اغتيال الـ”مشذوب”.. الموت يلاحق أرباب القلم في كربلاء والقاتل مجهول

عاطف عبداللطيف

رؤية – عاطف عبداللطيف

مسلسل الاغتيالات واستهداف الناشطين والكتاب العراقيين ومحاولة تكميم أفواه أصحاب الرأي ما زال مستمرًا، أمس السبت، لقي الكاتب والروائي العراقي الدكتور علاء مشذوب الخفاجي مصرعه أمام منزله بيد مسلحين ولاذوا بالفرار، عقب إطلاق الرصاص عليه وسط مدينة كربلاء.

وأفادت التحقيقات الأولية للشرطة العراقية أن 13 رصاصة اخترقت جسد “مشذوب” أدت إلى وفاته على الفور.

وشددت مديرية شرطة محافظة كربلاء العراقية، على ضرورة توخي الحذر فى تداول المعلومات بشأن مقتل الروائي علاء مشذوب جراء هجوم الحادث. وشرعت قوة من تشكيلات قيادة الشرطة باتجاه موقعه لجمع المعلومات الاستخباراتية الأولية. وقالت المديرية بحسب فضائية “السومرية نيوز” اليوم الأحد، إنها تتعقب الخيوط التي ستقود إلى كشف الجناة. وأضافت أنها ستكشف عن تفاصيل هذه الجريمة النكراء قريبًا وستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه الاعتداء على أهل كربلاء وزائريها والعبث بأمنها واستقرارها.

ودعت القيادة وسائل الإعلام إلى توخي الدقة في نشر الأخبار وعدم إطلاق الأقاويل جزافًا وتلقي المعلومات من المصادر الرسمية، وذلك لكشف الجريمة بأسرع وقت ممكن ولكي لا تؤثر بعض الأخبار على مجريات التحقيق.

تفاصيل

وأفاد مراسل فضائية الرشيد، اليوم الأحد، أن مسلحين هاجماه على دراجة نارية وأمطراه بوابل الرصاص ولاذا بالفرار إلى جهة مجهولة في منطقة باب الخان وسط كربلاء، مضيفًا إن الحادث يلقي بظلال قاتمة على مستقبل الثقافة والأدب والكتابة في العراق البلد الذي يشهد اضطرابات أمنية وهجمات يشنها مسلحون وجماعات متشددة وتكفيرية بشكل يومي، كما يعكس المصير القاتم الذي قد يواجهه كل صاحب قلم في العراق نظير أي اختلاف فكري أو انتقاد.

يروي أحد الأدباء الذي رافق الروائي العراقي قبل مقتله، تفاصيل ساعاته الأخيرة، ويقول: إنه كان برفقة علاء مشذوب قبل فترة قصيرة من الإعلان عن مقتله، حيث اجتمع مع مجموعة من الكتاب والصحافيين كما هي العادة في إحدى الملتقيات، حتى قرر علاء مشذوب المغادرة إلى منزل الذي يقع بالقرب من مركز المدينة القديمة.

قلم جريء

ويضيف الكاتب في حديثه “صُعقنا بخبر مقتل علاء مشذوب، كان كاتبًا جريئًا وشجاعًا واسمًا عراقيًا قبل أن يكون كربلائيًا، وقد اشتهر بأحاديثه الجريئة، إلا أننا لا نعرف حتى الآن ما ملابسات مقتله، لقد انتقلنا فور سماعنا الخبر إلى الطب العدلي، وهناك أبلغونا أن 13 رصاصة اخترقت جسد الروائي من مسافة قريبة، وفي وقت مبكر من المساء.

وأضاف مصدر أمني: إن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على الكاتب والأديب دكتور علاء مشذوب الخفاجي بالقرب من باب منزله في شارع ميثم التمار، وسط محافظة كربلاء.

أعماله

علاء المشذوب من مواليد 1968 تخرج في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد عام 1992-1993، وحاصل على ماجستير فنون جميلة عام 2008- 2009، وعلى دكتوراه فنون جميلة عام 2013- 2014.

صدرت له روايات: مدن الهلاك – الشاهدان عام 2014، فوضى الوطن عام 2014، جريمة في الفيس بوك عام 2015، آدم سامي – مور عام 2015.

كما صدر له: ربما أعود إليك ــــ مجموعة قصصية عام 2010، زقاق الأرامل ــــ مجموعة قصصية عام 2012، “بحوث ودراسات في السينما والتلفزيون عام 2012، خليط متجانس ـــ مجموعة قصصية عام 2013، توظيف السينوغرافيا في الدراما التلفزيونية عام 2013، الحداثة وفن الفيلم عام 2015، الصورة التلفزيونية (الألفة، الفرجة، التكرار) عام 2015، تأويل التاريخ الإسلامي في الخطاب الدرامي التلفزيوني عام 2016، مقاربات نقدية في الصورة السينماتوغرافية عام 2016، الصورة التلفزيونية من الهيولي إلى الصوفية عام 2016.

وحصل على جوائز عدة من أهمها: الجائزة الثانية عن أدب الرحلات لرحلته تحت عنوان: عواصم إيران، وحصلت روايته: فوضى الوطن، على أفضل خمس كتب في معرض أبوظبي، حصل كتابه (توظيف السينوغرافيا في الدراما التلفزيونية) كأفضل معروضات في معرض بغداد الدولي من قبل دولة الكويت، حصل الفيلم الوثائقي (أبواب وشبابيك) على الجائزة الثانية في مهرجان الفيلم القصير، الجائزة الثالثة للقصة القصيرة بلقصيري في المغرب العربي للعام 2015، وحصل على جائزة كتارا للرواية العربية عام 2018.

ربما يعجبك أيضا