الأدوية المزيفة تمثل تهديدًا خطيرًا في إفريقيا.. كيف يمكن اكتشافها؟

بسام عباس
موظف بوزارة الصحة يشارك في عملية مصادرة لمتاجر تبيع أدوية مزيفة في أبيدجان

تغزو الأدوية المزيفة أسواق إفريقيا وتهدد حياة الملايين من البشر، وأصبحت ظاهرة تهدد الصحة وتقض مضجع المنظمات الصحية الإقليمية والدولية.


الأدوية المزيفة تمثل 88.4% من أدوية الملاريا في بعض الأسواق الإفريقية، وتسبب وفاة ما بين 64 ألفًا و158 ألف حالة كل عام في إفريقيا.

وورد هذا في دراسة كشف عنها موقع كونفرزيشن. وإزاء هذا الخطر القاتل، دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر من قبل، بعد أن كشفت عن موت 122.350 طفل إفريقي عام 2013 بسبب دواء مزيف مضاد للملاريا، وآخر غير فعال.

ما الأدوية المزيفة؟

أوضح موقع كونفرزيشن أن مصطلح “الأدوية المزيفة” يشير إلى الأدوية التي يزورها المهربون أو يسمونها بنحو خاطئ عمدًا وعن طريق الاحتيال، ويُطلق عليها أيضًا اسم الأدوية دون المستوى أو المزيفة، وهي لم تجتز مقاييس الجودة والمعايير التي وضعتها السلطات التنظيمية للأدوية.

وأشار الموقع، في تقرير نشره الثلاثاء 4 إبريل 2023، إلى ضرورة عدم الخلط بينها وبين الأدوية الجنيسة (المكافئة) التي تكون أرخص ثمنًا، ولكن لم يثبت علميًّا أنها إصدارات آمنة وفعالة من الأدوية الحاصلة على براءة اختراع.

وأضاف أن الأدوية المزيفة الأكثر شيوعًا تنحصر في مسكنات الألم، والمضادات الحيوية لعلاج العدوى، ومضادات الملاريا، ومضادات الفيروسات القهقرية، والمنشطات الجنسية، وأدوية إنقاص الوزن.

يؤدي إلى الموت

ذكر الموقع العلمي أن إعطاء الناس أدوية مزيفة لا تُصنع بطريقة غير صحيحة أدى إلى موت أكثر من 250 ألف طفل في جميع أنحاء العالم كل عام، ففي العام الماضي وحده مات أكثر من 300 طفل بعد تناول أدوية مزيفة للسعال أو شراب للألم.

وطالب بضرورة تعزيز مراقبة الحكومات على الأدوية المزيفة، وذلك من خلال الصيادلة في العديد من الدول الإفريقية لخلق الوعي بهذه الأدوية وتسللهم المحتمل إلى سلسلة توريد الأدوية، ما سيجعلهم أكثر استعدادًا لاكتشاف الأدوية المزيفة ومشاركة المعلومات مع مرضاهم.

وشدد على ضرورة تثقيف المرضى، وهم أهم ركيزة للاستخدام الآمن للأدوية، وينبغي أن يدركوا كيفية فحص الأدوية بصريًّا لتواريخ انتهاء الصلاحية وعلامات التعريف الأخرى، لافتًا إلى أن القدرة على التمييز بين دواء ذي نوعية جيدة وطب مزيف يمكن أن يحدث فرقًا بين الحياة والموت.

شراء الأدوية من الأماكن المشروعة

ذكر الموقع عدة نصائح للتحقق من صلاحية الأدوية، ومنها الحرص على شراء الأدوية من الصيدليات والمستوصفات التي تضع تراخيصها في مكان بارز، فالصيادلة ومساعدوهم مسؤولون قانونيًّا وأخلاقيًّا عن الأدوية التي بحوزتهم، ما يعني أنهم سيحصلون عليها عبر القنوات الصحية الرسمية.

وأضاف أن العاملين في مجال الصيدلة يشاركون في “نظام التيقظ الدوائي” في بلادهم، الذي يراقب سلامة الأدوية، وهو نظام قادر على التقاط والإبلاغ عن الآثار الجانبية الخطيرة والإصابات التي قد تسببها الأدوية. وهذا النظام يجعل من الممكن إزالة الأدوية المزيفة.

وحذر كذلك من شراء الأدوية من الصيدليات على الإنترنت، ففي معظم الدول الإفريقية، لا تعمل الصيدليات الشرعية على الإنترنت فقط، بل يجب أن يكون لها وجود مادي على أرض الواقع، لافتًا إلى أن شراء الأدوية من الأسواق غير الخاضعة للتنظيم يبدو أرخص ثمنًا، ولكنه ينطوي على مخاطرة كبيرة.

افحص المنتج وتأكد من سلامته

نصح موقع كونفرزيشن بفحص العبوة الخارجية للدواء بصريًّا، مشددًا على ضرورة أن تحمل العبوة اسم المنتج وتفاصيل الشركة المصنعة وتاريخ انتهاء الصلاحية.

ولفت إلى ضرورة التحقق من رقم الدفعة، وهو رمز تسلسلي يمكن استخدامه لتتبع وقت ومكان صنع المنتج، وإذا كنت تستخدم نفس الدواء فحاول مطابقته مع العبوة السابقة.

دور رقابي للمرضى

شدد الموقع على ضرورة التأكد من سلامة العبوة وعدم العبث بها، وأن تحمل تاريخ انتهاء الصلاحية واسم المنتج، لافتًا إلى عدم وجود تغير واضح في اللون أو العفن، وينبغي أن تكون الكبسولات لامعة غير متشققة أو لزجة أو متكتلة، ويجب أن تكون زجاجة الدواء السائل محكمة الغلق عند تسلمها واستخدامها.

وحث الموقع المرضى على إبلاغ العيادة أو الصيدلية أو سلطات الصحة في البلاد، إذا شكوا في أن الأدوية مزيفة، لافتًا إلى أن كل دولة في إفريقيا لديها سلطة تنظيم الأدوية الوطنية إما كهيئة مستقلة أو ضمن وزارة الصحة.

اقرأ أيضًا: إفريقيا تواجه توليفة مميتة من أدوية السعال الهندية

اقرأ أيضًا: «الصحة الإماراتية» تنصح رعاياها بتأجيل السفر إلى تنزانيا وغينيا الاستوائية

ربما يعجبك أيضا