استنفار غير مسبوق منذ الحرب العالمية.. هكذا تؤمن باريس الأولمبياد

محمد النحاس

تاريخياً، شهدت باريس هجمات إرهابية، مثل الهجمات التي وقعت في عام 2015 وأسفرت عن مقتل 130 شخصاً وإصابة 494 آخرين. هذا الوضع يعزز من ضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية خلال الأولمبياد.


تستقبل باريس ملايين الزوار وآلاف الرياضيين خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي بدأت اليوم الجمعة 26 يوليو 2024.

أحد أكبر التحديات التي يواجهها المنظمون هو احتمال حدوث احتجاجات، و هجمات إرهابية وإلكترونية، ويشير تقرير لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، إلى أن التهديدات التي تواجهها باريس ليست جديدة، حيث تعرضت الأولمبياد في الماضي لعدة هجمات بارزة، مثل الهجوم الذي وقع خلال أولمبياد ميونيخ 1972 حيث قُتل 11 رياضيًا ومدربًا إسرائيليًا على يد أعضاء من جماعة فلسطينية، وكذلك تفجير قنبلة في أولمبياد أتلانتا 1996، الذي أسفر عن مقتل امرأة وإصابة أكثر من 100 شخص.

تجربة غير مسبوقة

استهدفت أعمال تخريبية خطوطًا متعددة للقطارات الفائقة السرعة “تي جي في” (TGV) منذ الساعة الرابعة صباحًا، أدت إلى تعطيل حركة المرور بين باريس والمناطق المحيطة بها، وفقًا للشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديد، ويأتي هذا الشلل الواسع النطاق نتيجة لحرائق “متعمدة” و”أعمال خبيثة مُنسقة”، حسب البيان.

السؤال هنا.. كيف تتعامل باريس مع التحديات الأمنية المعقدة خلال الأولمبياد؟

وفقًا لمتحدث باسم وزارة الداخلية الفرنسية، فإن فرنسا تنشر حوالي 35 ألف شرطي يوميًا خلال الألعاب، مع زيادة العدد إلى 45 ألفًا خلال حفل الافتتاح، بالإضافة إلى ذلك، ستنشر فرنسا 10 آلاف جندي في منطقة باريس، وسيدعمهم 1,800 شرطي من دول أخرى، كما ستنشر فرنسا 20 ألف عنصر أمن خاص، حسبما أفادت وكالة “رويترز”.

طوق أمني

حفل الافتتاح هو الأول من نوعه الذي يُجرى على نهر السين. وكان من المخطط أن يشاهده حوالي 104 آلاف شخص من  المدرجات على ضفاف النهر، بينما سيكون هناك 220 ألفًا على طرق مرتفعة على امتداد 6 كيلومترات من النهر، وفقًا لما ذكره وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين في تصريحات سابقة، لكن العدد تراجع جراء هجمات السكة الحديد.

كان المسؤولين الفرنسيين يتوقعون في البداية حضور حوالي 600 ألف شخص، وتم تقليص هذا العدد بسبب المخاوف الأمنية، وتطبق “فرنسا طوق أمني مضاد للإرهاب” حول منطقة الاحتفال، مع فرض قيود على دخول المنطقة، حيث يتعيّن على الأفراد الحصول على تصريح دخول مُسبق.

هجمات إرهابية

تاريخيًا، شهدت باريس هجمات إرهابية، مثل الهجمات التي وقعت في 2015، وأسفرت عن مقتل 130 شخصًا وإصابة 494 آخرين، هذا الوضع يعزز من ضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية خلال الأولمبياد.

وأكد وزير الداخلية دارمانين أن السلطات ألقت القبض على “عضو من اليمين المتطرف” هذا الأسبوع، كان يشتبه في نيته تنفيذ أعمال عنف خلال الألعاب، كما تم منع حوالي 4 آلاف شخص من حضور الفعاليات المرتبطة بالألعاب، بما في ذلك المتطرفين من اليمين واليسار والراديكاليين الإسلاميين.

تهديدات غير مرئية

كان من المتوقع أن يتم استهداف خطوط سكك حديد في فرنسا، ورغم ذلك والحذر الأمني، وقعت الهجمات التخريبية، ولم يتضح بعد الجهة المسؤولة، لكن السلطات تحقق في الحادثة.

وبالإضافة إلى السكك الحديدية، تستعد فرنسا للتعامل مع التهديدات السيبرانية، ووفقًا لما نقلت “سي إن إن” عن ديل باكنر، الرئيس التنفيذي لشركة Global Guardian، هناك استراتيجية هجومية ودفاعية يتم تنفيذها بشكل دائم لمواجهة التهديدات السيبرانية: “الحرب الإلكترونية مستمرة على مدار الساعة، وسنرى تأثيرها خلال الأولمبياد”.

الأمن في باريس سيعزز بوجود الجيش الذي سيدعم الشرطة طوال الألعاب، ويشمل ذلك دوريات في الشوارع وتقديم الدعم من فرق الكلاب والخبراء في مواجهة الطائرات بدون طيار، ويؤكد الجنرال إريك شاسبو، نائب قائد المهمة العسكرية للألعاب، أن التواجد العسكري سيكون غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية.

ربما يعجبك أيضا