اكتشاف أدلة جديدة على أول انقراض جماعي على الأرض

بسام عباس
المحيط

اكتشف باحثون أمريكيون ما قد تكون أدلة على أول انقراض جماعي للحيوانات على الأرض.


منذ الانفجار الكمبري، قبل 538.8 مليون سنة، أدت 5 عمليات انقراض جماعي كبرى إلى تقليص التنوع البيولوجي لجميع الكائنات الكبيرة والصغيرة.

وكشف باحثون من الولايات المتحدة عن أدلة على حدوث إحداها منذ قرابة 550 مليون سنة، خلال العصر الإدياكاري، وجاء السبب الرئيس لهذا الانقراض في النقص الحاد بالأكسجين، وفق ما أورده موقع ساينس أليرت العلمي.

الحفريات النادرة

ذكر الموقع أن المحيطات كانت تعج ببعض الحيوانات المألوفة، مثل الإسفنج وقناديل البحر، ورغم ذلك تبدو معظم الحياة في فترة مبكرة من التاريخ البيولوجي غريبة بالنسبة لنا. وكانت الحيوانات رخوة البدن أشبه بسعف نبات عالق في مكانه، أو تأخذ أحد أشكال الصدف.

وأضاف أن عالم الأحياء القديمة بجامعة فرجينيا التقنية الأمريكية، سكوت إيفانز، وفريقه البحثي، جمع بيانات عن الحفريات النادرة لأنواع الحيوانات الأسفنجية من أنحاء العالم، التي تعود إلى العصر الإدياكاري، ووجد أن التحولات المفاجئة في التنوع البيولوجي، التي اكتشفت سابقًا، لم تكن مجرد عينات تحيزات.

زيادة في التنوع البيولوجي

أوضح الموقع، في تقرير نشره الأربعاء 10 مايو 2023، أن أجزاء الجسم اللينة عادةً لا تتحلل بسهولة، مثل أجزاء التشريح الأكثر صلابة والأكثر تمعدنًا، لذلك اشتبه الباحثون في أن الغياب النسبي للحيوانات رخوة الجسم في المراحل المتأخرة من العصر الإدياكاري كان نتيجة فشل في الحفاظ عليها.

وأشار إلى أن سجل الحفريات العالمي يشير إلى خلاف ذلك، وكشف فريق البحث الأمريكي عن وجود زيادة إجمالية في التنوع البيولوجي بين المراحل المبكرة والمتوسطة من العصر الإدياكاري، والمعروفة باسم الأفالون (من 575 إلى 560 مليون سنة) ومراحل البحر الأبيض (من 560 إلى 550 مليون سنة).

اختفاء أنواع كثيرة

قال الموقع إن فريق البحث وجد اختلافات كبيرة في نمط التغذية وعادات الحياة والطبقة البيئية، والحد الأقصى لحجم الجسم بين تجمعات أفالون والبحر الأبيض، وبين هاتين الفترتين الزمنيتين، ظهر عدد أكبر من الحيوانات المتنقلة الأصغر، التي تتغذى على الحصائر الميكروبية التي سادت قاع البحر.

وأضاف أن أوضاع التغذية بهذه الطريقة لم تتغير بين البحر الأبيض والمرحلة الأخيرة المعروفة باسم ناما (من 550 إلى 539 مليون سنة). ويبدو أن 80 % من الأنواع المذهلة اختفت بين هاتين المرحلتين من العصر الإدياكاري.

كائنات أشبه بالسعف

أوضح الموقع العلمي أن هذه الأدلة الحديثة تشير إلى أن جميع أنواع أنماط التغذية وعادات الحياة تعرضت لخسائر كبيرة، فلا يوجد سوى 14 جنسًا فقط في الناما من بين 70 مجموعة معروفة من مرحلة البحر الأبيض السابقة.

حيوانات البحر الأبيض كانت كائنات كبيرة شبيهة بالسعف

حيوانات البحر الأبيض كانت كائنات كبيرة شبيهة بالسعف

وقال إيفانز في دراسته إن تراجع التنوع بين هذه التجمعات يدل على حدوث انقراض، وأن النسبة المئوية للأجناس المفقودة يمكن مقارنتها بتلك التي عانت منها اللافقاريات البحرية، خلال الـ 5 انقراضات الجماعية الكبرى.

وأضاف أن العديد من حيوانات البحر الأبيض، التي نجت من الانقراض وبقيت في حقبة (ناما)، كانت كائنات كبيرة شبيهة بالسعف مع مساحة سطح عالية إلى نسبة الحجم. ويدل هذا الشكل على أن هذه الحيوانات كانت تتكيف للتعامل مع انخفاض الأكسجين المحيطي.

أدلة جيوكيميائية

ذكر الموقع العلمي أن الباحثين اكتشفوا وجود أدلة جيوكيميائية حديثة تدعم هذه الفكرة، ووجدت دراسة أجريت عام 2018 علامات نقص الأكسجين في المحيطات الواسعة النطاق، التي غطت أكثر من 20% من قاع البحر في نهاية العصر الإدياكاري.

وخلص الفريق إلى أن البيانات، التي أصدرها في دراسته، تدعم وجود صلة بين معدل دوران الكائنات الحية في العصر الإدياكاري والتغير البيئي، على غرار الانقراضات الجماعية الرئيسة الأخرى في السجل الجيولوجي.

اقرأ أيضًا: جزيرة الريم.. لؤلؤة الإمارات وحاضنة التنوع البيولوجي في أبوظبي

اقرأ أيضًا: إلى أي مدى يصل خطر الانقراض الجماعي الحالي؟

اقرأ أيضًا: نجم البحر مهدد بالانقراض بسبب التغيرات المناخية

ربما يعجبك أيضا