«الأرشيف الوطني الأمريكي»: خطابات ترامب وزعيم كوريا الشمالية مفقودة

آية سيد
الأرشيف الوطني الأمريكي

نشر الأرشيف الوطني الأمريكي رسالة إلى محاميي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تخطرهم بضرورة تسليم خطابات زعيم كوريا الشمالية والرئيس باراك أوباما.


أخطرت إدارة الأرشيف الوطني الأمريكي، محاميي رئيس الولايات المتحدة السابق، دونالد ترامب، في مايو 2021، بأن بعض الوثائق مفقود.

وبحسب رسالة بريد إلكتروني نشرتها إدارة الأرشيف، أمس الاثنين 3 أكتوبر 2022، تضمنت هذه الوثائق خطابات ترامب مع زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، و24 صندوقًا من السجلات، وخطابًا من الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما.. فما القصة؟

الأرشيف الوطني ومحاميو ترامب

نشرت إدارة الأرشيف والوثائق الوطنية الأمريكية الرسالة، في استجابة لطلبات الكثير من المؤسسات الإخبارية، بموجب قانون حرية المعلومات. وبحسب ما أوردت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، كتب المستشار العام لإدارة الأرشيف الوطني الأمريكي، جاري ستيرن، إلى محاميي ترامب السابقين في البيت الأبيض، باتريك فليبن، ومايك بوربورا، وسكوت جاست، في 6 مايو 2021، لإخطارهم بغياب الوثائق.

وفي رسالته، طلب ستيرن مساعدة المحامين لضمان أن تحصل إدارة الأرشيف على كل السجلات الرئاسية حسب ما يقتضيه القانون. وكتب ستيرن: “علمنا أن حوالي 24 صندوقًا من السجلات الرئاسية الأصلية جرى الاحتفاظ بها في مقر البيت الأبيض على مدار العام الأخير من رئاسة ترامب، ولم تُنقل إلى إدارة الأرشيف الوطني”، مشيرًا إلى أنه أثار المسألة مع سكوت في الأسابيع الأخيرة.

اختفاء الخطابات

أوضح ستيرن في الرسالة أنه “توجد سجلات ورقية/نصية معينة لا نستطيع تحديد مكانها”. وأضاف: “على سبيل المثال، المراسلات الأصلية بين الرئيس ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون لم تُنقل إلينا”.

ولفت أيضًا إلى اختفاء خطاب أوباما، مشيرًا إلى أن المكتبات الرئاسية للرؤساء الآخرين في إدارة الأرشيف، تحتفظ بنسخ من الخطابات المشابهة. وكتب: “من الضروري تسليم هذا الخطاب إلينا”.

الأرشيف الوطني الأمريكي: نريد السجلات

ذكرت إدارة الأرشيف الوطني أنها تسعى أيضًا للحصول على السجلات الإلكترونية لإدارة ترامب. ويوم الجمعة الماضي، قالت إدارة الأرشيف في خطاب إلى لجنة الرقابة بمجلس النواب، إنها لم تحصل بعد على كل السجلات المطلوبة من إدارة ترامب، لأن المسؤولين استخدموا البريد الإلكتروني الشخصي لإجراء الأعمال الحكومية الرسمية، ولم يسلموها كما يقتضي القانون.

ووفق “سي إن إن”، تضمنت الوثائق التي سلمها ترامب في بداية هذا العام، العديد من الوثائق السرية، ما دفع إدارة الأرشيف الوطني إلى إحالة المسألة إلى وزارة العدل. لكن إدارة الأرشيف حجبت غالبية المراسلات عن النشر، لتداخلها المحتمل مع إنفاذ القانون.

اعتراف غير مقصود

في حوار مع مراسلة صحيفة “نيويورك تايمز”، ماجي هابرمان، في 16 سبتمبر 2021، في أثناء إعدادها لكتاب جديد، اعترف دونالد ترامب بأن خطابات كيم جونج أون بحوزته. وقالت ماجي إنها سألته على سبيل المزاح إن كان أخذ أي وثائق “تذكارية” من البيت الأبيض.

وكان رد ترامب الفوري هو إنكار أنه أخذ أي شيء مهم، قبل أن يسترسل ويقول: “لدي أشياء رائعة رغم ذلك. خطابات كيم جونج أون، لدي الكثير منها”. وعندما سألته ماجي: “هل استطعت أخذها معك؟” أجاب:: “لا، أعتقد أنها في الأرشيف، معظمها في الأرشيف. لكن خطابات كيم جونج أون لدي. لدينا أشياء مذهلة. لدي خطابات مذهلة مع زعماء آخرين”.

احتفاظ ترامب بوثائق سرية

في يناير 2022، استعاد الأرشيف الوطني 15 صندوقًا من سجلات البيت الأبيض من منتجع مار إيه لاجو، شملت بعض الوثائق السرية. وبعدها بوقت قصير، طلب ترامب من فريقه إصدار بيان يفيد بأنه أعاد كل الوثائق التي أخذها من البيت الأبيض إلى الأرشيف، وفق تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” نشرته أمس الاثنين.

ونسبت الصحيفة إلى مصادر مطلعة، قولها إن ترامب طلب من محاميه، أليكس كانون، الذي كان حلقة الوصل مع إدارة الأرشيف الوطني، أن يخبر مسؤولي الأرشيف بأنه أعاد كل الوثائق. لكن كانون رفض نقل رسالة ترامب، لأنه لم يكن متأكدًا مما إذا كان ترامب يحتفظ بوثائق أخرى.

ادعاءات كاذبة

بحسب “واشنطن بوست”، كان ترامب لا يزال يحتفظ بالمزيد من الوثائق السرية. وفي يونيو الماضي، أعاد فريقه 38 وثيقة سرية أخرى إلى وزارة العدل. ثم في 8 أغسطس، استعاد مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) بعد مداهمة لمنزل ترامب، 11 مجموعة من الوثائق السرية، التي شملت بعض المواد المصنفة تحت بند “فائق السرية“.

وتسبب رفض كانون لطلب ترامب في تدهور العلاقة بينهما. ووفق المصادر المطلعة، بادر ترامب باستبعاد كانون، الذي عمل لصالح مؤسسة ترامب منذ 2015، من المباحثات المتعلقة بالوثائق، واستعان بمستشارين آخرين.

ربما يعجبك أيضا