بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.. هل تشتعل حرب ناقلات جديدة؟

رنا أسامة

تعرَضت ناقلات وسفن شحن لهجمات صاروخية روسية مع تقييد مغادرة مئات السفن في منطقة البحر الأسود.. الكثير من الدول تعرض للضرر.


تعرَضت ناقلات وسفن شحن في البحر الأسود لهجمات صاروخية، يُعتقد أن مصدرها روسي، منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير 2022، مع تقييد مغادرة مئات السفن وإعاقة حركة الملاحة في المنطقة.

بحسب صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، استُهدف ما لا يقل عن 7 ناقلات وسفن حاويات من اليابان وتركيا ومولدوفا وإستونيا ورومانيا وبنجلاديش لنقل بضائع، بما في ذلك حبوب وديزل وطين في البحر الأسود وبحر آزوف المجاور، فهل نشهد حرب ناقلات جديدة؟

تُعطل سفن الشحن.. وقصف 3 سفن ترفع علم بنما

علقت عشرات سفن الشحن في ميناء ميكولايف الأوكراني، بحسب مواقع تتبع حركة الملاحة البحرية، فيما ظل 3 آلاف و500 بحّار عالقًا في 200 سفينة على موانئ أوكرانية، وفقًا لشركة ويندورد للشحن البحري في لندن. وكشف مؤرخون بحريون أن عدد السفن العالقة في جميع أنحاء العالم الآن أكثر من أي وقت مضى منذ الحرب العالمية الثانية، وفق “وول ستريت جورنال”.

وأعلنت السلطات الملاحية في بنما يوم 16 مارس 2022، إغراق سفينة تجارية ترفع علم بنما في البحر الأسود، وإلحاق أضرار مادية بسفينتين أخريين، في هجمات صاروخية روسية، موضحةً أن طواقم السفن الثلاث سالمون، دون الإفصاح عن توقيت الهجمات، وفقًا لوكالة رويترز.

وتحدّث مسؤول الإدارة البحرية في بنما، نورييل أراوز، عن منع البحرية الروسية 200 إلى 300 سفينة من دول مختلفة من مغادرة البحر الأسود، ما أدى إلى تعليق 10 سفن، ترفع العلم البنمي، مُخصصة لنقل الحبوب تحديدًا، على متنها 150 من أفراد الطواقم. ويُشار إلى أن بنما صاحبة أكبر عدد سُفن مسجلة ترفع علمها في العالم، بأكثر من 8 آلاف سفينة، وفق سلطة الملاحة البنمية.

سفن ترفع علم بنما

قصف سفينة بنجالية قرب ميناء أوكراني

ضرب صاروخ ناقلة بضائع ترفع علم بنجلاديش، في منتصف ليل 2 مارس 2022، قُرب ميناء ميكولايف الأوكراني، ما أسفر عن مقتل قائدها وإصابة آخرين بحروق وُصفت بالخطيرة، وفقًا لمجلة لويدز ليست البريطانية. ولم تعلن السلطات ما إذا كانت السفينة بانجلر سامريدهي، البالغ وزنها 38 ألفًا و894 طنًّا، تعرضت لاستهداف أم جاءتها إصابة عن طريق الخطأ.

واشتعلت النيران نتيجة الإصابة في جزء من السفينة، وجرى إخمادها وتأمين سلامة بقية أفراد طاقمها الـ28، وجميعهم بنجاليون. ووصلت السفينة إلى أوكرانيا قبل يوم من بدء الغزو الروسي، ولا تزال عالقة، وسط مخاوف من وجود ألغام في القناة المؤدية إلى الميناء.

غرق سفينة شحن إستونية

غرقت سفينة شحن إستونية، على بعد نحو 20 ميلًا بحريًّا، قبالة ميناء أوديسا الأوكراني على البحر الأسود، من جراء قصفها تحت خط المياه، واختفائها عن الرادار في 3 مارس 2022، بحسب شبكة بي بي سي البريطانية.

كانت السفينة هيلت، المملوكة لشركة إستونية وترفع علم بنما، درعًا لتخبئة أسلحة أوكرانية مع تقدم القوات الروسية نحو أوديسا. وأوضح متحدث باسم الخارجية الإستونية، حينها، أن السلطات أنقذت طاقم السفينة المؤلف من 6 أفراد، ونقلتهم إلى مكان آمن، ويُعتقد أنها كانت فارغة حين غرقت.

السفينة هلت

 

استهداف صاروخي لسفينة شحن قُبالة أوكرانيا

في 25 فبراير، قالت شركة ستارك للشحن، وهي وكيل شحن أوكراني، إن صاروخًا أصاب مؤخرة سفينة شحن ترفع علم بنما، اسمها نامورا كوين، قبالة ساحل أوكرانيا في البحر الأسود، ما تسبب في اندلاع حريق عليها، في أثناء توجهها إلى ميناء بيفدنييه لتحميلها بالقمح، وفق رويترز.

وطلبت سلطات البلد الواقع في أمريكا الوسطى، على وجه السرعة، تجنب الإبحار في المياه الأوكرانية والروسية، مُناشدةً “السفن البنمية بالموانئ الأوكرانية أو التي تمر عبر المنطقة بتوخي الحذر وزيادة التأمين على متنها لحماية الهيكل والطاقم”.

نامورا كوين

إطلاق نار على ناقلة كيماويات ترفع علم مولدوفا

أطلقت سفينة حربية روسية النار على ناقلة كيماويات ترفع علم مولدوفا في البحر الأسود، على بعد 12 ميلًا جنوب ميناء يوجني الأوكراني، كما أفاد موقع برافدا الأوكراني في 25 فبراير 2022.

وذكر الموقع أن الناقلة ميلينيال سبيريت كانت تحمل 600 طن ديزل في المياه المحايدة من البحر الأسود وقت الهجوم، ما أشعل حريقًا على متنها وأدى إلى تدمير معدات وقوارب نجاة، وإصابة اثنين على متنها بجروح خطيرة.

قنبلة على سفينة تركية.. وممرات شحن آمنة

كشفت المديرية العامة للملاحة البحرية التركية أن قنبلةً أصابت سفينةً مملوكةً لتركيا، قبالة سواحل أوديسا الساحلية الأوكرانية يوم 24 فبراير، مع بدء الغزو الروسي، وذكرت رويترز أن السفينة ياسا جوبيتر، التي ترفع علم جزر مارشال ومملوكة لتركيا، تابعت مسيرها إلى المياه الرومانية، دون وقوع إصابات أو أضرار.

السفينة ياسا

ودعت المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة (IMO) لما يسمى بممرات زرقاء، للسماح للسفن بمغادرة البحر الأسود دون التعرض لخطر الهجوم أو الاصطدام بلغم، خاصة مع تزايد حوادث السفن التجارية.

وأعلنت المنظمة البحرية الدولية، في بيان صدر في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن “العمل العسكري الجاري في البحر الأسود وبحر آزوف يمثل تهديدًا خطيرًا وفوريًّا لسلامة وأمن الأطقم والسفن العاملة في المنطقة”، وفقًا لصحيفة دويتشه فيله الألمانية الخميس 17 مارس. وتتعاون المنظمة حاليًّا بنحو وثيق مع ذوي المصلحة الرئيسين للإسهام في “ضمان سلامة وأمن الشحن” بمنطقة البحر الأسود.

ربما يعجبك أيضا