استخدام الاحتياطي النفطي.. هل هو الحل الأمثل لوقف ارتفاع الأسعار؟

شيماء عزيز

لا يمكن للاحتياطي النفطي وحده أن يسيطر على ارتفاع أسعار إمدادات النفط لأن هذا الأمر يتأثر بعدة عوامل أخرى.


يتجه خاما قياس النفط لتسجيل مكاسب خلال شهر يوليو الجاري، بمقدار 13%، وسط تعافي الطلب العالمي.

وتعاني دول عدة بسبب الأزمات الاقتصادية العالمية المتلاحقة، ما أثر في السيولة المالية لديها. فهل يعد استخدام الاحتياطي النفطي حلًّا لتفادي ارتفاعات أسعار البترول المستقبلية؟

حقل نفط

حقل نفط

ماذا نقصد بالاحتياطي النفطي؟

قال الخبير البترولي، المهندس مصطفى الشربيني، في تصريحات خاصة إلى شبكة رؤية الإخبارية، إن الاحتياطي النفطي هو المخزون الإجمالي للنفط الذي يمكن استخراجه من تحت الأرض أو من البحار في دولة معينة أو في العالم بأسره.

اقرأ أيضًا| تراجع أسعار النفط متجاوزة تمديد خفض إنتاج أوبك+

وأوضح أن قياس الاحتياطي النفطي يكون بالبراميل، وهو يشير إلى كمية النفط التي يمكن استخراجها باستخدام التكنولوجيا الحالية والمعروفة، ويقدّر الاحتياطي النفطي عن طريق دراسة الصخور والتربة في المناطق التي يشتبه بوجود النفط فيها.

ومن ثم يجري تقدير الكمية المتوقعة من النفط الموجودة في تلك المناطق، بناءً على البيانات التي توافرت من الاستكشافات والحفريات السابقة.

اقرأ أيضًا| أسعار النفط عند أعلى مستوياتها في 9 أسابيع

أهمية الاحتياطي النفطي

شدد الشربيني على أهمية الاحتياطي النفطي للاقتصاد العالمي، موضحًا أن الكثير من الصناعات يعتمد على النفط كمصدر للطاقة والوقود، وأن الدول التي تمتلك احتياطيات نفطية كبيرة يمكنها تصدير النفط وتحقيق أرباح كبيرة من ذلك، ما يؤثر في الاقتصاد والسياسة بالمنطقة والعالم.

وأشار إلى أن الاحتياطي النفطي يُستخدم في أوقات معينة، ولا يمكن الاقتراب منه ولا التصريح باستخدامه إلا بأمر من رئيس الجمهورية أو حاكم البلاد.

UE6DSPGYMRI45DC2MCVRLWKES4

مصافي النفط

متى يُستخدم الاحتياطي النفطي؟

قال الخبير البترولي، المهندس أحمد حماد، لشبكة رؤية الإخبارية، إنه الاحتياطي النفطي يُستخدم في العادة عندما يحدث اضطراب في إمدادات النفط العادية، أو عند حدوث أزمات في قطاع الطاقة كأعطال المصافي أو شبكات نقل النفط، أو عند حدوث نقص في الإمدادات بسبب النزاعات أو الكوارث الطبيعية.

ولفت حماد إلى أن الدول عادة ما تستخدم الاحتياطي النفطي للحفاظ على الاستقرار في أسعار النفط، وضمان الإمدادات الكافية للشركات والمستهلكين، وفي بعض الحالات يمكن استخدام الاحتياطي النفطي كجزء من استراتيجية أمن الطاقة للحد من التبعية عن النفط المستورد.

وأشار إلى تخزين الاحتياطي النفطي عادة في مستودعات ومصافي النفط المخصصة لهذه الغاية، والتي تديرها الحكومات أو الهيئات الرسمية المسؤولة عن الطاقة في الدول.

النفط- صورة أرشيفية

حفارات النفط – صورة أرشيفية

هل استخدام الاحتياطي النفطي يحد من ارتفاع الأسعار؟

يرى الخبير الاقتصادي، الدكتور هاني كمال، أنه لا يمكن للاحتياطي النفطي وحده أن يسيطر على ارتفاع أسعار إمدادات النفط، لأن هذا الأمر يتأثر بعدة عوامل أخرى، مثل العرض والطلب على النفط والاضطرابات الجيوسياسية والتطورات الاقتصادية في الدول المستهلكة.

واستدرك كمال: “مع ذلك، يمكن أن يساعد استخدام الاحتياطي النفطي في الحد من تذبذب أسعار النفط، وتقليل التأثير السلبي للأزمات الطارئة والتقلبات في إمدادات النفط، ويمكن أن يكون لاستخدام الاحتياطي النفطي دور حاسم في توفير الاستقرار في أسواق النفط وضمان توفر الإمدادات الكافية للشركات والمستهلكين”.

وأكمل: “من المهم أن تتبنى الحكومات والشركات سياسات واستراتيجيات فعالة لإدارة الاحتياطي النفطي وضمان توافره في حالات الطوارئ، للحد من تأثير اضطرابات إمدادات النفط في الأسواق والاقتصادات العالمية”.

النفط

النفط

دور الاحتياطي النفطي في الأزمات

أشار كمال إلى أن الاحتياطي النفطي يمكن أن يلعب دورًا في العديد من الأزمات الطارئة، ومن أهمها:

1- الأزمات الجيوسياسية: مثل الحروب والنزاعات السياسية والعقوبات الاقتصادية التي تؤدي إلى تقليص الإمدادات العالمية للنفط.

2- الأزمات الطبيعية: مثل الإعصارات والزلازل والفيضانات التي تؤدي إلى تعطل الإنتاج والتصدير والتخزين.

3- الأزمات التقنية: مثل الأعطال في المصافي والتسربات النفطية التي تؤثر في الإنتاج والتخزين.

4- الأزمات الاقتصادية: مثل الأزمات المالية والركود الاقتصادي الذي يؤدي إلى تقليص الإنفاق على الطاقة وتقليل الإنتاج.

5- الأزمات السياسية: مثل الأزمات السياسية الداخلية والمظاهرات والإضرابات التي تؤدي إلى تعطل الإنتاج والتصدير والتخزين.

وعلى الحكومات والشركات الاهتمام بإدارة الاحتياطي النفطي بنحو جيد وتجديده بانتظام، والتعاون مع الدول الأخرى لتحسين الإنتاجية وتوفير الاستقرار في أسواق النفط، وضمان توفر الإمدادات الكافية للشركات والمستهلكين في حالات الطوارئ.

أسعار النفط اليوم السبت

ارتفعت أسعار النفط عند تسوية الأسبوع المنقضي، مسجلة مكاسب للأسبوع الخامس على التوالي وسط تفاؤل بين المستثمرين باستمرار ارتفاع الأسعار بفضل تعافي الطلب وتخفيضات الإمدادات.

وارتفع خاما القياس 5% هذا الأسبوع مدعومين بتخفيضات الإمدادات التي أعلنها تحالف أوبك+ في وقت سابق من الشهر الجاري، وفق ما نقلته وكالة أنباء رويترز، اليوم السبت 29 يوليو 2023.

وارتفع مزيج برنت 75 سنتًا إلى 84.99 دولار للبرميل عند الإغلاق، أمس الجمعة، وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 49 سنتًا إلى 80.58 دولار للبرميل.

ربما يعجبك أيضا