استهداف منزل نتنياهو.. هل اخترقت إيران عمق إسرائيل؟

استهداف محتمل لمنزل نتنياهو.. ما الذي نعرفه عن حادثة المسيّرة الغامضة؟

شروق صبري

طائرة مسيّرة مشبوهة قرب منزل نتنياهو تثير تكهنات حول محاولة جمع معلومات من قبل حزب الله.


أفادت تقارير بأن طائرة مسيّرة غير معروفة تم رصدها بالقرب من منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قيسارية.

تلك الحادثة أثارت تكهنات بشأن تورط مُحتمل لحزب الله في محاولة لجمع معلومات استخباراتية حساسة، ورغم أن الجيش الإسرائيلي اعتبر الحادثة إنذارًا كاذبًا، إلا أن الشكوك حول الهدف الحقيقي للطائرة لا تزال قائمة.

استهداف منزل نتنياهو

نشرت صحيفة “إسرائيل اليوم”، الأحد 18 أغسطس 2024، تقريرًا يفيد بأن حزب الله قد استخدم مسيّرة لالتقاط صور لمنزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قيسارية.

وبحسب التقرير، تم رصد الطائرة المسيّرة بواسطة نظام الرادار التابع لقارب صواريخ للبحرية الإسرائيلية كان يجري دورية قبالة سواحل قيسارية. وأثارت هذه الحادثة شكوكًا في البداية بشأن احتمالية أن تكون المسيّرة قد أطلقها حزب الله بغرض جمع معلومات استخباراتية عن المنزل المُطل على البحر لاستخدامها في المستقبل.

إنذار كاذب

رغم اكتشاف الطائرة من قبل نظام الرادار البحري، إلا أن معدات المراقبة الأخرى لم تؤكد وجودها، ما دفع القوات الجوية الإسرائيلية إلى إرسال مقاتلات للتحقق من الوضع، ومع ذلك، لم يتم الحصول على تأكيد بصري للطائرة.

ودفع الحادث المسؤولين العسكريين وسلاح الجو إلى الاعتقاد بأن الحادثة قد تكون إنذارًا كاذبًا، ومع ذلك، لم يستبعدوا تمامًا احتمال أن يكون حزب الله قد أطلق مسيّرة صغيرة لالتقاط صورًا للمنزل.

مهام طائرات حزب الله

تأتي هذه الحادثة في سياق سلسلة من المهام التي نفذها حزب الله باستخدام الطائرات المسيّرة لجمع المعلومات الاستخباراتية فوق الأراضي الإسرائيلية، حسب ما نشر موقع “Palestine Chronicle”، اليوم 18 أغسطس 2024.

ففي يونيو الماضي، أصدرت وسائل الإعلام العسكرية التابعة لحزب الله مقطع فيديو يظهر طائرات مسيّرة تابعة له تحلق فوق مواقع مختلفة في إسرائيل، بما في ذلك كريات شمونة، نهاريا، صفد، كرمئيل، العفولة وحيفا، واستمر الفيديو لمدة 9 دقائق ونصف وكشف عن مواقع حساسة في إسرائيل، مما أظهر قدرة حزب الله على تجاوز الدفاعات الجوية الإسرائيلية والعودة إلى الأجواء اللبنانية دون كشفه.

طائرة مسيرة

طائرة مسيرة

أهداف حيوية في إسرائيل

أشارت صحيفة “الميادين” اللبنانية إلى أن المسيّرات كشفت عن أهداف حيوية في إسرائيل، بما في ذلك تلك المعروفة فقط لجهاز الأمن الإسرائيلي.

وكشفت اللقطات عن وجود عدد كبير من الأهداف ذات الأولوية العالية في البحر، مثل المنصات وخطوط الإمداد والسفن ذات الوظائف المتعددة، هذه المهام أكدت تزايد قدرات حزب الله، وتمكنه من اختراق الدفاعات الإسرائيلية.

التوترات المستمرة

تأتي حادثة المسيّرة في ظل توترات متصاعدة بين إسرائيل وحزب الله، خاصة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر 2023، ورغم مشاركة حزب الله في الصراع، إلا أن تدخله كان محدودًا نسبيًا.

وبحسب مصادر لحزب الله، فإن الجماعة نفذت 1,194 عملية عسكرية خلال الأيام الـ250 الأولى من الحرب، ما أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 2000 جندي إسرائيلي.

احتلال لبنان

إن تاريخ الاحتلال الإسرائيلي للبنان كان عاملًا أساسيًا في الصراع المستمر بين الجانبين. فقد احتلت إسرائيل أجزاءً من لبنان لعقود، لكنها انسحبت في عام 2000 بعد مقاومة شديدة قادها حزب الله، وفي 2006، حاولت إسرائيل إعادة احتلال لبنان لكنها فشلت، وهو فشل يعتبره لبنان انتصارًا كبيرًا.

ورغم الانسحاب، لا زالت إسرائيل تحتل أجزاء من لبنان، وخاصة منطقة مزارع شبعا، وقد تعهد حزب الله باستعادة كل شبر من الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحت السيطرة الإسرائيلية، مما يحافظ على حالة التوتر المستمر في المنطقة.

الأمن الإسرائيلي

تسلط حادثة رصد مسيّرة لحزب الله فوق منزل نتنياهو الضوء على التهديد المتصاعد الذي يشكله حزب الله على الأمن الإسرائيلي.

ورغم أن هذه الحادثة قد تكون إنذارًا كاذبًا، إلا أن احتمال تنفيذ عمليات مراقبة وهجمات مستقبلية لا يمكن استبعاده، حيث أن تزايد قدرات حزب الله في استخدام المسيّرات، في ظل التوترات الإقليمية القائمة، يضمن بقاء الجانبين في حالة تأهب قصوى، مع احتمال التصعيد المستمر.

ربما يعجبك أيضا