استمرار الإرهاب ضد السعودية.. إيران وأكذوبة “أولوية دول الجوار”!

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

منذ ولاية عهد الرئيس الإيراني المحافظ، إبراهيم رئيسي، وإيران ترفع شعار الأولوية لدول الجوار؛ لكن يبدو أن هذه السياسة ما زالت مجرد خطاب استعراضي لتبييض وجه إيران. وأيضًا ينم عن الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تعيشها إيران؛ فمن جانب تعاني إيران من أزمة عقوبات اقتصادية شديدة، وتعلن حاجتها للانفتاح على دول الجوار لتخفيف وطأة هذه العقوبات. ومن جانب آخر، تعاني إيران من عزلة سياسية بسبب سياستها التي قادت إلى مزيد من التوترات والاضطرابات في المنطقة.

وفي رسالة تبدو ساخرة، كتب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، في 2/10 الجاري، “إيران الكبرى والمقتدرة لطالما كانت تنشد الخير لجيرانها، ولم تشكل أي تهديد لهم مطلقا”. وهو تصريح يغالط كافة السياسة الخارجية التي تقودها إيران ضد دول المنطقة.

تهديدات الحوثي

في ظل حديث إيران عن نتائج إيجابية من محادثاتها للحوار مع السعودية؛ تستمر اعتداءات جماعة الحوثي الموالية لإيران في اليمن ضد أمن ومصالح السعودية.

فقد أعلنت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، أمس الجمعة، عن سقوط مسيرة مفخخة على مطار الملك عبدالله بجازان، أطلقتها الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران. وكشف التحالف في وقت لاحق عن تدمير مسيرة مفخخة ثانية، حاولت استهداف المدنيين بالمطار.

وأكدت المملكة العربية السعودية، ليلة السبت، أن استهداف ميليشيات الحوثي للبنية التحتية المدنية وتهديد المدنيين الأبرياء جريمة حرب بشعة، ويجب محاسبتهم وفق القانون الدولي الإنساني.

وشدد مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي، في رسالة بعث بها مساء الجمعة، إلى مجلس الأمن الدولي، على أن المملكة العربية السعودية تتخذ كافة الإجراءات اللازمة للحفاظ على أراضيها والحفاظ على سلامة مواطنيها والمقيمين فيها وفقًا لالتزاماتها بموجب القوانين الدولية.

سياسة ضغط

ويبدو أن تزايد تهديدات الحوثي تزامنًا مع المحادثات غير الرسمية بين إيران والسعودية؛ هي بهدف الضغط على الرياض للقبول بتنازلات في ظل استمرار مخاطر التهديدات القادمة من اليمن؛ خاصة أن طهران تسعى للحفاظ على موضع قدم للحوثيين في مستقبل اليمن خلال المرحلة المقبلة.

فقد أشاد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بالحوار الذي انطلق بين بلاده والسعودية، نظرا لأهمية دور البلدين في المنطقة.

وقال عبد اللهيان، أثناء مؤتمر صحفي عقده في بيروت أمس الجمعة في ختام زيارته إلى لبنان، إن الحوار بين إيران والسعودية بناء و”يسير في الاتجاه الصحيح” ويصب في مصلحة البلدين والمنطقة عموما.

وشدد وزير الخارجية الإيراني على أهمية مواصلة هذا الحوار، وتابع: “توصلنا إلى اتفاقات معينة بشأن مواضيع محددة ونرحب بهذا الحوار”.

وكتب المحلل السياسي الإيراني، محمد صالح صدقيان، على تويتر، إن “السعودية أبلغت إيران أنها بحاجة لمؤشر حسن نية في الضغط على الحوثيين القبول بخطتها لإنهاء الحرب في اليمن.

وأضاف إن “إيران قالت إنها لا تتمكن التحدث نيابة عن اليمنيين ولا هي بموقع يسمح لها إعطاء مثل هذه المؤشرات لكنها تستطيع التعاون لإنهاء الحرب في اليمن من خلال مساعدة اليمنيين لإنهاء الحرب”.

لكن الحقيقة، أن إيران دائمًا تنكر علاقتها بجماعة الحوثي؛ خشية من تورطها الرسمي في عمليات الحوثي الإرهابية. لكن كافة الأدلة ونوعية الأسلحة التي تستخدمها الجماعة الإرهابية، وخطط تحركاتها وفق الأجندة الإيرانية، وارتفاع وانخفاض وتيرة تصعيدها وفق مزاج الحالة الإيرانية؛ تكشف أن طهران متورطة في تحريك هذه الجماعة الإرهابية في اليمن لاستهداف السعودية.

ربما يعجبك أيضا