استثمارات جديدة.. شركات تجارة السلع تتجه لمصافي النفط

أحمد السيد

كشف تقرير لبلومبرج، اليوم الجمعة 5 يوليو 2024، عن أن شركات تجارة السلع الأولية التي تمتلك فائضًا من السيولة النقدية، تقوم بشراء مصافي النفط التي تبتعد عنها شركات الطاقة الكبرى بوتيرة متزايدة.

وتعتبر أعمال التكرير من المجالات التي تستثمر فيها شركات تداول النفط العوائد الضخمة التي حققتها خلال أعلى الفترات ربحية، ولطالما كانت هذه الشركات راغبة في الاستحواذ على أصول التكرير والتوزيع التي تساهم في زيادة الأرباح الطائلة لشركات النفط الكبرى.

أسباب شراء مصافي النفط

يتيح امتلاك تلك الأصول فرصة لزيادة الخيارات عند القيام بتداول النفط، وزيادة النشاط في أسواق العقود والتداول المباشر للسلعة، كما يوفر رؤية وتحليلاً أفضل لإمدادات الوقود.

تُعرض هذه المواقع للبيع في وقت تواجه فيه شركات النفط العملاقة ضغوطاً من المساهمين من أجل خفض محافظ الاستثمار للتركيز على الأصول التي تحقق أفضل العوائد، والتخلص في الوقت نفسه من الأنشطة الرئيسية التي تتسبب في التلوث مثل مصافي التكرير.

شراء محطات للوقود

ظهرت مؤخراً أمثلة عديدة على ذلك، إذ نشرت “بلومبرج” في وقت سابق، أن عملاقة تداول النفط “فيتول جروب” قدمت عرضًا لشراء أصول مصفاة النفط الأمريكية “سيتغو بتروليم كورب”، بعد سلسلة من الصفقات على مدى عامين استثمرت خلالها في مصفاة النفط الإيطالية “ساراس” ومحطات للوقود في تركيا وجنوب إفريقيا.

المصافي التي قامت شركات تجارة النفط بشرائها مؤخرًا تقع عادةً في مراكز رئيسية للتجارة مثل البحر الأبيض المتوسط ومضيق سنغافورة، مما يجعلها مهيأة لتسليم مجموعة واسعة من أنواع الخام.

الأرباح الضخمة لشركات تجارة السلع الأساسية

عُقدت الصفقات بشكل عام على حصص أو دخلتها الشركات كجزء من تحالفات بدلاً من الاستحواذ الكامل على المصافي بمفردها، حيث تميل شركات تداول النفط إلى الاهتمام أكثر بالحصول على حقوق شراء الخام لهذه المصافي.

أتاحت الأرباح الضخمة لشركات تجارة السلع الأساسية السيولة النقدية للاستثمار في أصول مثل المصافي، بالإضافة إلى تكوين فرق عمل في قطاعي المعادن والزراعة. ولكن هناك جانب رئيسي آخر للاندفاع إلى شراء المصافي هو ببساطة توافرها.

فتلك المصافي معروضة للبيع في مختلف أنحاء العالم، وبأسعار منخفضة، وعلى الرغم من هوامش الربحية الجيدة، فإن شركات مثل “بي بي” و”توتال إنيرجيز” و”شل” و”إكسون موبيل” تتخلص من هذه الأصول التي لم تعد تعتبرها جزءاً أساسياً من نشاطها الرئيسي.

وتتعرض شركات النفط الكبرى أيضاً لضغوط من مؤسسات الاستثمار لخفض الانبعاثات، وأحد الخيارات أمامها هو إنفاق الأموال على ترقية المصافي لتصبح أكثر كفاءة أو تنتج وقوداً أكثر مراعاة للبيئة.، والخيار الآخر هو التخلص منها تماماً.

ربما يعجبك أيضا