استراتيجية جديدة.. هل تتخلى فرنسا عن الانسحاب من إفريقيا؟

هالة عبدالرحمن

ماكرون: "طلبت من الوزراء ورئيس أركان القوات المسلحة إعادة التفكير في جميع ترتيباتنا بشأن القارة الإفريقية بحلول الخريف".


أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خطته لإعادة التفكير في الاستراتيجية العسكرية الفرنسية في إفريقيا، وسط انسحابات الجيش الفرنسي من مالي.

ونقلت وكالة “رويترز” عن ماكرون، الأربعاء 13 يونيو 2022، تصريحه بأنه “ينبغي إعادة التفكير في جميع مواقفنا العسكرية في القارة الإفريقية”، وطلب من وزرائه وقادة الجيش العمل على ذلك.

مواجهة المتطرفين في الساحل الإفريقي

توجه مسؤولون فرنسيون إلى النيجر، في 15 يوليو 2022، لإعادة تحديد استراتيجية البلاد لمحاربة المتطرفين في منطقة الساحل مع استكمال انسحابات آلاف القوات من مالي، وتزايد المخاوف بشأن تهديدات المتطرفين لدول غرب إفريقيا الساحلية.

وزار وزيرا الخارجية والدفاع الفرنسيان النيجر، الجمعة الماضية، والتي تعد الشريك الرئيسي لباريس في منطقة الساحل، في وقت تسعى فيه فرنسا لإعادة نشر نفوذها العسكري والدبلوماسي في إفريقيا، وفقًا لـ”رويترز”.

شراكة عسكرية مع النيجر

سينسحب الجيش الفرنسي بالكامل من مالي في نهاية صيف 2022، بعد 9 سنوات من النضال ضد المتطرفين، ومع ذلك تواصل فرنسا تعاونها مع جارتها النيجر، حيث ستحتفظ بأكثر من 1000 جندي وقدرات جوية لتقديم الدعم العسكري والاستخباراتي لجيوش النيجر في إطار “شراكة عسكرية”.

ونقلت “أفريكان نيوز” عن وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، في 16 يوليو 2022، في أثناء زيارتها للنيجر، أن “تراجع الديمقراطية في غرب إفريقيا مقلق للغاية، ومع الانقلابات المتتالية التي شهدتها مالي مرتين، وانقلاب غينيا في سبتمبر 2021، وانقلاب بوركينا فاسو في يناير 2022، فإن فرنسا ستواصل هذا الانسحاب من مالي لمساعدة جيوش غرب إفريقيا في محاربة الجماعات الإرهابية”.

وزيرا الدفاع والخارجية الفرنسيا في النيجر

إظهار الدعم العسكري والمدني للنيجر

اختتم وزيرا الخارجية والدفاع في جمهورية فرنسا كاثرين كولونا، وسيباستيان لوكورنو زيارة رسمية للنيجر، أمس الجمعة، جاءت في إطار استعداد فرنسا لإعادة نشر قوة “بارخان” في المنطقة بعد اكتمال انسحابها من مالي.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي لـ”أفريكان نيوز” إن الهدف من هذه الزيارة هو إظهار الدعم العسكري والمدني، ووقّعت فرنسا والنيجر خلال الزيارة على اتفاقية قرض بقيمة 50 مليون يورو لتعزيز شبكة الكهرباء النيجيرية، كما تبرعت فرنسا بمبلغ 20 مليون يورو دعمًا للنشاط التنموي في البلاد.

وزار الوزيران الفرنسيان قاعدة نيامي الجوية، التي تزخر بالموارد العسكرية الفرنسية في النيجر، ومن هناك بدأت العمليات المشتركة لنحو 300 جندي فرنسي والقوات المسلحة النيجيرية بالقرب من الحدود مع مالي ضد جهاديين مرتبطين بتنظيم القاعدة أو تنظيم “داعش”.

تطورات فلسفة التدخل العسكري الفرنسي

في منطقة الساحل، تطورت فلسفة التدخل العسكري الفرنسي في السنوات الأخيرة، ولم يعد الجنود الفرنسيون يعملون بمفردهم في الصفوف الأمامية، ولكن دورهم فقط دعم القوات المحلية.

وتأتي زيارة الوزيرين في الوقت الذي يريد فيه ماكرون إعادة التفكير في الاستراتيجية الاستعمارية السابقة في إفريقيا. وقال ماكرون: “طلبت من الوزراء ورئيس أركان القوات المسلحة إعادة التفكير في جميع ترتيباتنا بشأن القارة الإفريقية بحلول الخريف”، مضيفًا: “إنها ضرورة استراتيجية لأنه يجب أن تكون لدينا علاقات أقوى على المدى الطويل مع الجيوش الإفريقية”.

حقيقة الوجود العسكري الفرنسي في إفريقيا

سيكون لفرنسا، بعد انسحابها من مالي، 2300 جندي فرنسي في منطقة الساحل فقط، ومنها النيجر وتشاد وبوركينا فاسو، وتوجد الجيوش الفرنسية أيضًا في السنغال والجابون وساحل العاج وجيبوتي. وكثيرًا ما تشارك البحرية الفرنسية في خليج غينيا الذي يقع على الساحل الجنوبي الغربي لإفريقيا المطل على المحيط الأطلسي.

وتنشأ التحديات الأمنية في إفريقيا من أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يسعى إلى استعادة أمجاد الإمبراطورية الروسية في إفريقيا، وكذلك مخططات الصين التوسعية. واكتسبت روسيا زخمًا بفضل وجود مرتزقتها في منطقة الساحل، وهي رقعة شبه قاحلة تمتد من السنغال إلى السودان وتعاني من المشكلات السياسية المتجذرة والإرهاب والجفاف، حسب ما أفادت “يورو نيوز”.

ربما يعجبك أيضا