«استراتيجية الضاحية».. نتنياهو ورحلة البحث عن النصر المُستحيل

التدمير المُمنهج.. هل يبحث نتنياهو عن «نصر مستحيل» في غزة؟

محمد النحاس
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

"استراتيجة الضاحية"، ترمي لـهدفين رئيسيين، أولهما قصير المدى، وهو تقويض قدرة حركة المقاومة أو التمرد على القتال، وثانيًّا، أن الحرب المروعة والخراب الهائل سيمثل عملية ردع للجماعات والمجموعات الأخرى، أي أن تصبح المجموعة المُستهدفة "عبرة لمن يعتبر" من الحركات المماثلة.


رغم الغضب الدولي المُتزايد، تواصل إسرائيل هجومها العنيف على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، الذي مزقته الحرب.

ومؤخرًا قتلت إسرائيل وأصابت عشرات الفلسطينيين، فيما عرف إعلاميًّا بـ”محرقة الخيام”، وتأتي هذه المجزرة في أعقاب طلب المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف جالانت، وفق مقال لصحيفة “الجارديان” البريطانية.

مواصلة الهجوم

بعد طلب المحكمة الجنائية الدوليّة، أمرت العدل الدولية، بشكل مستقل، من إسرائيل وقف هجومها على رفح، وبدا أن الظروف تتضافر لوقف مهاجمة المدينة الجنوبية، التي لجأ إليها على مدار أشهر الحرب أكثر من مليون نازح فلسطيني من جميع أرجاء القطاع.

لكن تلا هذه التطورات، استهداف مخيم في رفح والذي أدى لسقوط العشرات بين قتيل وجريح واندلاع النيران في خيام النازحين، وصف نتنياهو الغارة الجوية بأنها حادثة مأساوية، وفق المقال المنشور في 28 مايو 2024.

يبدو وصف نتنياهو الحادثة بأنها مأساوية، عديم الجدوى، فعلى مدار ما يقرب من 8 أشهر، قُتل خلال الهجمات الإسرائيلية نحو 35 ألف فلسطيني، فيما أصيب 80 ألفًا، بالإضافة إلى ما يصل إلى 10 آلاف شخص في تعداد المفقودين، ومن المرجح بطبيعة الحال أنهم لقوا حتفهم.

تدمير مُمنهج

ينتقد المقال التدمير “المتعمد والمُمنهج” للبنية التحتية المدنية في قطاع غزة، ويصف هذه العملية بأنها باتت أمرًا شائعًا في حروب المدن الحديثة بشكل عام.

غير أنّ الطريقة الإسرائيلية تتسم بالتدمير المطلق والتام لكل معالم الحياة المدنيّة، سواءًا، المدراس والمستشفيات، والجامعات ودور العبادة.

استراتيجية الضاحية

حسب المقال، يشكل هذا الاستخدام “للقوة غير المتناسبة” امتدادًا لـ”استراتيجية الضاحية”، الذي يُعتقد أنه نشأ في أحد أحياء بيروت أثناء حرب عام 2006 في لبنان ضد حزب الله.

وتنبع هذه الاستراتيجية، من إدراك الجيش الإسرائيلي، بأنه يكاد يكون من المستحيل هزيمة التمرد في المناطق الحضرية، خاصةً إذا ما كانت تلك المجموعات على استعداد للموت في سبيل قضيتهم.

ما الهدف؟

“استراتيجة الضاحية”، ترمي لهدفين رئيسيين، أولهما قصيري المدى، وهو تقويض قدرة حركة المقاومة أو التمرد على القتال، وثانيًّا أن الحرب المروعة والخراب الهائل سيمثل عملية ردع للجماعات والمجموعات الأخرى، أي أن تصبح المجموعة المُستهدفة “عبرة لمن يعتبر” من الحركات المماثلة.

لذلك يرغب نتنياهو في مواصلة حربه على غزة، لكن ما قد يقوض ذلك، هو الواقع العسكري في ميدان القتال، ومستجدات الساحة الدولية، وعسكريًّا، بات من الجلي أن هزيمة فصائل المقاومة الفلسطينية غير ممكنة، وأن الجيش الإسرائيلي يغرق في مستنقع غزة، وفي أتون حرب بلا نهاية.

وعلى الساحة الدولية، تتزايد عزلة إسرائيل أكثر فأكثر، ما يضع أعباءًا إضافية على حلفائها في الغرب، خاصةً مع قرارات محكمتي العدل والجنائية الدولية.

بارقة أمل

هناك بارقة أمل أخرى، وهي أن المزاج العام في إسرائيل، يشرع في التغيّر، ورغم أنّ المجتمع العبري لا زال يعيش حالة استقطاب حادة ورغبة في الانتقام، إلا أنه بدأ يدرك أن الفوز في هذه الحرب ليس بالأمر الممكن.

حسب “الجارديان”، اعتقد 70% من الإسرائيليين أنّ الحرب يجب أن تنتهي بالقضاء على حماس، والآن انخفضت هذه النسبة إلى 60%، فضلًا عن التململ من حكومة نتنياهو واتضاح عدم جدوى سياستها.

ربما يعجبك أيضا