الآلية الرباعية حيال الأزمة السودانية.. بين التحديات السياسية وغموض الأغراض

ضياء غنيم
تحديات الآلية الرباعية للوساطة في السودان

كثفت الآلية الرباعية اتصالاتها مع كل الأطراف السودانية، لحل الأزمة السياسية في البلاد، بعد أيام من فشل رعايتها لاجتماع مماثل.

ونشطت الآلية الرباعية في دعم المشاورات التي قادتها بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في إطار الآلية الثلاثية، إلا أنها اضطلعت بدور الوسيط المباشر، خاصة مع انهيار محادثات الآلية الثلاثية بانسحاب المكون العسكري منها، بمبادرة من الرياض وواشنطن، انضمت إليها أبوظبي ولندن.

مساعي الآلية الرباعية

عاودت الآلية الرباعية (المُشكَّلة من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وبريطانيا) يوم أمس الثلاثاء 6 سبتمبر 2022، اتصالاتها بالأطراف المدنية والعسكرية السودانية، لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد، حسب صحيفة “سودان تريبيون”.

وأفادت الصحيفة أن الآلية اقترحت حضور ممثلين اثنين لكل من الحرية والتغيير (المجلس المركزي) والجبهة الثورية التي تضم الحركات المسلحة، ويمثلهما رئيسا حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان، بجانب اللجنة الثلاثية للمكون العسكري، في حين ربط تحالف الحرية والتغيير مشاركته في الحوار بعدم حضور مجموعة التوافق الوطني.

خلافات الفرقاء

واجهت الآلية الرباعية العراقيل منذ تحولها إلى دور الوسيط، فقد فشلت جهودها في جمع القوى السياسية السودانية، يوم السبت 3 سبتمبر 2022 على خلفية رفض تحالف الحرية والتغيير مشاركة أطراف غير مدعوة للحوار، يسميهم التحالف بـ”وكلاء الانقلاب”، في إشارة إلى مجموعة التوافق الوطني التي أيدت إجراءات الجيش في 25 أكتوبر 2021.

وازداد التوتر بين الجيش وتحالف الحرية والتغيير على خلفية ما عدّه البرهان محاولة للوقيعة بين الجيش وقوات الدعم السريع بقيادة نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي محمد حمدان دقلو (حميدتي)، على خلفية مزاعم التحالف بوجود خلافات بين الطرفين، وقال إن القوات المسلحة والدعم السريع: “لن يرفع أحدهما السلاح في وجه الآخر”، حسب صحيفة “الشرق الأوسط“.

البرهان يعارض وجود بريطانيا في الآلية الرباعية

وجّه رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، في يوم أمس 6 سبتمبر 2022، هجومًا حادًّا تجاه بريطانيا ودورها في السودان، واتهمها باستخدام “الدعاية السوداء، وتغذية الصراعات القبلية، والتشكيك في القيادة، والتحريض على تفكيك القوات المسلحة”، حسب صحيفة “الشرق الأوسط”.

وتصريحات البرهان ضد أحد أطراف الآلية الرباعية، جاءت خلال احتفال الجيش السوداني بالذكرى 124 لمعركة “كرري” شمال أم درمان بين القوات المهدوية وبريطانيا، حذر خلالها من مساعي جهات خارجية للقضاء على الدولة السودانية، عبر تفكيك المؤسسة العسكرية ومنظومتها الأمنية بصفة عامة.

وضع الجيش

بالإشارة إلى تأكيد البرهان عدم تسليم البلاد إلا لحكومة منتخبة، رأى المحلل السياسي السوداني محمد أبوالسعود، أن خروج القوات المسلحة من المشهد السياسي غير ممكن إلى حين انتهاء الفترة الانتقالية، حسب صحيفة “الصيحة” السودانية. وفي المقابل يعكف تحالف قوى الحرية والتغيير، بحسب تصريحات القيادي شهاب الطيب لصحيفة “سودان تريبيون”، على صياغة إعلان دستوري.

وبموجب هذا الإعلان يضمن تسليم السلطة للمدنيين وخروج الجيش من السلطة نهائيًّا، لإنجاز التحول الديمقراطي، ويرفض التحالف المبادرات السياسية المطروحة على الساحة والداعية إلى عودة الشراكة بين المدنيين والعسكريين، ويدفع إلى إخراج قوى التوافق الوطني من مشهد الحوار بوصفها مؤيدة للجيش غير معنية بإجراءات تسليم السلطة.

ربما يعجبك أيضا