استحواذ «مايكروسوفت» على «أكتيفيجن» يواجه تحدي التفكيك

أحمد السيد

وافق مساهمو أكتيفيجن بليزارد على بيع الشركة لصالح مايكروسوفت، لكن إتمام الصفقة ما زال محل شك.


ما زالت أكبر صفقة استحواذ في التاريخ تواجه تحديات، في ظل مواجهة تشديدات من جهات تنظيمية في بريطانيا وأمريكا.

ورغم إعلان عملاق التكنولوجيا الأمريكي، مايكروسوفت، الاستحواذ على شركة ألعاب الفيديو أكتيفيجن بليزارد، مطلع العام الماضي، مقابل 68.7 مليار دولار، تشير مجريات الأمور إلى استمرار حالة عدم الحسم، حتى الآن.

قيمة الصفقة 69 مليار دولار

أعلنت شركة مايكروسوفت عبر موقعها الإلكتروني، في 8 يناير 2022، نيتها الاستحواذ على إحدى أكبر شركات تصنيع ألعاب الفيديو أكتيفيجن بليزارد، والحصول على امتيازات مبدعة مثل Call of Duty وCandy Crush وWarcraft.

وحسب بيان للشركة، سيكون لمايكروسوفت 30 استوديو داخليًّا لتطوير الألعاب، موضحة أنها ستسحوذ على أكتيفيجن بليزارد مقابل 95 دولارا للسهم الواحد، في صفقة قيمتها 68.7 مليار دولار، وتوقعت إغلاق عملية الاستحواذ في يونيو من العام 2023.

تدقيق شديد

بعد إعلان الصفقة بأيام، توقع تقرير لصحيفة إندبندنت، أن تواجه أكبر صفقة استحواذ في تاريخ عملاق التكنولوجيا مايكروسوفت تدقيقًا شديدًا من هيئات مكافحة الاحتكار وسلطات تنظيم الأعمال في الولايات المتحدة.

وذكر التقرير أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عينت قيادات جديدة في هيئة مكافحة الاحتكار، مثل رئيسة هيئة التجارة الفيدرالية، لينا خان، وجوناثان كانتر من وزارة العدل، وأعادت النظر في قواعد تمحيص الصفقات، وتشديد تطبيق اللوائح والقوانين، التي تضمن حرية السوق، خصيصًا لصفقة مايكروسوفت.

موافقة مساهمي «أكتيفيجن»

حسب بلومبرج، في 30 إبريل 2022، وافق مساهمو أكتيفيجن بليزارد على بيع الشركة إلى مايكروسوفت، لكن أداء الأسهم في وول ستريت يعكس أن مراهنة المستثمرين، على أنَّ لجنة مكافحة الاحتكار بإدارة بايدن قد تفكك واحدة من أكبر عمليات الاندماج في تاريخ الولايات المتحدة.

وتُغذّي التصريحات القاسية للجنة مكافحة الاحتكار في إدارة بايدن مخاوف المستثمرين من احتمالية حظر الصفقة أو تأخيرها، حتى إن جرت الموافقة عليها.

ثالث أكبر شركة ألعاب في العالم

ذكر تقرير من بلومبرج أن الصفقة ستحتاج كذلك إلى موافقة الحكومات الأخرى، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والصين.

ويجعل الاستحواذ على أكتيفيجن، الذي يتعيّن إغلاقه قبل يونيو 2023، من مايكروسوفت ثالث أكبر شركة ألعاب في العالم، وسيعطيها ملكية اثنتين من أشهر العلامات التجارية للألعاب في العالم، كول أوف ديوتي، ووورلد أوف ووركرافت.

لجنة التجارة الفيدرالية تريد إيقاف الاستحواذ

ووفق ما نشرته بلومبرج، في 10 ديسمبر 2022، تسعى لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية إلى منع الصفقة، قائلة إن الربط بين صانعة أجهزة إكس بوكس وناشر ألعاب الفيديو المشهور يضر المنافسة.

وقالت الهيئة التظيمية إن ملكية مايكروسوفت أكتيفيجن قد تحد من المنافسة في سوق الألعاب، التي يُقدَّر حجمها بأكثر من 200 مليار دولار، من خلال تقييد قدرة المنافسين على الاستفادة من أكبر ألعاب الشركة.

بريطانيا تؤيد إضرار الصفقة بالمنافسة

ذكرت السلطات التنظيمية في المملكة المتحدة، في 8 فبراير 2023، أن صفقة استحواذ مايكروسوفت على شركة أكتيفيجن قد تؤدي إلى زيادة الأسعار، وتقليص الخيارات المتاحة، أو ابتكار أقل بالنسبة للاعبين البريطانيين.

وقالت لجنة المنافسة والأسواق البريطانية إن الصفقة تضعف التنافس المهم بين منصتي الألعاب إكس بوكس وبلاي ستيشن، وتخنق المنافسة في السوق الناشئة للحوسبة السحابية للألعاب، وطلبت اللجنة من مايكروسوفت الرد بكيفية معالجة مخاوفها.

ربما يعجبك أيضا