الأردن يواصل التقصي الوبائي ضد كورونا ومخاوف مما بعد “المنطقة الخضراء”‎

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق

عمّان – توسعت فرق التقصي الوبائي في الأردن، بإجراءاتها وزاد عددها عن 40 فريقًا لإجراء المزيد من الفحوصات العشوائية للإصابة بفيروس كورونا، فيما تتجه الحكومة لتمديد حالة الطوارئ وتعطيل مؤسسات الدولة.

وقال مساعد الأمين العام لشؤون الرعاية الصحية في وزارة الصحة، مسؤول ملف كورونا، الدكتور عدنان إسحاق: إن ما يزيد على 40 فريقًا للاستقصاء الوبائي إجراء الفحوصات العشوائية للإصابة بفيروس كورونا.

وانتهى اليوم الأحد، قرار حظر التجول الشامل الذي استمر مدة 48 ساعة متواصلة في جميع أنحاء المملكة.

وقال إسحاق -في تصريحات صحفية- إن الفرق تعمل بكل طاقتها في جميع محافظات المملكة بما فيها العاصمة عمان، لإجراء الفحوصات باستخدام جهاز الفحص السريع، أو فحص (بي سي آر .PCR).

وأشار إلى أن عملية الفحص تشمل المخالطين للمصابين لآخر 14 يومًا، وفق البيانات المتوفرة لدى الفرق، وتم الحصول عليها من المصابين أنفسهم، بالإضافة إلى عينات عشوائية لمراجعين في المستشفيات أو للمواطنين في منازلهم.

وحول استخدام جهاز الفحص السريع للكشف عن الإصابة بفيروس كورونا، أكد الدكتور إسحاق، دقة النتائج التي يظهرها الجهاز في وقت لا يتجاوز 15 دقيقة، مبينا أن الأجهزة المتوفرة مع الفرق تمتاز بجودة عالية وتم الحصول عليها من ألمانيا والصين وهي مجربة ومعتمدة في تلك الدول.

تلميح بتمديد العطلة

وخلال الإيجاز الصحفي الحكومة اليومي، ألمح وزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد عودة العضايلة، أن النية تتجه إلى استمرارية قرار تعطيل المؤسّسات الحكومية والمدارس والجامعات خلال الفترة المقبلة.

ولفت العضايلة إلى أن الحكومة لم تتخذ قرارًا رسميًّا حتى الآن بشأن استمرارية العطلة التي تنتهي مساء الثلاثاء المقبل “وربما يتم اتخاذ القرار غدا أو بعد غد مع فتح المجال أمام بعض المنشآت الإنتاجيّة والخدميّة للعمل تدريجيًّا، وفق إجراءات مشدّدة للسلامة العامّة والوقاية والاحتراز”.

وبخصوص العمالة الأردنيّة وأصحاب المهن والحرف الذين تضرّروا جرّاء تعطّل أعمالهم، أعلن العضايلة أن الحكومة تعكف حاليًا على تسريع وضع آلية لمساعدتها من خلال فريق الحماية الاجتماعيّة، “وسنعلن عن تفاصيلها قريبًا”.

وشدد العضايلة “لن نتهاون خلال المرحلة المقبلة، حتى وإن انخفضت أعداد الإصابات، ولدينا المزيد من الإجراءات الاحترازيّة والقرارات التي سنعلن عنها خلال أيّام، من أجل حماية صحّتكم، والحفاظ على سلامتكم، آملين استمرار التعاون والالتزام لنتجاوز معًا هذه المحنة”.

كورونا يحتل عائلات بأكملها

في الآونة الأخيرة، لوحظ في الأردن، إصابة عائلات بأكملها بفيروس كورونا المستجد.

وسجلت وزارة الصحة، السبت، إصابة 7 أفراد من عائلة واحدة، ضمن 9 حالات جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 381 حالة.

وليست هذه العائلة الأولى التي يعلن عن إصابة جميع أفرادها، فقد سجلت قبل أيام إصابة عائلة بأكملها في مدينة الرمثا، وكذلك عائلة أخرى بإحدى مناطق العاصمة عمّان.

ورغم “التذبذب” في الأرقام المسجلة خلال اليومين الماضيين، يقول وزير الصحة سعد جابر إنه “عندما تصاب حالة نتوقع بعد 5 أيام أن تظهر الأعداد على مخالطي الشخص المصاب وخاصة أسرته وبالتالي هذا التذبذب لا يقلقنا وإنما يدل على قوة وحرص فرق التقصي الوبائي والأجهزة الأمنية على متابعة الحالات ومخالطيهم”.

المنطقة الخضراء

يسعى الأردن للوصول إلى المنطقة البيضاء والمدة لها تصل إلى 60 يومًا، فيما يتواجد الآن ضمن المنطقة الخضراء من حيث قدرته على السيطرة والحدّ من انتشار فيروس كورونا المستجد.

ونقلت وسائل إعلام محلية، عن خبير علم البيانات الدكتور معتز الدبعي، قوله: إنّ الأردن في المنطقة الخضراء حاليًا، من حيث قدرته على السيطرة والحدّ من انتشار فيروس كورونا المستجد، وأهم المؤشرات على ذلك أنَّ النظام الصحي يتعامل مع عدد حالات قليلة خاضعة للعلاج نسبةً للموارد الطبية المتاحة.

وأوضح الدبعي، أنّ علم البيانات يُحدِّد (4) مناطق لوصف جائحة كورونا المستجَّد، وهي: المنطقة الخضراء وهي منطقة السيطرة على انتشار الجائحة، والمنطقة الصفراء وهي مرحلة التخوّف من عدم السيطرة عليه، وفي حال زادت أعداد الإصابات بشكل مضاعف وسريع فإنَّ هذه المرحلة تسمى بالمنطقة الحمراء، وهي مرحلة فقدان السيطرة (لا قدر الله)، وأخيرًا المنطقة البيضاء وهي التي نسعى للوصول إليها، وتعني انتهاء الجائحة بشكل كاملٍ.

وقال الدبعي، إنّه في حال استمر وكثّف المواطنون من الالتزام بالإجراءات الصحية السليمة واتبعوا إرشادات مؤسسات الدولة المعنية المختلفة، فإنّه من المتوقع الوصول إلى مرحلة القضاء على الجائحة (المنطقة البيضاء) خلال فترة تتراوح بين 45 إلى 60 يومًا.
ونوه إلى أنّ الوصول إلى المنطقة البيضاء بحاجة إلى عدم تسجيل أيّ إصابة على مدار 14 يومًا متتالية، وفي الحالة المثالية تصل المدة إلى 28 يومًا، على اعتبار أنّ فترة حضانة الفيروس قد تصل إلى هذه المدة.

وأوضح الدبعي، أنّ النموذج التنبؤي لعدد حالات الإصابة والشفاء والوفاة بفيروس كورونا المستجد، يُظهر توقعًا بالوصول إلى 600 حالة إصابة بكورونا حتى نهاية شهر نيسان الجاري.

وقال الدكتور الدبعي: إنّ عدد حالات الشفاء المتوقعة، وفق النموذج، هي 392 حالة و12 وفاة، فيما يكون عدد الخاضعين للعلاج 196 شخصًا لذات الفترة (نهاية نيسان).

ربما يعجبك أيضا