اقتصاد الفضاء.. قطاع واعد يحقق مكاسب خيالية

كيف سيغير اقتصاد الفضاء العالم؟

إسلام أمين

قدر فريق الفضاء في بنك مورجان ستانلي أن صناعة الفضاء العالمية قد ترتفع إلى أكثر من تريليون دولار بحلول عام 2040.


يعد قطاع الفضاء فرصة واعدة للشركات الخاصة وحكومات الدول للابتكار وتوسيع نطاق أعمالهم، ما يعزز النمو الاقتصادي ويخلق وظائف جديدة.

ويمكن أن يسهم الاقتصاد الفضائي في تعزيز التعاون الدولي وتبادل المعرفة والتكنولوجيا بين الدول المختلفة، وقدر “تقرير الفضاء 2022” أن اقتصاد الفضاء بلغ 469 مليار دولار في العام 2021، بزيادة 9% عن العام السابق.

عامل رئيس للنمو والكفاءة الاقتصادية

يغطي مصطلح “اقتصاد الفضاء” “السلع والخدمات التي تنتج في الفضاء، وتستخدم في الفضاء، كما أنه نشاط ينطوي على استكشاف وبحث وفهم وإدارة واستخدام الفضاء.

وقال التقرير إن أكثر من 1000 مركبة فضائية جرى إطلاقها على مدار 6 أشهر الأولى من العام الحالي 2023، أكثر مما جرى إطلاقه في السنوات 52 الأولى لاستكشاف الفضاء 1957-2009، ليكون قطاع الفضاء ليس فقط قطاع نمو بذاته، بل يثبت أنه عامل رئيس للنمو والكفاءة في قطاعات أخرى.

صناعة الفضاء ترليونية

نشر البنية التحتية الفضائية الجديدة قد يأتي بفوائد للصناعات، وفق التقرير، بما في ذلك علم الأرصاد الجوية والطاقة والاتصالات والتأمين والنقل والشحن البحري والطيران وتطوير المدن، وبفضل التحسينات التكنولوجية المستمرة تشجعت الشركات على زيادة استثماراتها في الاقتصاد الفضائي.

ويقدر فريق الفضاء في بنك مورجان ستانلي أن صناعة الفضاء العالمية قد ترتفع إلى أكثر من تريليون دولار بحلول عام 2040، بفضل التحسينات التي أدخلت على حالات الاستخدام الحالية، وتطوير تطبيقات جديدة، بما في ذلك المزيد من التخفيضات في تكاليف الإطلاق والتشغيل.

الاستثمار في الفضاء

في البداية كانت الوكالات العامة، خاصة وكالة ناسا ووزارة الدفاع الأمريكية والمجتمع الاستخباري، توفر معظم الاستثمار في مجال الفضاء. وأوضح التقرير أنه في حين تظل هذه الوكالات مصدرًا رئيسًا للتمويل، فإن انتشار التكنولوجيا جذب المزيد من الاستثمار من شركات والمستثمرين.

وأشار إلى أنه في عام 2021، بلغ تمويل القطاع الخاص في شركات متعلقة بالفضاء أكثر من 10 مليارات دولار، وهو أعلى مستوى على الإطلاق وزيادة 10 أضعاف عن العقد الماضي. وانخفضت تمويل البحث والتطوير في مجال الفضاء القادمة من الحكومة الأمريكية من 70 إلى 50% خلال نفس الفترة. في حين زاد عدد الشركات الناشئة المتعلقة بالفضاء أكثر من ضعفين بين عامي 2010 و2018.

طريق واعد نحو الاستثمار

قال التقرير إنه حتى الآن لم تستغل الإمكانات الكاملة للشركات العاملة في نظام الفضاء بعد، فالتطورات الأخيرة في التكنولوجيا، والاستثمار المتزايد في القطاع الخاص، والطلب المتزايد على بيانات الفضاء والمنتجات والخدمات تعزز النمو في هذا القطاع، وتعد أهم 3 مجالات للاستثمار في الفضاء قصير الأجل، هي الأمن والحماية، والاتصالات الفضائية، والحوسبة والذكاء الاصطناعي.

ورأى التقرير أن التعاون بين القطاعين العام والخاص، إلى جانب التعاون الدولي، يعد ضروريًّا لتوسيع فرص الاستثمار في الفضاء، إضافة إلى ذلك، من المرجح أن يستمر دور الشركات الخاصة في سوق الفضاء في التوسع، بسبب الاتجاهات الناشئة، مثل خدمات بيانات الفضاء والتصنيع في الفضاء.

تحديات وفرص سوق الفضاء

توقع التقرير أن يظهر سوقًا جديدة لتخزين البيانات في المدار، من خلال تطوير مراكز بيانات وخدمات قيمة، مثل تنقية البيانات ومعالجتها، لكنه قال إن الكشف عن هذا الإمكانات يتطلب جهودًا مشتركة عبر نظام الفضاء الأوسع لتعزيز الاستثمار في البنية التحتية وتحفيز الطلب.

وأوضح أنه تتوفر تحديات وفرص للمنافسين الجدد واللاعبين المعتمدين في سوق الفضاء، خلال السنوات المقبلة. وتوقع أن تستمر الابتكارات في الأعمال والتكنولوجيا في خفض التكاليف وتوسيع الوصول إلى الفضاء. ومن المحتمل أن تتحول نماذج الأعمال من حلول قليلة ومخصصة ومكلفة إلى عروض أكثر قياسية وأقل تكلفة .

ربما يعجبك أيضا