استنزاف مستمر.. هل وقع نتنياهو في فخ إيران وحزب الله؟

إسراء عبدالمطلب

تواجه إسرائيل تحديات استراتيجية في المنطقة، حيث يرى بعض المحللين أن رئيس وزرائها، بنيامين نتنياهو، يسير نحو فخ نصبته إيران وجماعة حزب الله.

وسلط تقرير لمجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، الضوء على الاستراتيجية الإيرانية التي تهدف إلى إبقاء إسرائيل تحت ضغط مستمر، واستنزافها عسكريًا وسياسيًا على المسرح الدولي، وفي ظل تصاعد هذه التوترات، يبدو أن السياسات الإسرائيلية الحالية قد تسهم في تعزيز أهداف إيران.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

إسرائيل تتجه نحو الفخ

تعتبر مجلة “فورين بوليسي” أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتجه نحو فخ نصبته إيران وحزب الله في لبنان، لافتة إلى أن إيران تعتمد استراتيجية تقوم على إبقاء إسرائيل تحت ضغط مستمر واستنزافها في صراعات طويلة على الحدود، مشيرة إلى أن حكومة نتنياهو تبدو وكأنها تتصرف وفق نهج يصب في صالح إيران.

وتستند هذه الاستراتيجية الإيرانية إلى اعتقاد المرشد الأعلى، علي خامنئي، والأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بأن الإسرائيليين سيغادرون البلاد إذا شعروا بتهديدات عسكرية مستمرة. وفي خطاب ألقاه نصر الله في يناير الماضي، أشار إلى أن الإسرائيليين ليسوا متجذرين في الأرض، وأنهم سيفرون منها تحت الضغط، بينما رأى خامنئي أن “الهجرة العكسية” يمكن أن تعني نهاية إسرائيل.

ووفقًا لهذا المنطق، فإن الاستراتيجية المناسبة لإيران على المدى الطويل هي إجبار إسرائيل على القتال على جميع الجبهات، سواء في غزة أو على حدودها الشمالية مع لبنان أو في الضفة الغربية.

ضغط مستمر

بعد اغتيال إسرائيل للقائد العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر، واغتيالها لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وعد كل من خامنئي ونصر الله برد قاسٍ. ومع ذلك، تجنبا التصرف بطريقة قد تؤدي إلى التصعيد، وحين رد حزب الله مؤخرًا، ادعى نصر الله تحقيق نجاح كبير لتجنب القيام بالمزيد من العمليات.

ومع ذلك، يبدو أن خامنئي ونصر الله عازمان على إبقاء إسرائيل تحت ضغط مستمر لاستنزافها عسكريًا وعزلها سياسيًا، وهذا هو جوهر استراتيجية إيران، وفقًا للمجلة.

استراتيجية طهران

في مارس الماضي، قال خامنئي إن إسرائيل “تعاني من أزمة” بسبب دخولها غزة، معتبرًا أن استمرارها أو خروجها من غزة سيؤدي إلى فشلها، وتسهم السياسات الإسرائيلية الحالية في تحقيق استراتيجية طهران، حيث تخوض إسرائيل حروب استنزاف في غزة، وعلى حدودها الشمالية، وفي الضفة الغربية، وتمثل هذه الحروب مباراة تجري وفقًا لشروط إيران.

ولا يعني هذا أن على إسرائيل أن تسعى لحرب شاملة مع حزب الله أو إيران، لكنها بحاجة إلى استراتيجية جديدة، وتتطلب هذه الاستراتيجية قرارات صعبة لكنها ضرورية من جانب نتنياهو وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.

الاستراتيجية الجديدة المقترحة

حسب المجلة، يجب أن تبدأ الاستراتيجية الجديدة بإيقاف الحرب في غزة، وهو ما تعمل عليه إدارة بايدن من خلال التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وتحرير الأسرى، وفي حال فشل التوصل إلى صفقة، يجب على إسرائيل إنهاء الحرب على أساس تفكيك جيش حماس وتدمير بنيتها التحتية العسكرية.

وبعد إنهاء حرب غزة، سيكون بإمكان إسرائيل التركيز على حدودها الشمالية، وقال نصر الله إنه سيتوقف عن إطلاق الصواريخ إذا تم وقف إطلاق النار في غزة، مما يمهد الطريق لعودة النازحين على جانبي الحدود إلى منازلهم، وحتى لو فضلت إيران استمرار حرب الاستنزاف فإن نصر الله قد لا يفضلها نظرًا للتكاليف الباهظة التي تكبدها حزب الله.

التعامل مع الضفة الغربية

يجب على إسرائيل أن تتخذ إجراءات حاسمة للحد من العنف والتوتر في الضفة الغربية، ولا يمكنها الاعتماد على سياسة عقابية فقط، بل يجب أن تسمح للفلسطينيين الذين تم فحصهم بالعمل في إسرائيل لتقليل البطالة والضغوط الاقتصادية، كما يتعين عليها اتخاذ إجراءات ضد عنف المستوطنين، ولكن وجود وزراء من اليمين المتطرف في الحكومة الحالية يجعل هذا الأمر صعبًا.

وأشارت المجلة أن إسرائيل بحاجة إلى استراتيجية جديدة للتعامل مع التهديدات المستمرة من إيران وحزب الله، وأنه على الحكومة الإسرائيلية إنهاء حرب الاستنزاف في غزة ومعالجة الحدود الشمالية والتعامل بحذر مع الأوضاع في الضفة الغربية، وهذا يتطلب تعاونًا وتنسيقًا مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لاتخاذ الخطوات الضرورية.

ربما يعجبك أيضا