عهد المخاطر على اقتصادات الأسواق الناشئة بدأ يتلاشى

أحمد السيد
العاصمة المصرية القاهرة

الركود التضخمي في الولايات المتحدة وأوروبا ، الذي يعيق الاقتصادات النامية التي تعتمد على الصادرات، يمكن أن يعود بالنفع على الدول ذات الطلب الاستهلاكي المحلي القوي وصاحبة الاعتماد الأقل على الأسواق الغربي.


تتحرك البنوك المركزية في أنحاء العالم صوب رفع معدلات الفائدة، من أجل كبح التضخم المرتفع، ما أدى إلى موجة نزوح تاريخية للأموال الساخنة، جعلت الأسواق الناشئة أكبر المتضررين.

لكن التفاؤل بعودة الاستقرار بدأ يلوح في الأفق. ومنذ مارس الماضي، تراجعت أسهم وسندات الدول الأفقر نتيجة تشديد مجلس الاحتياط الفيدرالي الأمريكي للسياسة النقدية، وانفلات أسعار المستهلكين، وقد تتعرض هذه الدول لموجة بيع أخرى إذا تعثر الاقتصاد العالمي.

المستثمرون يبتعدون عن الدول الغنية

قالت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفيا، إن ما يقرب من ثلث دول الأسواق الناشئة وما يزيد مرتين على تلك النسبة من الدول منخفضة الدخل، تعاني من ضائقة ديون مع تدهور الوضع، بعدما رفعت الاقتصادات المتقدمة أسعار الفائدة.

صندوق النقد الدولي

صندوق النقد الدولي

وحسب تقرير لوكالة “بلومبرج” في 15 أغسطس 2022، يبحث المستثمرون في الولايات المتحدة وغيرها من الاقتصادات الغنية، للمرة الأولى منذ 4 عقود، عن استراتيجية استثمارية مربحة في الدول الفقيرة، في مواجهة ارتفاع التضخم وركود الاقتصاد معًا. وأضاف التقرير: “لا أحد يعرف ما النمط الذي سيتخذه دليل الركود التضخمي، لكن شيئًا واحدًا يبدو مؤكدًا، هو أنه سيشمل أصولًا من أسواق ناشئة”.

أمل أكبر للدول ذات الطلب الاستهلاكي المحلي

تقرير “بلومبرج” أشار إلى أن الركود التضخمي في الولايات المتحدة وأوروبا، الذي يعيق الاقتصادات النامية التي تعتمد على الصادرات، يمكن أن يعود بالنفع على الدول ذات الطلب الاستهلاكي المحلي القوي، وصاحبة الاعتماد الأقل على الأسواق الغربية، وهذا من شأنه أن يفيد البلدان التي لديها شركات ذات تركيز محلي.

وتبرز الهند في هذا الصدد، وقد توقع التقرير أن تنمو الدولة التي تشكل الصادرات 12% فقط من ناتجها المحلي الإجمالي، بأسرع وتيرة بين الاقتصادات الكبرى في عام 2023. وتعد سوق الهند المالية من الأسواق القليلة التي تحقق تقدمًا في العام الحالي.

أطول سلسلة خسائر في 7 سنوات

أظهرت بيانات من معهد التمويل الدولي، أن الأسواق الناشئة تعاني منذ مارس 2022 تخارج محافظ الاستثمارات الخارجية، في أطول سلسلة خسائر في 7 سنوات، في وقت تثير فيه مخاوف الركود والتضخم انزعاج المستثمرين، حسب ما نشرته شبكة “سي إن بي سي” في 6 يوليو 2022.

IIF institute internactional finance

معهد التمويل الدولي

وشهد شهر يونيو  تراجعًا في عمليات تخارج محافظ غير المقيمين، وبلغت 4 مليارات دولار، مقارنة بقيمة تخارج بلغت 5.1 مليار دولار في مايو، على النقيض من تدفقات دخلت إلى الأسواق الناشئة بقيمة بلغت 55.8 مليار دولار في يونيو 2021.

صندوق النقد يوجه بتخفيف أعباء الديون

يتشابه سيناريو التخارج الحالي مع سلسلة من عمليات التخارج على مدى 14 شهرًا انتهت في أكتوبر 2015، وبلغ صافي عمليات التخارج خلال الأشهر الـ4 من مارس وحتى يونيو 27.8 مليار دولار.

بعدها بأيام، حثت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفيا، الصين وغيرها من اقتصادات مجموعة العشرين على تسريع تخفيف أعباء الديون، عن عدد متزايد من الدول المثقلة بها، محذرة من أن عدم تنفيذ ذلك يمكن أن يتسبب في “دوامة هبوط” مدمرة، وفق ما نقله موقع قناة “العربية” في 11 يوليو 2022.

 

توصيات بشراء سندات مصر وكولومبيا

3232

كولومبيا

أوصى بنك “مورجان ستانلي” مديري الاستثمار بشراء الكثير من سندات الأسواق الناشئة، قائلًا إنه ما دام رفع أسعار الفائدة مستمرًّا في دفع العوائد قصيرة الأجل إلى أعلى، والمنحنيات مقلوبة في الغالب، فإن معيار المكاسب القوية والمستدامة سيظل مرتفعًا، حسب ما نقلت “بلومبرج” في 11 أغسطس 2022.

أما مصرف “جولدمان ساكس” فيفضل جني أسعار الفائدة في أمريكا اللاتينية على الأسواق الناشئة الأخرى، ويشير الخبراء في البنك بقيادة سيمون ويفر إلى رهانات محفوفة بالمخاطر بالفعل في الأرجنتين والسلفادور وزامبيا وموزمبيق، ومن بين الاقتصادات عالية الجدارة الائتمانية.

ويوصي فريق “مورجان ستانلي” بشراء أدوات دين رومانيا والمكسيك وبنما. ويوصي مديرو الاستثمار بشراء سندات ذات عائد مرتفع من مصر وأوكرانيا وكولومبيا.

ربما يعجبك أيضا