اقتراب سفينة صينية من مدمرة أمريكية بمضيق تايوان.. هل يقع الصدام؟

محمد النحاس

حلقة جديدة من حلقات التوتر بين واشنطن وبكين.. ماذا حدث؟


تتواصل التوترات بين الولايات المتحدة والصين. ويظهر ذلك في زيادة معدلات الاحتكاكات المتبادلة في بحر الصين الجنوبي، ومضيق تايوان.

وتؤدي هذه الحوادث التي زادت وتيرتها، إلى تنامي المخاوف عالميًّا من وقوع صدام مستقبلي بين واشنطن وبكين، خاصةً أنها تأتي في ظل توتر جيوسياسي غير مسبوق، وفي خضم سيل من العقوبات المتبادلة بينهما، وانتقاد كل طرف لسلوك الآخر.

تحرك غير آمن

انتقدت قيادة البحرية الأمريكية في المحيطين الهندي والهادئ التحرك غير الآمن لسفينة حربية صينية بالقرب من المدمرة الأمريكية (يو إس إس تشونج هون)، التي كانت تبحر صحبة فرقاطة (إتش إم سي إس مونتريال) الكندية عبر مضيق تايوان، وفقًا لما نقلت وكالة أنباء رويترز.

في المقابل، اتهمت الصين الولايات المتحدة وكندا بتعمد إثارة المشكلات في المضيق. ويأتي هذا الاحتكاك مع إجراء البحرية الأمريكية والكندية تدريبات مشتركة بمضيق تايوان، قطعتها اقتراب السفينة الصينية، وفقًا للتقرير الوارد اليوم الأحد 4 يونيو 2023.

اصطدام وشيك

بحسب البيان، فإن سفينة حيش التحرير الشعبي الصيني، أبحرت أمام مقدمة المدمرة الأمريكية، وواصلت الاقتراب منها إلى أن أصبحت المسافة بينهما 137 مترًا، ودفع ذلك المدمرة الأمريكية للإبطاء حتى تتجنب الاصطدام بالسفينة الصينية.

وتصر بكين على أن جزيرة تايوان، التي تتمتع بالحكم الذاتي، هي جزء من أراضي جمهورية الصين الشعبية. في حين تتبنى الولايات المتحدة سياسة “صين واحدة” لكنها ترفض أي تغيير “أحادي الجانب” في الوضع الراهن، وهو الخلاف الذي تحدث على إثره توترات متواصلة بين البلدين.

استفزاز أم عبور روتيني؟

وصفت الولايات المتحدة العبور الذي أجرته المدمرة الأمريكية والسفينة الكندية بـ “الروتيني”، وفي مقابل ذلك اعتبرته بكين “استفزازًا” غير مقبولٍ. وفي حوار شانجريلا، وهو منتدى أمني آسيوي، قال وزير الدفاع الصيني، لي شانج فو، إن اقتراب السفن والطائرات من الأراضي الصينية ليس من أجل المرور السلمي، ولكنه يحدث بغرض الاستفزاز، وفقًا لما نقلت وكالة أنباء سبوتنيك.

وأعلن البنتاجون أنه لا يزال “قلقًا في ما يتعلق بالأنشطة المحفوفة بالمخاطر لجيش التحرير الشعبي في المنطقة”، بما في ذلك تلك التي حدثت في الأيام الأخيرة وفقًا لما نقلت عنه صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية.

تقويض الاستقرار الإقليمي

المتحدث باسم قيادة الجبهة الشرقية في جيش التحرير الشعبي الصيني، شي يي، قال في أعقاب الحادثة، إن القوات البحرية والجوية، تعاملت بمهنية مع الموقف، وتعقبت المدمرة الأمريكية والفرقاطة الكندية، وفقًا لبيان رسمي نشره الموقع الرسمي لوزارة الدفاع الصينية.

وانتقد يي سلوك الولايات المتحدة وكندا في المنطقة، ورفض ما أسماه المحاولات الخبيثة لتقويض الأمن والاستقرار الإقليميين.

وشدد على أن قوات بلاده في حالة تأهب قصوى، وتتخذ جميع الإجراءات اللازمة للرد بحزم على جميع التهديدات والاستفزازات، وحماية السيادة الوطنية للصين وأمنها وسلامها واستقرارها الإقليمي، على حد وصف البيان.

إنذار بالخطر

وزير الدفاع الأمريكي كان قد شدد على أن الولايات المتحدة لن ترضخ لـ “الإكراه الصيني”، وستواصل التحليق والإبحار فوق مضيق تايوان، وذلك بغرض التأكيد على أنها مياه دولية، وفقًا لما نقلت صحيفة فاينانشال تايمز.

وأشار إلى أن الصين تواصل إجراء عدد ينذر بالخطر من عمليات الاعتراض لطائرات أمريكية وحليفة، تحلق بشكل قانوني في المجال الجوي الدولي، متعهدًا بـ”دعم واشنطن الحلفاء في المنطقة وهم يدافعون عن أنفسهم ضد الخطوات العدوانية”.

حوادث متكررة

أواخر الشهر الماضي، انتقدت واشنطن إقدام طائرة صينية على الاقتراب من طائرة استطلاع أمريكية فوق بحر الصين الجنوبي. في حين اتهمت الصين الولايات المتحدة بإختراق منطقة تدريب خاصة بها.

كان وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، قد أشار خلال منتدى شانجريلا إلى أن الجيش الصيني أجرى عددًا مقلقًا من عمليات الاعتراض الجوي، محفوفة المخاطر فوق بحر الصين الجنوبي.

كما أنه دعا قادة الدفاع الصينيين للتواصل مع الولايات المتحدة، معتبرًا الاستعداد للحديث في أي وقت “ليس مكافئة”. وكانت الصين قد رفضت عقد لقاء بين وزير دفاعها ونظيره الأمريكي، غير أن مصافحة عابرة جمعت المسؤولين خلال المنتدى الأمني الآسيوي.

اقرأ أيضًا| واشنطن وبكين.. الخلافات في طريقها للخروج عن السيطرة

اقرأ أيضًا| استعدادًا لأسوأ السيناريوهات.. تحركات صينية لحماية الأمن القومي

ربما يعجبك أيضا