استراتيجية شاملة.. هل يدخل مستشار المرشد الإيراني سباق الرئاسة؟

يشغل الأمين العام السابق لمجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، حاليًا منصب المستشار السياسي للمرشد الأعلى، علي خامنئي، بجانب عضويته في مجمع تشخيص مصلحة النظام.

وقد بدأ اسم شمخاني يطفو للسطح منذ رحيل الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، وما تردد عن توليه إدارة المحادثات النووية مع الغرب بعد رحيل وزير الخارجية، حسين عبداللهيان.

تغريدة شمخاني على منصة إكس

استراتيجية للداخل

نشر علي شمخاني على منصة إكس، الجمعة 31 مايو 2024، أراد التعبير فيها عن مسؤولية الرئيس والحكومة التنفيذية القادمة، فقد انتقد أن معظم المرشحين للرئاسة يقدمون دعاية انتخابية لحل المشاكل الداخلية لإيران وعلى رأسها المسألة الاقتصادية دون امتلاكهم أدوات فعالة لحل تلك المشاكل.

فكتب شمخاني: “إن الإجراءات غير الفعالة التي اتخذتها جميع الحكومات لحل المشاكل المهمة للغاية المتمثلة في حل القضايا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، على الرغم من إعلانهم عن برامج مختلفة، لكنها جميعًا متشابهة بنسبة 80٪، لذلك يجب أن يركز برنامج المرشحين للرئاسة على كيفية حل هذه المشكلة القديمة.

تقدم مستدام ومتوازن

كذلك نشر شمخاني تغريدة سابقة على منصة إكس، قال فيها: “إن بناء تقدم مستدام ومتوازن في البلاد يجب أن يرتكز على العدالة الاجتماعية وحماية الحريات المشروعة والقانونية”، مضيفًا: “البنية التحتية لتحقيق هذه الأهمية هي وجود برنامج قابل للتحقيق وغير شعاري من أجل الحفاظ على الاستقلال السياسي وتعزيزه وتطوير الأمن السياسي والاقتصادي والاجتماعي على أساس سجل يمكن الدفاع عنه”.

ويبدو أن شمخاني بوصفه قد عمل في مجلس الأمن القومي، يقدم شخصه بأنه رجل على دراية بالمشكلات الداخلية وكيفية معالجتها، خاصة أن القضية الاقتصادية والاجتماعية تهدد سلامة الدولة الإيرانية في الداخل.

تغريدة شمخاني على منصة إكس

الحفاظ على الجيوسياسية

أيضًا، قدم شمخاني شخصه بوصفه الرجل المدرك لأهمية مكانة إيران الجيوسياسية، فكتب على منصة إكس، الأربعاء 29 مايو، بعد لغات الروسية والصينية والعبرية والعربية والإنجليزية، فيما يبدو أنها رسالة للقوى المتفاعلة مع الجيوسياسية الإيرانية، إسرائيل وروسيا ودول الخليج والصين والقوى الغربية.

وحدد شمخاني أن مسؤولية الرئيس الإيراني القادم هي المحافظة على الجيوسياسية التي شكلتها إيران في منطقة غرب أسيا، وهي منطقة الخليج وبحر العرب والمحيط الهندي التي تمثل أهمية إستراتيجية للقوى الدولية.

وكتب شمخاني: “لم تكن خلال الخمسمائة عام الماضية وحتى الآن، قدرات إيران الجيوسياسية على لعب دور في غرب آسيا بهذا القدر من الاستعداد في الأبعاد السياسية والاقتصادية والأمنية. والأولوية الأكثر أهمية للرئيس المستقبلي هي ترسيخ وتعزيز هذا المسار”.

تغريدة شمخاني على منصة إكس

حرب الممرات

أشار شمخاني كذلك إلى حرب الممرات الاقتصادية التي تمثل أولوية للتنمية الاقتصادية وبناء محاور تنموية واقتصادية جديدة، حيث تراهن إيران على ممر شمال-جنوب لربط تجارتها عبر الخليج والمحيط الهندي وصولاً إلى جنوب القوقاز وروسيا. وكذلك تراهن على ممر شرق غرب الذي يدعم مكانة إيران الجيوسياسية في الربط بين منطقة أسيا الوسطى وباكستان والصين مع أوروبا عبر تركيا وممر القوقاز.

ولذلك كتب شمخاني على منصة إكس، اليوم الأحد 2 يونيو، “إن نتيجة الانتخابات الرئاسية في إيران، بجانب استمرار ما تم تنفيذه فيما يتعلق بإنشاء الممرات داخل البلاد والاستفادة منها، والتي تعد مصدرا استراتيجيا وغير قابل للحظر والعقوبات، في إنتاج الثروة الوطنية من خلال عبور البضائع، بمثابة رسالة مهمة للأطراف الفاعلة الرئيسية في حرب الممرات العالمية”.

وهنا يقصد شمخاني أن تنمية الممرات الداخلية مهم في دعم استراتيجية إيران للتنمية وتخطي العقوبات الغربية ودفع دول مثل روسيا والصين وتركيا ودول الخليج والقوى الغربية للتعامل عبر الأراضي الإيرانية.

مستشار المرشد الأعلى للشئون السياسية، وعضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، علي شمخاني

احتمال الترشح للرئاسة

تأتي رسائل الأمين العام السابق للأمن القومي الإيراني، بينما يجري في إيران سباق على الترشح للانتخابات الرئاسية بعد رحيل الرئيس المحافظ، إبراهيم رئيسي.

وكشفت صحيفة فرهیختكان المقربة من معسكر المحافظين، أن علي شمخاني يعتزم الترشح للرئاسة خلال الأيام المقبلة، فيما يبدو أن رسائل شمخاني هي تأكيد على ضرورة ما بدأته حكومة رئيسي في دعم جيوستراتيجية إيران في المنطقة.