استعراض قوة أمريكي في الباسيفيك.. لماذا يزامن مؤتمر «الشيوعي» الصيني؟

رنا أسامة

قبل انطلاق مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني في نسخته الـ 20، أجرت أمريكا مناورات عسكرية مع الفلبين وتدريبات مع اليابان، في مواجهة تهديدات بكين المتصاعدة، ما التفاصيل؟


تكثف الولايات المتحدة وجودها بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ (الهندوباسيفيك) لمواجهة تهديدات الصين المتصاعدة.

ويتزامن ذلك مع انطلاق أعمال مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني، اليوم الأحد 16 أكتوبر 2022، الذي ينعقد مرتين في العقد، ومن المنتظر أن يسفر عن تمديد حكم الزعيم، شي جين بينج، لولاية ثالثة تاريخية.

لحظة مفصلية

شي جين بينجسيختار المشاركون في اجتماعات المؤتمر، التي ينعقد معظمها بصفة مغلقة، أعضاء اللجنة المركزية للحزب المكونة من 300 شخص، وهي التي تختار بدورها أعضاء المكتب السياسي الـ25 ولجنته الدائمة البالغ عدد أعضائها 7، وهي أعلى هيئة قيادية في الصين، بحسب صحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست“.

وفي خطاب دام 100 دقيقة، قدم شي، صاحب الـ69 عامًا، موجزًا لإنجازات الصين في السنوات الـ5 الماضية، مشيدًا بسياسات أثارت الجدل، كسياسة “صفر كوفيد”. واعتبر أن المؤتمر ينعقد في “لحظة مفصلية” للصين، ثاني أكبر اقتصاد بالعالم، التي تواجه جملة تحديات، من وباء كورونا إلى توترات مع الغرب إلى الحرب الروسية الأوكرانية.

مناورات الاستعداد القتالي

قبل 3 أيام من انطلاق أعمال المؤتمر الذي يوصف بالحاسم، انطلقت من قاذفات محمولة على شاحنات، في سماء شمال الفلبين، صواريخ ومقاتلات شبحية أمريكية، ضمن مناورات قتالية مشتركة بين واشنطن ومانيلا.

مناورات الاستعداد القتالي، التي دامت لأسبوعين في وادٍ مقفر ببلدة كاباس في شمالي مانيلا، شملت هجمات تدريبات بذخيرة حية وهجمات محاكاة برمائية وتكتيكات دفاع ساحلي، بمشاركة 2500 من مشاة البحرية الأمريكية ونظرائهم الفلبينيين.

تدريبات بين الفلبين وأمريكا

استعراض لقوة النيران الأمريكية

وفق وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، تمثل هذه المناورات القتالية في غرب الباسيفيك أحدث استعراض لقوة النيران الأمريكية، في منطقة الهندوباسيفيك التي تحاول فيها واشنطن ردع ما تعده عدوانًا صينيًّا آخذًا في الازدياد.

والتدريبات المسماة “كامانداج”، وتعني باللغة التاجالوجية “تعاون محاربي البحر”، هي أول تدريبات موسعة بين البلدين الحليفين في عهد رئيس الفلبين المنتخب حديثًا، فرديناند ماركوس جونيور، الذي تولى منصبه يونيو الماضي بفوز ساحق بالانتخابات، ليخلف سلفه، رودريجو دوتيرتي، الذي كان منتقدًا صريحًا للسياسات الأمنية الأمريكية.

 تدريبات أمريكية – يابانية

تزامنت المناورات القتالية التي اختتمت أول أمس الجمعة بين واشنطن ومانيلا، مع تدريبات قتالية بين عناصر من مشاة البحرية الأمريكية وقوات يابانية، بجزيرة هوكايدو في شمالي اليابان، بمشاركة 3 آلاف عسكري من الجانبين.

وتهدف تلك التدريبات إلى تعزيز القدرات الدفاعية لتحالف الولايات المتحدة مع الفلبين واليابان، وضمان الاستجابة السريعة لأي تهديدات في أنحاء الهندوباسيفيك، مثلما قال الجنرال، جاي بارجيرون، من الفرقة البحرية الثالثة التابعة لمشاة البحرية الأمريكية، ومقرها اليابان. قوات مشاة البحرية الأمريكية

فرصة مهمة

في تصريحات إلى “أسوشيتد برس”، وصف الجنرال بـ3 نجوم في مشاة البحرية الأمريكية، كورت ستال، المناورات الأمريكية الفلبينية بأنها فرصة مهمة للجمع بين قدرات البلدين لتعزيز استعدادهما المشترك وكفاءتهما وثقتهما، في مواجهة تهديدات الصين.

وشهدت المناورات عرضًا لمنظومة راجمات الصواريخ سريعة الحركة الأمريكية “هيمارس“، القادرة على إطلاق صواريخ موجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) وإصابة أهداف على مسافات تصل إلى 300 كيلومتر، وكذلك مقاتلات “إف- 35 بي” الأسرع من الصوت، في التدريبات التي جرت يومي 12 و13 أكتوبر 2022.

ليست موجهة ضد أي دولة

بإمكان صواريخ “هيمارس” توجيه ضربات دقيقة ضد أهداف حساسة، مثل نظام اتصالات أو رادار، ويمكنها أيضًا منع استيلاء قوة معادية على “تضاريس ساحلية متنازع عليها”. وأشار ستال إلى أن مقاتلات “إف- 35 بي” يمكنها أن تزيد الوعي في ساحة المعركة، بين قوات متحالفة برًّا وجوًّا، عبر رابط اتصال، وتقديم تفاصيل عن مواقع للعدو.

وبينما جرت المناورات القتالية وسط تحذيرات أمريكية لبكين على وقع تصعيدها ضد تايوان ونزاعاتها في بحر الصين الجنوبي، ردد الجنرال الأمريكي تصريحات لمسؤولين عسكريين فلبيين بأن التدريبات السنوية “ليست موجهة ضد أي دولة”.

مناورات أمرؤيكية فلبينيةتعهد أمريكي

سابقًا، تعهد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بالدفاع عن تايوان إذا حاولت بكين غزو الجزيرة المتمتعة بحكم ذاتي، وتعتبرها الصين جزءًا من أراضيها، ما أثار غضب الصين. وفي يوليو الماضي، دعا وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الصين للامتثال لحكم التحكيم الصادر عام 2016، الذي دحض مطالب بكين الإقليمية ببحر الصين الجنوبي.

وشدد بلينكن على التزام واشنطن بالدفاع عن مانيلا، بموجب معاهدة الدفاع المشترك لعام 1951 بين الولايات المتحدة والفلبين، في حال تعرضت قوات أو سفن أو طائرات فلبينية لهجوم في المياه المتنازع عليها، بحسب “أسوشيتد برس”.

ربما يعجبك أيضا