استراتيجية أيزنهاور.. دبلوماسية سرية وردع لتجنب حرب واسعة

إسراء عبدالمطلب
حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس أيزنهاور

استغل سوليفان ومسؤولون آخرون في البيت الأبيض عودة أيزنهاور لتسليط الضوء على استراتيجيتهم التي تجمع بين الدبلوماسية السرية والردع واستخدام القوة العسكرية.


أثناء إبحار حاملة الطائرات دوايت دي أيزنهاور باتجاه ميناء نورفولك، هبطت طائرة شحن صغيرة على سطحها وسط الرياح العاصفة والأمطار.

ونزل من الطائرة مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، وكبار المسؤولين في البحرية، وتوجهوا إلى سطح حظيرة الطائرات حيث كان ينتظرهم آلاف البحارة المتحمسين للعودة إلى ديارهم.

شاهد: القوة الضاربة الأمريكية "أيزنهاور" تنضم إلى تدريبات في البحر المتوسط | Euronews

عودة دوايت دي أيزنهاور

حسب صحيفة “نيويورك تايمز”، استقبل البحارة المسؤولين بنداء “كل الأيدي” بحماسة، وأثناء الهتافات، تحدث رئيس العمليات البحرية عن إنجازات المجموعة الضاربة، مشيرًا إلى الشعور بالارتياح لانتهاء المهمة الطويلة.

وأبحرت أيزنهاور من نورفولك بعد أسبوع من أحداث 7 أكتوبر بإسرائيل، وتم تمديد فترة انتشارها 3 مرات بعد مهمة بحرية مكثفة، عاد الطاقم أخيرًا إلى الوطن.

وفي خطابه للبحارة، تحدث سوليفان عن مآثر حاملة الطائرات ومجموعتها الضاربة، مثل إسقاط الطائرات بدون طيار الإيرانية الصنع وإنقاذ البحارة من الهجمات الحوثية. وقال سوليفان: “يا رجل، ما القصص التي أود أن أرويها: لقد لعبتم الدفاع والهجوم. وعندما يأتي شخص ما إلينا، نرد عليه بقوة أكبر”.

استراتيجية الدبلوماسية السرية والردع

استغل سوليفان ومسؤولون آخرون في البيت الأبيض عودة أيزنهاور لتسليط الضوء على استراتيجيتهم التي تجمع بين الدبلوماسية السرية والردع واستخدام القوة العسكرية. أشاروا إلى أن هذه الاستراتيجية نجحت في منع اندلاع حرب أوسع نطاقاً حتى الآن.

وتوقفت الهجمات الشيعية منذ فبراير، وتم اعتراض الصواريخ الإيرانية بعدما هاجمت إسرائيل موقعًا دبلوماسيًا إيرانيًا في سوريا، وأشارت وكالات الاستخبارات الأمريكية إلى أن إيران لم تعد تحث حماس على مواصلة القتال.

ورغم ذلك، لا تزال الحملة الإسرائيلية في غزة مستمرة، مما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، ولا يزال العشرات من الرهائن الإسرائيليين في غزة، وأكد مسؤولون أن هناك فرصة لوقف إطلاق النار بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن.

الوضع في غزة

قال سوليفان: “لن أستخدم كلمة متفائل، ولكننا نرى مسارًا. هناك فرصة أفضل للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة مقارنة بما كانت عليه منذ فترة طويلة. ولكن هذا ليس أمرًا مؤكدًا بأي حال من الأحوال. السياسة معقدة في إسرائيل، والنفسية معقدة في غزة”.

وفي جميع أنحاء حاملة الطائرات، كانت علامات القتال العنيف واضحة. حملت الطائرات F/A-18 Super Hornets صورًا لطائرات الحوثي بدون طيار التي أسقطتها. وأشار البحارة إلى أن هناك اتصالات مستمرة مع الخبراء في الولايات المتحدة، مما ساعدهم على تحسين تقنياتهم.

الجمع بين القوة العسكرية والدبلوماسية

قال وزير البحرية، كارلوس ديل تورو، إن القتال مع الحوثيين أظهر أن السفن لا تزال قادرة على القتال بفعالية على مسافات قريبة. وأكد أن هذا درس قيم. ولعب سوليفان دوراً مهماً كمستشار للأمن القومي، حيث قدم تفاصيل السياسة الخارجية بشكل مستمر. وأوضح أن الرئيس بايدن يتبنى نهجًا عمليًا في التفاوض على الدبلوماسية في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أهمية الجمع بين القوة العسكرية والدبلوماسية لتحقيق الاستقرار.

وأثنى مسؤولون آخرون على سوليفان لصياغة استراتيجية تدمج بين القوة العسكرية والدبلوماسية، وأشاروا إلى نجاحه في تنسيق الرد الأمريكي عندما اقتربت إسرائيل وإيران من حرب مفتوحة هذا الربيع. وشدد سوليفان على أن النجاح الذي تحقق حتى الآن قد ينهار في أي لحظة، مشيراً إلى أهمية الاستمرار في متابعة الأحداث بدقة ومرونة.

ربما يعجبك أيضا