اقتحام البرلمان العراقي.. الصدر يحسم أولى المعارك ويهدد بالتصعيد

ضياء غنيم
اقتحام أنصار الصدر مجلس النواب العراقي

اعتبر محللون ظهور المالكي حاملًا سلاحه رسالة تحدٍ واستعداد لمواجهة الصدر وأنصاره


بعد 45 يومًا من استقالة نوابه، عاد زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، لاستخدام قوة الشارع في مواجهة قوى الإطار، عبر اقتحام مقر البرلمان.

اقتحام مجلس النواب، يوم الأربعاء 27 يوليو 2022، جاء اعتراضًا على مرشح الإطار التنسيقي لرئاسة الحكومة، والمقرب من زعيم ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، وأبرز خصوم التيار الصدري، ولا تزال تسريباته موضع جدل كبير في الأوساط السياسية والشعبية.

رسالة الصدر

انسحب أنصار التيار الصدري من مقر البرلمان بعد ساعات من اقتحامه رفضًا لترشيح محمد شياع السوداني، لرئاسة الوزراء عن قوى الإطار التنسيقي الشيعي، ما اعتبره مراقبون تأكيدًا من الصدر على تحكمه في المشهد السياسي العراقي، رافعًا سقف المطالب لتلامس غضب عموم العراقيين الرافضين للمنظومة السياسية.

وعقب الانسحاب من البرلمان، خرجت مظاهرات ليلية لأنصار مقتدى الصدر في محافظات البصرة، وذي قار، وبابل، والنجف وعدة مناطق بجنوب البلاد، حسب موقع ناس نيوز.

خطوة الصدر والتي وصفها بـ”ثورة إصلاح ورفض للضيم والفساد”، تهدف لإنهاء نفوذ المالكي في تشكيل الحكومة، خاصةً بعد نجاح التسريبات في إزاحته كمرشح لرئاسة الحكومة، ويعد محمد شياع السوداني أحد المقربين للمالكي، فكان عضوًا في حزب الدعوة الإسلامية الذي ترأسه الأخير، قبل توجه السوداني لتأسيس تيار الفراتين في 2019، ويصفه التيار الصدري بـ”ظل المالكي”، حسب صحيفة الشرق الأوسط.

الإطار متمسك بترشيح السوداني

حمّل الإطار التنسيقي، حكومة مصطفى الكاظمي، مسؤولية أمن وسلامة الدوائر الحكومية في أول رد فعل على اقتحام المتظاهرين لمبنى مجلس النواب، ووصف بيان الإطار موقف القوات الأمنية بالمثير للشبهات، واتهم التيار الصدري، دون تسميته، بالسعي لإثارة الفتنة وضرب السلم الأهلي.

وقال مدير مكتب محمد شياع السوداني، عمار منعم، إن الإطار مستمر في ترشيح السوداني، نافيًا نية الأخير الانسحاب من تكليف تشكيل الحكومة، حسب موقع الشرق للأخبار.

تيار الصدر يلوح بالتصعيد

صالح محمد العراقي، والذي تصفه وسائل الإعلام العراقية بـ”وزير الصدر”، أشاد بانضباط المظاهرات وعفويتها وسرعة استجابتها وطاعتها للقائد، واعتبرها ملحمة عراقية، باشتراك نشطاء الحراك الشبابي “التشرينيين” فيها، وتعاون القوات الأمنية التي لم تستخدم القوة، حسب موقع بغداد اليوم.

وأشار العراقي إلى مظاهرات يوم الأربعاء باعتبارها آخر تدخل من الصدر، بدعوة الجماهير الغاضبة للانسحاب بعد إيصال رسالتهم، محذرًا من عواقب “استمرار الفاسدين على غيهم وعنادهم وفسادهم وظلمهم وتبعيتهم وكرههم للوطن”، ما سيؤدي لاستدعاء قوة الشارع لتقرير مصيره على غرار حراك أكتوبر 2019.

سلاح المالكي.. رسالة تحدٍ للصدر

تداولت صفحات التواصل الاجتماعي بالعراق صورة للمالكي حاملًا سلاحه وسط مجموعة من المسلحين المكلفين بتأمينه، وتسربت أنباء عن احتمال توجه أنصار الصدر لمنزله.

سلاح المالكي

واعتبر محللون ظهور المالكي في هذه المشهد رسالة تحدٍ واستعداد للمواجهة، خاصة في ظل تسريباته الأخيرة التي حذر فيها من حرب طاحنة، واستعداده لمهاجمة النجف، لحماية المرجعية الشيعية من هجوم الصدر عليها عبر تسليح 15 فصيلًا مواليًا له.

المشهد السياسي القادم

تعرقل المظاهرات خطة الإطار لعقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، السبت المقبل، والتي سينحاز فيها لموقف حزب الاتحاد الوطني الكردستاني ورئيس الجمهورية، برهم صالح، في ظل غموض موقف حلفاء الصدر السابقين في تحالف السيادة والحزب الديمقراطي الكردستاني من مرشح الإطار والتخوف من لجوء الإطار لإزاحة محمد الحلبوسي، من رئاسة مجلس النواب للهيمنة على المناصب السيادية.

وفي ظل الانسداد السياسي المستمر ومخاوف تطور الأزمة بين القوى والفصائل المسلحة، زار قائد فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قآني، حلفائه في بغداد سعيًا لتهدئة التوتر وسحب ترشيح أي شخصيات تستفز التيار الصدري، وفق موقع العربية نت، في 27 يوليو 2022.

ربما يعجبك أيضا