اقتحام سجن غويران.. هل يستيقظ غول داعش مجددًا؟

محمود طلعت

شهدت مدينة الحسكة السورية أوقاتاً عصيبة خلال الشهر الماضي، عقب هجوم تنظيم داعش على سجن غويران، أكبر مركز احتجاز لعناصر داعش. فماذا جرى هناك؟


خلال الشهر الماضي دار قتال عنيف بشمال شرق سوريا، بعد أن حاول مقاتلو داعش اقتحام سجن غويران الذي تحرسه قوات سوريا الديمقراطية، وإخراج أعضاء وقيادات سابقة بالتنظيم منه، ولجأت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” لاستقدام المزيد من العتاد لمواجهة التنظيم، في الوقت الذي يواصل فيه التحالف الدولي عمليات القصف.

سجن غويران وكيف اقتحمه “داعش”؟

يقع سجن غويران في أطراف حي غويران عند المدخل الجنوبي لمدينة الحسكة، وهو أحد السجون التي تحرسها قوات سوريا الديمقراطية، وتحتجز فيه آلاف المعتقلين الذين ينتمون للتنظيم الإرهابي. يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان “السجن يضم 3500 من أعضاء داعش المشتبه بهم، بمن في ذلك بعض قادة التنظيم”.

بدأ الهجوم عندما فجّر داعشيان شاحنتين مفخختين عند بوابة السجن وأسواره، يوم الخميس 20 يناير الماضي 2022، ما تسبب في دمار كبير بالمكان وسقوط قتلى وجرحى. واندلعت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة في محيط السجن، سيطرت خلالها عناصر التنظيم على مخزن السلاح وقتلوا وأسروا العديد من حراس السجن، ومن ثم اقتحموه بعد هدم وإحراق أجزاء منه.

فرار دواعش

أعلن تنظيم داعش مقتل العشرات من عناصر قسد، وتحرير أكثر من 800 أسير يتبعون التنظيم. وأشارت وسائل إعلام سورية أيضًا إلى فرار أكثر من 200 داعشي، ووفقًا لرواية داعش، فقد بلغت حصيلة المعارك حول السجن أكثر من 200 قتيل في صفوف قسد، من بينهم مدير السجن وعدد من قادتهم الميدانيين.

وكشفت قوات سوريا الديمقراطية، في بيان صادر عن قيادتها العامة، بتاريخ 23 يناير 2022، عن أن “المهاجمين الإرهابيين التابعين لتنظيم داعش الدولي الذين ألقي القبض عليهم، قد اعترفوا بعد القبض عليهم، باقتحام سجن غويران بمشاركة نحو 200 انتحاري ومهاجم”.

أثر اقتحام السجن على أهل الحسكة.. ومن يسيطر عليه الآن؟

شهدت مدينة الحسكة نزوح غالبية العائلات من الأحياء التي بها اشتباكات إلى الأحياء المجاورة، فسمحت “قسد” للنساء والأطفال وكبار السن فقط بالخروج، وبقي بعض العائلات عالقًا داخل الأحياء. وبحسب المرصد السوري، فإن الاشتباكات أسفرت عن مقتل نحو 125 مسلحًا من داعش، بعضهم من المسجونين والبعض الآخر من الخلايا النائمة للتنظي

ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن داعش استولى على السجن، لكن القائد العام لـ”قسد”، مظلوم عبدي، قال لوسائل الإعلام إن قواته، بمساعدة التحالف الدولي، تمكنت من صد الهجوم واعتقال جميع الهاربين. ونفى مدير المكتب الإعلامي لوحدات حماية الشعب سيامند علي، سيطرة داعش على سجن غويران، مشددًا على أنه لا يزال يخضع للقوات الكردية.

دعم التحالف الدولي بتعزيزات عسكرية

نظرًا لاحتدام المواجهات في محيط السجن، لجأت “قسد” إلى فرض حظر تجول في الحسكة، خوفًا من تسلل عناصر داعش خارج المدينة. واستدعت المواجهات تدخلًا مباشرًا من طيران التحالف الدولي الذي ظهر في العديد من التسجيلات المصوّرة، يستهدف محيط السجن برشقات من القذائف والأسلحة الثقيلة.

دفعت قوات التحالف الدولي و”سوريا الديمقراطية” بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى الحسكة، ووصلت عربات مدرعة أمريكية إلى حي غويران. وجددت واشنطن التزامها بالوقوف إلى جانب شركائها بالمنطقة لملاحقة بقايا داعش وهزيمة التنظيم عالميًّا، معتبرة أن الهجوم على سجن غويران يؤكد أهمية دعم قوات التحالف من أجل زيادة تأمين مراكز الاحتجاز.

هل تورطت أطراف دولية في الهجوم؟

اتهمت القوات الكردية أطرافًا دولية بتسهيل الهجوم، وأعلنت أنها لاحظت، مع بدء تسلسل عناصر داعش الإرهابي، أن تركيا حرَّكت قواتها والقوات المرتزقة التي معها. وقالت قسد: “عناصر داعش أعدوا لهذا المخطط منذ 6 أشهر، ودخلوا المنطقة من رأس العين وتل أبيض الخاضعتين لسيطرة تركيا، وبعضهم دخل من الأراضي العراقية.

واتهم مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن، إيران وتركيا بأن لهما مصلحة كبرى في ما يجري بسجن غويران، قائلًا: “داعش موجود في البادية السورية، ولكن لم نشاهد هجمات كبيرة للتنظيم على القوات الإيرانية، وتوجد أعداد كبيرة من عناصر التنظيم في مناطق الاحتلال التركي، لكن لا نشاهد عمليات لهم ضد القوات التركية”.

ربما يعجبك أيضا