استراتيجية فاشلة.. أمريكا عاجزة أمام هجمات الحوثيين

أسباب فشل الولايات المتحدة في تهدئة الوضع بالبحر الأحمر

إسراء عبدالمطلب
فشل الولايات المتحدة في تخفيف الوضع في البحر الأحمر

تواصل الجماعة الحوثية تصعيد عملياتها العدائية في البحر الأحمر، مما يثير تساؤلات بشأن فعالية الدور الذي تلعبه حاملات الطائرات الأمريكية في المنطقة، والتي تمثل ثلث قوتها تقريبًا.

ومع دخول حصار الحوثيين لمضيق باب المندب شهره التاسع، أرسلت البحرية الأمريكية مؤخرًا رابع مجموعة حاملة طائرات لتعزيز حماية الشحن الدولي في المنطقة، ويبدو أن الرد الأمريكي، الذي يتضمن إصدار أوامر للبحرية باعتراض الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار بشكل مباشر، يركز على التعامل مع الأعراض بدلًا من معالجة الأسباب الجذرية للأزمة.

فشل الولايات المتحدة في تخفيف الوضع في البحر الأحمر

فشل الولايات المتحدة في تخفيف الوضع في البحر الأحمر

مدى فعالية الدور الأمريكي

حسب صحيفة “ذا ناشيونال إنترست”، تجنبت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، توجيه أصابع الاتهام إلى إيران، مما أتاح لطهران الاستمرار في تمويل وتسليح الحوثيين، واختارت الإدارة بدلًا من ذلك التركيز على الدفاع المباشر عن الشحن المدني، مما أدى إلى إنفاق مليار دولار على الذخائر النادرة للتصدي لصواريخ الحوثيين وطائراتهم، بدلًا من معالجة جذور المشكلة.

ورفعت واشنطن أهمية مضيق باب المندب إلى مستوى مماثل للمناطق الاستراتيجية الأخرى مثل أوروبا الأطلسية والشرق الأوسط والمحيط الهادئ الهندي، حيث تسعى وزارة الدفاع الأمريكية للحفاظ على وجود مستمر لحاملات الطائرات في هذه المناطق.

وفي الواقع، أنشأ البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية “محطة عدن” جديدة، مما يضع عبئًا إضافيًا على أسطول البحرية الأمريكية الصغير، ويتساءل البعض عما إذا كان تهديد الحوثيين لـ14% من التجارة البحرية العالمية يستدعي تخصيص ثلث قوة حاملات الطائرات الأمريكية بشكل شبه دائم في المنطقة.

معالجة الأعراض أم جذور الأزمة؟

تستمر الأوامر الأمريكية للبحرية بالتصدي للطائرات بدون طيار والصواريخ وتفعيل الغارات الجوية العرضية ردًا على الهجمات الناجحة على السفن التجارية، مما قد يساهم في إبقاء التوترات قائمة ويزيد من التصعيد المحتمل، وتساءلت الصحيفة الأمريكية عما إذا كانت الجهود والموارد التي تستثمرها الإدارة الأمريكية في البحر الأحمر تتناسب مع نتائجها، وخلصت إلى أنها لا تتناسب بشكل كبير.

ورغم الجهود المبذولة من الولايات المتحدة لمكافحة التهديد الحوثي، يظل مضيق باب المندب خطيرًا إلى درجة أن العديد من شركات الشحن تتجنب المرور عبره، مما أدى إلى انخفاض حركة المرور بنسبة تقارب 50% على أساس سنوي، وتحويل السفن إلى مسار رأس الرجاء الصالح، و تأثرت عائدات قناة السويس بشكل كبير نتيجة لذلك، حيث سجلت انخفاضًا قدره 2 مليار دولار.

الرد غير المتناسب

إذا كانت حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر مصلحة حيوية للولايات المتحدة، فقد أثبتت استراتيجية بايدن أنها غير كافية لمواجهة هذا التحدي، وتفترض الصحيفة أن النهج الأكثر ملاءمة هو تصعيد الإجراءات ضد الحوثيين بما يتجاوز قدرتهم على الرد بالمثل، أو اتخاذ خطوات حاسمة لقطع مصادر التمويل التي تقدمها إيران.

ورغم أن هذه الخيارات تمثل تصعيدًا كبيرًا في المدى القريب، فإنها على المدى الطويل قد تخفف من عبء البحرية الأمريكية وتوقف الاستنزاف البطيء للذخائر الحيوية، ولفتت الصحيفة إلى أن نهج إدارة بايدن يتماشى مع عقلية ما بعد الحرب الباردة، التي تفضل ضبط النفس بدلًا من التحرك الحاسم لتأمين المصالح.

ومع ذلك، فإن استمرار تصاعد التهديد الحوثي وتدني فعالية الرد الأمريكي يبرز الحاجة إلى إعادة النظر في الاستراتيجية، يجب على الإدارة المقبلة التفكير في “الرد غير المتناسب” كبديل لتحقيق نتائج أكثر فعالية وتأمين مصالح أمريكا في المنطقة بشكل أفضل.

ربما يعجبك أيضا