استعدادًا لأسوأ السيناريوهات.. تحركات صينية لحماية الأمن القومي

شروق صبري
شي جين بينغ

طالب الرئيس الصيني قادة الأمن القومي في البلاد الاستعداد لأسوأ السيناريوهات، فهل بكين قادمة على حرب دولية؟


دعا الزعيم الصيني، شي جين بينج، كبار مسؤولي الأمن القومي في البلاد، إلى التفكير في أسوأ السيناريوهات، وتحديث الأنظمة الأمنية.

وقال شي، خلال اجتماع للجنة الأمن القومي بالحزب الشيوعي الحاكم، إن تعقيد وصعوبة قضايا الأمن القومي، التي تواجهها البلاد الآن، لذلك يجب تكثيف الجهود لمواجهة أي تهديدات داخلية وخارجية.

بيئة دولية معادية

قالت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية، في تقرير أمس 1 يونيو 2023، إن تعليمات شي الصارمة تعد الأخطر لأقوى زعيم في الصين منذ عقود، خصوصًا أنها تزامنت مع توقيت تواجه فيه بكين مجموعة من التحديات، من اقتصاد متعثر إلى ما تعتبره بيئة دولية معادية.

ولمواجهة ما وصفه بالوضع المعقد والخطير، قال شي، على الصين تسريع تحديث نظامها وقدراتها الأمنية الوطنية، مع التركيز على جعلها أكثر فعالية في القتال الفعلي، ، وأضاف: “يجب أن نستعد لكافة السيناريوهات، وللرياح العاتية، وحتى البحار العاصفة المحفوفة بالمخاطر”.

شي جين بينغ

شي جين بينغ

تحركات مهمة

دعا شي المسؤولين إلى المضي قدمًا في بناء نظام مراقبة لمواجهة مخاطر الأمن القومي، وتحديث نظام الإنذار المبكر للمخاطر الأمنية، وتعزيز الأمن القومي، وتحسين إدارة البيانات وأمن الذكاء الاصطناعي. وطالب ببناء بيئة أمنية خارجية حول الصين، لحماية الانفتاح على العالم الخارجي بنحو أفضل، وتعزيز جهود التنمية والأمن، وضمان إصلاح نهج الأمن القومي.

ونقلت «سي إن إن»، عن الخبراء، أنه منذ وصول شي إلى السلطة، قبل عقد من الزمان، جعل الأمن القومي نموذجًا رئيسيًّا في جميع جوانب الحكم. ورأوا أن شي وسّع مفهوم الأمن القومي ليشمل كل شيء من السياسة والاقتصاد والدفاع والثقافة والبيئة إلى الفضاء الإلكتروني، حتى إنه امتد لأعماق البحار والمناطق القطبية والفضاء، وكذلك أنظمة البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي.

مفهوم شي للأمن القومي

بموجب مفهوم شي عن “الأمن القومي الشامل”، فرضت بكين مجموعة من التشريعات لحماية نفسها من التهديدات المتوقعة، عبر قوانين مكافحة الإرهاب، والتجسس المضاد، والأمن السيبراني، ومراقبة المنظمات غير الحكومية الأجنبية، وتحديث الاستخبارات الوطنية وأمن البيانات.

وفي الآونة الأخيرة، وسعت نطاق قانونها الشامل بالفعل لمكافحة التجسس من تغطية أسرار الدولة والمعلومات الاستخبارية إلى أي وثائق أو بيانات أو مواد أو عناصر تتعلق بالأمن القومي والمصالح الخارجية أو الداخلية.

الأمن أولًا

قال مراقب الصين للنشرة الإخبارية، بيل بيشوب: “كل شيء في الصين هو الأمن القومي، يوجد تركيز مكثف على تنسيق أفضل للأمن والتنمية، مع الاهتمام الجانب الأمني على الجانب الاقتصادي”.

وما يدلل على تصريحات بيشوب، هو أن بكين فرضت في هونج كونج قانونًا شاملاً للأمن القومي للقضاء على المعارضة، بعد احتجاجات ديمقراطية ضخمة عصفت بالمدينة.

قانون مكافحة التجسس

وفي مارس 2023، احتجزت السلطات موظفًا يابانيًّا بشركة Astellas Pharma في بكين للاشتباه في تورطه بالتجسس، وهو الياباني السابع عشر، الذي احتجزته الصين، منذ صدور قانون مكافحة التجسس عام 2014.

وزادت الصين مؤخرا المداهمات على الشركات الأجنبية، مثل شركة الاستشارات الأمريكية Bain & Company وشركة مينتز للعناية الواجبة. وهذه المداهمات أثارت مخاوف الشركات الدولية، في وقت تحاول فيه الحكومة الصينية جذب الاستثمار الأجنبي لإنعاش الاقتصاد عرقلت نموه 3 سنوات من القيود المفروضة على فيروس كورونا.

اقرأ أيضًا| الصين تندد بالاستفزاز الأمريكي فوق البحر الجنوبي
اقرأ أيضًا| الملياردير الأمريكي إيلون ماسك يلتقي وزير الصناعة الصيني

ربما يعجبك أيضا