحدى الدراسات في عام 2016، على سبيل المثال، أنه بالنسبة لمن لديهم ساق أطول من الأخرى، قد يساعد الجلوس متقاطع الساقين على تعديل ارتفاع جانبي الحوض، وتحسين المحاذاة.

ويبدو أن الجلوس بوضع ساق فوق أخرى يقلل من نشاط بعض العضلات، خاصة العضلات المائلة، الموجودة تحت الجلد فوق الورك، مقارنة بالجلوس بوضع الساقين للأمام، الذي قد يساعد على استرخاء عضلاتك الأساسية ومنع إجهادها، وتحسن هذه الوضعية أيضًا استقرار المفاصل العجزية الحرقفية، المسؤولة عن نقل الوزن بين العمود الفقري والساقين.

ماذا عن وضعية اليوجا؟

وضعية اليوجا

وضعية اليوجا

قال تايلور إن وضعية اليوجا أو التأمل الشهيرة (وضعية اللوتس) ترى الناس جالسين على الأرض وسيقانهم متقاطعة، لافتًا إلى أن البيانات المتوفرة محدودة بشأن الفترات الطويلة، التي يقضيها ممارسو اليوجا في هذا الوضع، قد تؤدي إلى بعض المشكلات، التي يسببها جلوس القرفصاء.

وأضاف أن اليوجا تقدم للعديد من الأشخاص فوائد هائلة، حتى من يعانون بالفعل من مشاكل في الركبة، لافتًا إلى أنه من الأفضل تجنب عقد ساقيك قدر استطاعتك، لتجنب العديد من عوامل الخطر المرتبطة بعقد ساقيك، بسبب مشكلات أساسية أخرى مثل أنماط الحياة المستقرة والسمنة.

ربما يعجبك أيضا