الأبوة السامة.. العلامات والتأثير وطرق المواجهة

ياسمين سعد

في حين قد ينخرط الإنسان في بعض العلاقات السامة، إلا أنه تظل علاقته بأسرته هي الأساس، ولكن ماذا إذا كانت علاقته بأسرته هي العلاقة السامة؟.. تعرف على علامات الأبوة السامة وكيفية مواجهتها خلال السطور التالية.


يحاول كل أب وأم أن يصبحا الأبوين المثاليين لأبنائهما، ولكنهما قد يتحولا مع الوقت إلى أشخاص سوام بسبب ارتكابهما لبعض الأخطاء التربوية دون أن يشعروا بذلك.

بحسب موقع health shots، فإنه يوجد عدد من العلامات التي يجب على كل أسرة ملاحظتها حتى لا تتحول إلى أسرة سامة تؤثر في الصحة النفسية لأطفالها بالسلب، وأول هذه العلامات هي التحكم في الابن أو الابنة، حتى يشعروا بأنهم مسلوبي الإرادة لا يقوون على اتخاذ أي قرار يخص مستقبلهم.

الأبوة السامة

تميل الأبوة السامة إلى الدراما، فقد يفاجأ الابن برد فعل الأسرة المبالغ فيه تجاه أخطائه، فيشعر بالخوف لأنه لا يستطيع التنبؤ بأفعال أسرته، ويستخدم بعض الأهالي أسلوب الإحساس بالذنب لإجبار الأبناء على فعل أشياء لا يريدون فعلها، وهو ما يسمى بأسلوب التلاعب والاحتيال.

ولا يرى الوالد أو الوالدة المسيئة أي حدود بينهم وبين أبنائهم، فلا توجد خصوصية بين أفراد الأسرة على الإطلاق، وبذلك يفقد الأبناء احترامهم وثقتهم بأنفسهم مع الوقت، وإذا كان الابن شخصًا حساسًا وتعرض للانتقاد من والديه طوال الوقت، فسيتحول لشخص شديد الانتقاد واللوم لنفسه عندما يكبر.

علاقات الأبوة السامة

علاقات الأبوة السامة

غياب الأب

تركز المجتمعات العربية على وجود المرأة في المنزل كأساس للأسرة، ولكن أثبتت الدراسات العلمية أهمية وجود الأب في حياة أطفاله، فلا يتسبب وجود الأب في تعزيز هوية الطفل وشعوره بالثقة بالنفس والأمان فحسب، بل إن وجوده يعد من أهم عوامل نجاح الطفل في حياته المستقبلية.

وجدت دراسة امتدت على مدار 10 سنوات تابع خلالها الباحثون 134 طفلًا تتراوح أعمارهم بين الثامنة والعاشرة، أن الأطفال الذين تمتعوا بعلاقة جيدة مع آبائهم خلال 8 سنوات الأولى يؤدون على نحو أفضل دراسيًّا، وحققوا معدلات أعلى في القراءة، وكانوا أقل عرضةً لمشكلات السلوك عن غيرهم الذين ليسوا على علاقة جيدة بوالدهم، هذا بحسب ما ذكر في موقع ساينتيفك أمريكان.

التأثيرات السلبية لإساءة الوالدين لأبنائهم

أوضح علماء النفس أن الأطفال الذين يتعرضون لإساءة من الوالدين هم الأكثر عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة عند الكبر، كما أن شعور الأطفال بالتزامهم تجاه عائلاتهم تجنبًا للإساءة يجعلهم يصابون بالأمراض الجسدية بجانب النفسية.

وذكر موقع choosing therapy عدة أمراض رجح العلم أن يصاب بها الأطفال الذين كبروا وسط أسرة سامة، وهي الإصابة بأمراض القلب، الشعور بالإرهاق المزمن، عدم القدرة على السيطرة على الغضب، الإصابة بالاكتئاب والقلق المزمن، الإدمان، محاولة الانتحار، وتخريب الذات.

علاقات الأبوة السامة

علاقات الأبوة السامة

الخروج من الأزمة

ينصح خبراء علم النفس أي شخص نشأ في أسرة سامة بأن يقدر شعوره بأنه كان ضحية أسرة سامة لأن عائلته لن تدعمه، بل سيشككون في هذا الشعور ويحاولون أن يشعر الابن بالذنب بدلًا من الاعتراف بأخطائهم تجاهه، هذا مع ضرورة وضع حدود صحية بين الابن وبين أسرته، محافظًا بها على خصوصيته وقراراته الشخصية.

ويعتقد بعض الأبناء أنهم يستطيعون تغيير آبائهم إلى الأفضل، فيستغرقون سنوات عديدة في محاولات مضنية للحصول على الأسرة التي يحلمون بها ولكن دون نتيجة، ولذلك يجب أن يتقبل الابن أسرته كما هي، ويتحكم فقط في ردود أفعاله تجاه المواقف السامة لأن هذا هو الذي يستطيع تغييره فقط.

ضرورة الدعم النفسي

وضع التوقعات الواقعية لمعاملة الأهل للابن قد يكون شيئًا مؤلمًا ولكنه صحي، فعلى الرغم من أنه قد يشعر الابن بالتوتر لإدراكه بأن تعامله المقبل مع عائلته ستكون نتيجته سلبية، فإن الشعور المؤقت بالتوتر سيكون أفضل من الشعور بخيبة الأمل بعدما توقع الابن المواقف الإيجابية من العائلة التي تفاجئه دائمًا بالمواقف السلبية.

ومن أهم المقومات التي يجب أن يكتسبها الابن الذي نشأ في أسرة سامة هي الدعم النفسي الذاتي لأنه لن يحصل عليه من أحد، فإذا شعر بالضعف في بعض الأوقات فعليه باللجوء إلى أصدقائه المقربين للحصول على الدعم، فإذا لم يجد أن هذا الدعم كافيًا فعليه استشارة الطبيب النفسي لكي يستطيع التأقلم مع معاناته النفسية والمضي قدمًا.

ربما يعجبك أيضا