هل تنجح إيران في تعديل مسار محادثات آستانة بشأن سوريا؟

يوسف بنده

سعى وزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان، خلال زيارته إلى دمشق وأنقرة يناير الماضي، إلى تحديث مسار محادثات آستانة، من خلال إشراك النظام السوري كطرف رابع في الاجتماعات.


تصريحات متعاقبة خرجت من موسكو وطهران وأنقرة بشأن التحضير لاجتماع مرتقب لهذه الترويكا بمشاركة دمشق.

وتبذل موسكو جهودًا للمصالحة بين أنقرة ودمشق في إطار حل الأزمة السورية، ولم تتوصل اجتماعات أمنية سابقة بين مسؤولين من تركيا وسوريا إلى صيغة لحل قضايا خلافية ما يتيح الانتقال للمستوى السياسي وهو ما تأمل موسكو إنجازه خلال هذه الفترة.

000 33736QM

تعديل صيغة آستانة

سعى وزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان، خلال زيارته إلى دمشق وأنقرة يناير الماضي، إلى تحديث مسار “آستانة”، من خلال إشراك النظام السوري كطرف رابع في اجتماعات “آستانة”، بعدما كان المسار مقتصرًا على الثلاثي “الضامن” تركيا وإيران وروسيا، على مدار 19 جولة، منذ عام 2017.

وقدم هذا الطرح كبير مستشاري الخارجية الإيراني، علي أصغر خاجي، بقوله: إن “العمل جارٍ على تحديث محادثات آستانة بشأن سوريا، تماشيًّا مع الظروف والمتغيرات الراهنة”. وتأتي المساعي الإيرانية بعد تحركات روسية للمصالحة بين دمشق وأنقرة بعيدًا عن مشاركة إيران، وهو ما أغضب حكومة طهران من استجابة النظام السوري الذي دعمته، للتحركات الروسية والتركية.

4443971

اجتماع رباعي

يبدو أن إيران قد نجحت في تعديل صيغة آستانة، فقد صرح نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوجدانوف، في لقاء مع وكالة “سبوتنيك” الروسية، 23 فبراير 2023، بأنه يتم العمل لتنظيم اجتماع رباعي يضم وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران وسوريا. وأن العمل يجري حاليًا على إعداد صيغة لتنظيم هذا الاجتماع الرباعي، ولدينا هدف مشترك يتمثل في تسوية الوضع في سوريا واستقرار الوضع في الشرق الأوسط.

russia 2

وأشار بوجدانوف إلى أنه في نهاية ديسمبر الماضي، تم عقد اجتماع لوزراء دفاع روسيا وسوريا وتركيا في موسكو، مضيفًا أن “إيران أعربت عن رغبتها في الانضمام لهذه المحادثات، مع مراعاة طبيعة العلاقات التي تربط طهران بدمشق من جهة وأنقرة من جهة أخرى، بالإضافة لدور إيران الإقليمي ومشاركتها في محادثات آستانة، والتي تبقى الأداة الفعالة الوحيدة للمساعدة الدولية للتسوية في سوريا.

ولحل الخلافات بين أنقرة ودمشق، تم التخطيط لعقد اجتماع لوزراء خارجية روسيا وسوريا وتركيا. وفي يناير الماضي، اقترح وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو أن مثل هذا الاجتماع يمكن أن يُعقد في أوائل فبراير. في وقت لاحق، صرح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان بأن إيران يمكن أن تنضم إلى المحادثات رفيعة المستوى المزمعة بين تركيا وروسيا وسوريا.

1401101923262483326813544

اجتماع قريب للمصالحة

لم يحدد المسؤول الروسي تاريخًا بعينه للقاء الرباعي، لكن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في حوار مع وكالة سبوتنيك الروسية، 24 فبراير، لم يستبعد أن يُعقد اللقاء قريبًا. وقال كنعاني: “الاتصالات والمشاورات بين كبار دبلوماسيي سوريا وإيران وروسيا وتركيا تتواصل بشأن اللقاءات الدورية بين الدول الأربع بشكل جدّي”.

وحسب تقرير موقع “ميدل إيست”، 26 فبراير، فإنه قد يتحدد اللقاء بعد أن يتضح في تركيا موعد الانتخابات العامة التي كانت مقررة في مايو وسط حديث عن احتمال تأجيلها إلى يونيو المقبل، وهو الموعد الذي كان مقررًا قبل أن يعلن الرئيس التركي قبل الزلزال تقديمه إلى مايو. وكان اجتماع بين ممثلين عن البلدين مقررًا منتصف الشهر الحالي لكنه تأجل بعد الزلزال المدمر.

russia 3

وطرح الرئيس السوري، بشار الأسد، شروطًا وجب العمل عليها قبل الانخراط في المصالحة من بينها الاحتلال التركي لأجزاء من شمال سوريا وكذلك وضع الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا والتي تصفها دمشق بالإرهابية. وتمهد الترتيبات والوساطة الروسية لتعبيد الطريق لاتفاق سياسي، يسمح لتركيا بالتخفّف من عبء اللاجئين السوريين وتحصين حدودها الجنوبية من جهة ويضمن لسوريا انسحاب تركيا من شمالها.

وتتمسك الحكومة السورية بشرط أساسي للمضي في مسار المصالحة ويتعلق بتحديد جدول زمني لخروج القوات التركية من شمال سوريا وشمالها الغربي، وهو أمر لم ترفضه أنقرة لكنها تطالب بضمان أمن حدودها ووقف أي موجات لجوء محتملة إلى أراضيها.

ربما يعجبك أيضا