استطلاع: تباين كبير في آراء الفلسطينيين بين الضفة وغزة

استطلاع: تباين وجهات النظر بين غزة والضفة

محمد النحاس
علم فلسطين

رغم تباين الآراء، لا زال التأييد لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس حل الدولتين يحظى بدعم كبير


كشف استطلاع حديث عن تباين كبير في وجهات النظر بين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية بشأن العديد من القضايا، بما في ذلك اختيار القيادة الفلسطينية.

وأجرى الاستطلاع مركز العالم العربي للبحوث والتنمية “أوراد”، بقطاع غزة والضفة الغربية، ويأتي ذلك فيما تتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي أثارت العديد من التساؤلات والتكهنات بشأن المستقبل الفلسطيني ومآل الموقف في الأراضي الفلسطينية، كما أوضح الاستطلاع زيادة دعم كلًا من مروان البرغوثي ومحمد دحلان

الدولة الفلسطينية

أُجري هذا الاستطلاع بعد مرور أكثر من 7 أشهر على بدء الحرب، وفي وقت بلغت فيه الوفيات حوالي 35 ألفًا والإصابات 80 ألفًا، مع تهجير أكثر من 75% من سكان قطاع غزة، وتدمير أكثر من 70 ألف وحدة سكنية.

ورغم تباين الآراء، لا زال التأييد لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس حل الدولتين يحظى بدعم كبير، حيث يؤيد 39% من مستطلعي الضفة الغربية هذا الحل مقارنة بـ77% من مستطلعي غزة، وفق ما نقلت وسائل إعلام فلسطينية، السبت 15 يونيو 2024. 

أما عن المفاوضات، فقد أبدى 52% من مستطلعي الضفة الغربية تأييدهم للعودة لمفاوضات جدية من أجل الوصول إلى “الدولة الفلسطينية”، فيما ارتفعت هذه النسبة بشكل كبير في قطاع غزة، الذي دمرته الحرب لتصل إلى 84%.

اليوم التالي للحرب

قضية أخرى، طرحها العدوان الإسرائيلي على القطاع، وهو قضية “اليوم التالي للحرب”، أي مستقبل غزة بعد وقف الحرب. 

وأظهرت نتائج الاستطلاع تأييدًا كبيرًا لتشكيل حكومة فلسطينية لإدارة قطاع غزة بعد الحرب بنسبة 80% (في الضفة وغزة).

وفي الضفة الغربية وحدها وصلت النسبة إلى 86% مقارنة بـ71% في غزة، أما بالنسبة لخيار القيادة الدولية، فقد أيده 21% من مستطلعي غزة، بينما كانت النسبة 9% فقط في الضفة.

إدارة المساعدات

بالنسبة للمساعدات، فضّل غالبية المستطلعين في غزة (80%) أن تتولى هيئات الأمم المتحدة إدارة المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار، مقارنة بـ35% في الضفة الغربية. فيما أيد 21% من مستطلعي الضفة أن تتولى حماس هذه المهمة، مقابل 2% فقط في غزة.

أيد 84% من الفلسطينيين في الضفة وغزة إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية بعد انتهاء الحرب، حيث بلغت نسبة التأييد في غزة 90% مقارنة بـ80% في الضفة.

من يقود الفلسطينيين؟

حصل القيادي مروان البرغوثي، وهو معتقل في السجون الإسرائيلية على أعلى نسبة تصويت محتملة (33%)، ما يجعله المرشح الأكثر شعبية في الضفة الغربية (37%) والثاني في غزة (26%).

الأمر اللافت أن القيادي الفلسطيني البارز، محمد دحلان حاز المركز الثاني، نظرًا لتركيز تأييده في غزة بنسبة 37%، مقابل 1% في الضفة الغربية.

أما، قائد حماس في غزة، يحيى السنوار، فجاء في المركز الثالث بنسبة 9% من الأصوات، حيث كانت شعبيته أكبر في الضفة (14%) منها في غزة (2%). 

وقد حصل رئيس الفلسطينية محمود عباس على 8% من الأصوات بشعبية أكبر في غزة (14%) مقارنة بالضفة (5%)، فيما حاز إسماعيل هنية على 6% من الأصوات بشعبية أكبر في الضفة (9%) منها في غزة (3%).

تقييم حماس

انخفض التقييم الإيجابي لأداء حركة حماس خلال الحرب من 76% في استطلاع أوراد السابق (نوفمبر 2023) إلى 55% في الاستطلاع الحالي. 

بينما اقتصر التقييم الإيجابي للسلطة الوطنية الفلسطينية على 22%. وأظهر المشاركون في الاستطلاع من الضفة نظرة إيجابية تجاه حماس وحلفائها (إيران، حزب الله، والجهاد) بمستوى أعلى بكثير مقارنة بمشاركي غزة، ما يعكس تأثير الحرب على وجهات النظر تجاه المجموعات التي تميل إلى الصدام. 

أولويات الفلسطينيين

وفق الاستطلاع، عبّر ثلث المستطلعين عن عدم علمهم بالتغيير الحكومي الجديد برئاسة الدكتور محمد مصطفى، وتفاوتت التوقعات من الحكومة الجديدة، حيث رأى 50% أنه تطور إيجابي و30% يرونها سلبيًا، كانت التوقعات الإيجابية أعلى في غزة (64%) مقارنة بالضفة (44%).

ويحدد الفلسطينيون أولويات الحكومة الجديدة في تحقيق الوحدة الوطنية، وإعطاء الأولوية للمساعدات الإنسانية والخدمات والتعافي في غزة، والتنمية الاقتصادية والتوظيف، ومجالات أخرى كالتعليم، ومكافحة الفساد، وتعزيز الأمن، ودعم العمال، وتحسين البنية التحتية، والصحة، ومساعدة الفقراء.

ربما يعجبك أيضا