استهداف أوكرانيا لروسيا بأسلحة غربية.. هل تغيرت المعادلة؟

هل وسعت أمريكا نطاق استهداف أوكرانيا لروسيا؟

محمد النحاس
أمل جديد لأوكرانيا 

أظهرت لقطات في أوائل يونيو 2023 من منطقة بيلجورود الروسية الحدودية، إطلاق أوكرانيا صاروخ هيمارس المُقدم من الولايات المتحدة على منظومتي S-300 و S-400 ما قلل وفق معهد دراسات الحرب، من هجمات الصواريخ على مدينة خاركيف من 25 هجمة في مايو إلى صفر خلال يونيو


سمحت الولايات المتحدة لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الأمريكية لضرب أي قوات روسية تهاجم عبر الحدود، وليس فقط تلك التي في منطقة خاركيف، حسبما نقلت مجلة “بوليتيكو” الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين.

ورغم ذلك، فإن السياسة الجديدة للولايات المتحدة تسمح لأوكرانيا بإطلاق بعض الأسلحة الأمريكية على الأراضي الروسية قد أدت إلى تقليص بعض الهجمات الروسية ولكنها ما زالت تُقيد نطاق الاستهداف بقدر يكفي لمنع أوكرانيا من ضرب المطارات الرئيسية، بحسب صحيفة “واشنطن بوست” اليوم السبت 22 يونيو 2024. 

تغير جديد في السياسة الأمريكية؟

هذا التحول، يُصر المسؤولون الأمريكيون على أنه ليس تغيير في السياسة، فقد جاء بعد أسابيع فقط من منح الولايات المتحدة بصمت الضوء الأخضر لكييف لشن ضربات داخل روسيا ردًا على هجوم عبر الحدود على مدينة خاركيف.

 وفي ذلك الوقت، أكد المسؤولون الأمريكيون أن الاستهداف كان محددًا بنطاق منطقة خاركيف، ومنذ ذلك الحين، استخدمت القوات الأوكرانية الأسلحة الأمريكية لضرب أهداف داخل روسيا مرة واحدة على الأقل، مدمرة أهداف في مدينة بيلغورود، وتمكنت من عرقلة التقدم الروسي.

لكن المسؤولين الأوكرانيين والأوروبيين الآخرين طالبوا الولايات المتحدة تخفيف القيود بشكل أكبر، ما يسمح لأوكرانيا بضرب أي مكان داخل روسيا، حسب مصادر بوليتيكو.

 نطاق الاستهداف

أوضح المسؤولون الأوكرانيون أن الولايات المتحدة قيدت أوكرانيا بالاستهداف على بعد أقل من 100 كيلومتر من الحدود، وفق ما نقل تقرير واشنطن بوست عن مسؤوليين أوكرانيين رفضوا كشف هويتهم.

ورفض المسؤولون الأمريكيون تحديد الحدود، لكنهم أكدوا أن ادعاء الأوكرانيين بأن النطاق أقل من 100 كيلومتر غير صحيح، وفقًا للصحيفة الأمريكية. 

وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان لشبكة  PBS الأمريكية، يوم الثلاثاء إن الاتفاق مع أوكرانيا بشأن استخدام الأسلحة الأمريكية لضرب روسيا يمتد إلى “أي مكان يأتي منه القوات الروسية عبر الحدود من الجانب الروسي إلى الجانب الأوكراني لمحاولة الاستيلاء على أراضي أوكرانية إضافية”.

تقويض القدرات الهجومية للروس

أوضحت مصادر أمريكية أن السماح لأوكرانيا بضرب داخل روسيا ردًا على نيران مضادة من أي مكان عبر الحدود ليس تغييرًا في السياسة منذ اتخاذ قرار خاركيف. 

وكان السماح لأوكرانيا باستهداف روسيا، في الأصل في سياق هجوم خاركيف المستمر، لكن هذا لا يستبعد إمكانية الرد على هجمات أخرى عبر الحدود، بحسب تفاسير أحد المسؤولين في تصريحاته للمجلة الأمريكية، وقد أصر على أن السياسة الأمريكية لم تتغير.

ومع ذلك، تختلف لغة سوليفان بشكل واضح عن ما قاله المسؤولون الأمريكيون في مايو عند تفاصيل السياسة الجديدة، حيث قال مسؤول أمريكي كبير آنذاك: “وجه الرئيس مؤخرًا بضرورة التأكد من قدرة أوكرانيا على استخدام الأسلحة الأمريكية لأغراض الردع في خاركيف حتى تتمكن أوكرانيا من الرد على القوات الروسية التي تهاجمها أو تستعد للهجوم عليها”.

وعلى الرغم من عدم رغبة المسؤولين في كييف في الحديث علنًا كمن يناقضون تصريحات نظرائهم الأمريكيين، فإن الواضح أن الجيش الأوكراني لا يعتقد أن لديه نفس الحرية التي توحي بها تصريحات مسؤولي البيت الأبيض والبنتاغون.

تأثير السياسة الأمريكية على الموقف الميداني

في تقريره هذا الشهر أفاد معهد دراسات الحرب (ISW)، وهو مركز أبحاث في واشنطن، بأن السياسة الأمريكية (السابقة للهجوم على خاركيف) والتي كانت تقيد استخدام أوكرانيا للأسلحة الأمريكية في روسيا قد خلقت بشكل فعال “ملاذًا واسعًا .. يستغله الروس لحماية قواتهم القتالية والتحكم واللوجستيات وخدمات الدعم في الخلف التي تستخدمها القوات العسكرية الروسية لتنفيذ عملياتها العسكرية في أوكرانيا”.

وحسب التقرير فإن القيود الحالية لا زالت تؤثر على حجم وطبيعة الاستهداف الأوكراني للقوات الروسية، وبالتالي تمكن القوات المهاجمة من التحرك في نطاق واسع بحرية كبيرة، فقد خفضت معدل التفوق الروسي بمقدار 15 % فحسب. 

ومنذ التغيير في السياسة الأمريكية، كان أمام خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، فترة راحة، بعد أشهر من الهجمات المستمرة بواسطة الصواريخ الروسية، وفقًا لمسؤولين محليين.

استخدام القنابل الموجهة

أظهرت لقطات في أوائل يونيو 2023 من منطقة بيلجورود الروسية الحدودية، إطلاق أوكرانيا صاروخ هيمارس المُقدم من الولايات المتحدة على  منظومتي S-300 و S-400 ما قلل وفق معهد دراسات الحرب، من هجمات الصواريخ على مدينة خاركيف من 25 هجمة في مايو إلى صفر خلال يونيو. 

مع ذلك لا زالت خاركيف “تحت تهديد مستمر” من القنابل الموجهة التي تسقطها روسيا، والتي تُعد سلاحًا فتاكًا.

القنابل الموجهة يصعب اعتراضها بواسطة أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية، حيث أنها تزن آلاف الأطنان ومجهزة بأنظمة توجيه متقدمة، وعادة ما تُلقى من مسافة تتجاوز 15 ميلاً من الحدود الروسية، مع إقلاع الطائرات من قواعد بعيدة تفوق نطاق الضرب المسموح به من قبل الولايات المتحدة، وهي نقطة ضعف خطيرة تمكن الروس من تجنب الضربات الأوكرانية بعد الموافقة الغربية على السماح لكييف باستهداف الأراضي الروسية.

ربما يعجبك أيضا