اعتبار مواليد القدس الأمريكيين “إسرائيليين”.. انحياز أعمى وخرق فاضح للقانون الدولي

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

لم يعد خفياً على العالم، السياسة الأمريكية الجديدة تجاه القضية الفلسطينية، واصطفاف إدارة الرئيس دونالد ترمب مع الرؤية الإسرائيلية، والتي بدأت تمظهراتها مع الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل في تغاضٍ واضح عن القوانين والأعراف الدولية، من ثم تسليم الجولان المحتل لها، والاستمرار في شرعنة التوسع والاستيطان في الضفة الغربية المحتلة.

رفض فلسطيني 

تدرس وزارة الخارجية الفلسطينية الإمكانيات المتاحة في سبيل مواجهة التوجه الأمريكي الجديد الآخذ في التبلور لتسجيل مواليد القدس الأمريكيين على أنهم ولدوا في إسرائيل.

وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد صرح بأن الإدارة الأمريكية تراجع باستمرار مسألة تسجيل جواز السفر ونفكر في إجراء هذا التغيير”. في إشارة إلى أن الإدارة الأمريكية تدرس تسجيل مكان ولادة المواطنين الأمريكيين المولودين في القدس على أساس “القدس-إسرائيل” في جوازات سفرهم ومستنداتهم الشخصية الأخرى.

السماح للمواطنين الأمريكيين المولودين في مدينة القدس، بتسجيل مكان ولادتهم “القدس – إسرائيل” في جوازات سفرهم وفي بقية مستنداتهم الشخصية في الولايات المتحدة، يأتي على خلاف الإجراء المعمول به حتى الآن والذي يقضي بالاكتفاء باستخدام كلمة القدس دون تحديد الدولة لاعتبار  المدينة مكان متنازع عليه بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

رفض أمريكي 

وشددت الخارجية الفلسطينية في بيان صحفي لها على رفض هذه الخطوة في حال حدوثها، واعتبرتها خرقا للقانون الدولي والشرعية الدولية، مؤكدة أنها ستواجه هذه الخطوة بكافة الوسائل المتاحة، بما في ذلك التوجه للمحاكم الأمريكية.

ولم تتمكن حتى الآن الولايات المتحدة الأمريكية، من تسجيل المواطنين الأمريكيين الذين ولدوا في القدس، وظلوا مهتمين بها في ظل دولة الاحتلال الإسرائيلي، حتى بعد اعتراف الرئيس ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها.

وذكرت الخارجية الفلسطينية، أن محاولات جرت في السابق للقيام بهذه الخطوة، لكن المحكمة الأمريكية منعت تطبيقها.

وأكدت الوزارة على “رفضها المطلق لهذه الخطوة واعتبرتها إمعانا من قبل إدارة ترامب في معاداة الشعب الفلسطيني، وتقويض أية فرصة لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين”.

ارتياح إسرائيلي 

في المقابل استقبلت المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة الأمريكية، تصريحات ماك بومبيو المنحازة لإسرائيل بارتياح، وصرح الرئيس التنفيذي للحلفاء العالمين، دان مارياشين، أن “مثل هذه الأخبار مشجعة”، وأضاف “انها خطوات منطقية، تتماشى مع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس”.

وأكد مدير الائتلاف الجمهوري اليهودي، مات بروكس، “هذا قرار مهم للغاية.. معتبرا أن ترامب هو الرئيس المؤيد لإسرائيل على مدى التاريخ”.

خرق فاضح للقانون الدولي

بدورها رأت وزارة الخارجية الفلسطينية أن “مجرد التفكير بهذا الاتجاه هو خرق فاضح للقانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها، ومحاولة لترجمة إعلان (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب المشؤوم بشأن القدس ونقل سفارة بلاده إليها، إضافة لكونه يعبر عن عمق الانحياز للاحتلال وسياساته”.

الاعتراف بالقدس ونقل السفارة 

لم تكن هذه هي الخطوة الأمريكية الوحيدة المنحازة للاحتلال الإسرائيلي، فقد قرر ترامب في أيار/مايو من العام الماضي نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة على الرغم من الرفض الفلسطيني والعرب والدولي للخطوة.

الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إلى المدينة المحتلة يعتبر انتهاكا صارخا للقوانين الدولية المتعلقة بالقدس، وهو تشجيع للاحتلال الإسرائيلي لمواصلة السير في النهج نفسه، وقد كفلت قرارات الشرعية الدولية  تجسيد قيام دولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بالإضافة إلى أن المدينة واقعة تحت سلطة الاحتلال، ومن غير المفترض إقامة سفارات فيها طالما لم يتم البت في وضعها عبر التفاوض بين الجانبين المعنيين.

وكان مجلس الأمن الدولي قد صوت في 18 ديسمبر/كانون الأول 2017  على رفض إعلان الرئيس الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فنال موافقة جميع الدول الأعضاء في المجلس، باستثناء الولايات المتحدة التي استخدمت الفيتو ضده.

ضم الضفة الغربية

وفي سياق الانحياز الأمريكي لإسرائيل، يأتي كلام السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان في مقابلته مع نيويورك تايمز، إذ قال إنّ إسرائيل تملك “الحق” في ضم “جزء” من أراضي الضفة الغربية المحتلة، في خطوة تصعيدية جديدة تجاه التسوية المرفوضة فلسطينياً.

وفي المقابلة التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز اعتبر فريدمان أن ضم أراضٍ في الضفة الغربية بدرجة ما هو أمر مشروع. وقال “في ظل ظروف معيّنة، أعتقد أن إسرائيل تملك الحق في المحافظة على جزء من، لكن على الأغلب ليس كل، الضفة الغربية”.

صفقة القرن 

وبلغ الأمر ذروة الانحياز الأمريكي الأعمى، عندما رأى فريدمان الذي يعد من أشد داعمي المستوطنات الإسرائيلية، في تصريحاته أن خطة ترمب المعروفة إعلاميًا بصفقة القرن، تهدف إلى تحسين ظروف الفلسطينيين المعيشية لكنها لن تشكّل “حلّاً دائماً للنزاع”، منوهاً بأنه “لا يعتقد أن الخطة قد تتسبب باندلاع أعمال عنف من الجانب الفلسطيني”.

ربما يعجبك أيضا